صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
مع تسارع نسق الحضرنة في دول الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، عملت دول المنطقة على الاستفادة من ثرواتها، لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء. حيث رفعت مستوى توليد الطاقة المتجددة، وعملت على تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة، والاسراع في تنفيذ التحول الطاقي وتنويع اقتصادها وتعزيز التنمية المستدامة.
ويظهر تقرير الوكالة الدولية للطاقة أن إجمالي قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة (لا تشمل الطاقة الكهرومائية) في الشرق الأوسط ستتجاوز 192 جيجغاوات بحلول عام 2030، وفقا للخطة الحالية التي أعلنتها دول الشرق الأوسط، ما يمثل 17 أضعاف المستوى الحالي. ومن بين مصادر الطاقة، ستمثل الطاقة الشمسية النسبة الأكبر، بما يزيد عن 42٪، وستشكل طاقة الرياح حوالي 35٪. يعتقد التحليل أن التطور النشط لصناعة الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط سيساعد دول المنطقة على تعزيز التنمية الخضراء، وتقليل انبعاثات الكربون وإرساء أساس جيد للتنمية المستدامة للاقتصاد الإقليمي.
عدة مشاريع في الطاقة الشمسية
يغطي مشروع بنبان أسوان للطاقة الشمسية في جنوب مصر مساحة 37 كيلومترًا مربعًا وهو أحد أكبر المجمعات الصناعية الكهروضوئية في العالم. وعندما تم الانتهاء من إنشاء الحديقة وتشغيلها في عام 2019، بلغ إجمالي كمية الكهرباء المولدة بإستخدام الطاقة الشمسية في مصر 2.4 مليار كيلو وات ساعة، مما أسهم بشكل فعال في تخفيف نقص التزود بالكهرباء. وفي يناير من العام الماضي، أطلقت وزارة الطاقة السعودية الجولة الثالثة من العطاءات للخطة الوطنية للطاقة المتجددة. وشملت المناقصات 4 مشاريع للطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تبلغ 1.2 جيغاوات.
وفي يناير من العام الحالي، أعلنت شركة صناعة الألمنيوم العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة كهرباء ومياه دبي عن خطوة طموحة، تهدف لجعل الإمارات تتحول إلى أول دولة في العالم تستخدم الطاقة الشمسية لإنتاج الألمنيوم. أما في الجزائر، فمنذ تأسيس أول محطة طاقة شمسية في عام 2011، بلغ العدد الجملي إلى حد الآن 22 محطة قيد التشغيل.
كما تعمل بعض الدول مثل المغرب والأردن على التوجه نحو طاقة الرياح، مستفيدة من خصائصها المناخية. حيث احتلت قدرة المغرب الإجمالية المركبة لطاقة الرياح في عام 2019 المرتبة الثالثة في إفريقيا؛ وتمتلك الأردن حاليًا 5 محطات لتوليد الطاقة من الرياح؛ وأنشأت مصر العديد من محطات طاقة الرياح في منطقة الزعفرانة على الضفة الغربية لخليج السويس.
آفاق واسعة للتعاون بين الصين والشرق الأوسط في الطاقة الجديدة
أشار نائب وزير الكهرباء المصري والطاقة المتجددة محمد موسى إلى أن الصين تمتلك تكنولوجيا رائدة عالميا وشبكة نقل متقدمة في مجال طاقة الرياح وتوليد الطاقة الكهروضوئية. مؤكدا على وجود آفاق واسعة للتعاون في مجال الطاقة المتجددة بين دول الشرق الأوسط والصين.
في ذات السياق، قال جيمس كيد، خبير الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، أن الشرق الأوسط سيشهد فترة من التطور السريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المستقبل. وسيحتاج إلى استخدام التقنية المتقدمة عالميا في هذا المجال، بما في ذلك الطاقة الشمسية.
وفي إطار “مبادرة الحزام والطريق”، حقق التعاون بين الصين والعديد من دول الشرق الأوسط في مجال الطاقة المتجددة نتائج مثمرة. حيث وقعت الصين ومصر في اغسطس 2015، عقدًا لانشاء المختبر الوطني المشترك للطاقة المتجددة، والذي عزز بشكل كبير التعاون المعمق في مجال الطاقة الشمية بين الجانبين. وفي أغسطس 2018، شاركت مجموعة شينت وشركة تيبيا من مقاطعة تشجيانغ في بناء مشروعين بمحطة بنبان للطاقة الشمسية بسعة 165.5 ميغاوات و186 ميغاوات.
كما أشارت وسائل إعلام شرق أوسطية إلى أن الصين أصبحت قوة مهمة في مجال تطوير الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط. حيث اعتمدت عدة دول في المنطقة، مثل السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وقطر استراتيجية تنويع الطاقة لدعم النمو الاقتصادي. كما تشارك الصين في عدة مشاريع للطاقة الجديدة في مصر والجزائر وتونس والمغرب والسودان.
ويرى رئيس فرع شركة هانرجي للاغشية الرقيقة بمصر أن انخفاض تكلفة توليد الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط والدعم الحكومي القوي لتطوير الطاقة المتجددة، أسهم في زيادة فرص التعاون بين الصين ودول المنطقة في تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتقنيات تخزين الكهرباء، وغيرها من المشاريع.
وقال نائب وزير الكهرباء المصري والطاقة المتجددة محمد موسى أنه يتوقع بأن تساعد الصين دول الشرق الأوسط على اختراق عنق الزجاجة في تقنيات تطوير الطاقة المتجددة. مضيفا:” نعتبر الصين شريكًا مهمًا، وسيحقق التعاون بين الجانبين في هذا المجال المنفعة المتبادلة والنتائج المتكافئة.”