شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

CGTN العربية/

في الآونة الأخيرة، يواصل بعض الأمريكيين التكهن بأن فيروس كورونا الجديد قد تسرب من مختبر ووهان. و في 14 يونيو، أوضحت شي تشنغ لي، الباحثة في معهد ووهان لعلم الفيروسات للأكاديمية الصينية للعلوم، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز أن “نظرية تسرب الفيروس من مختبر ووهان” لا أساس لها من الصحة. كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه إذا كانت الولايات المتحدة شفافة حقا ومسؤولة عن تتبع فيروس كورونا الجديد، فيجب أن تتبنى موقفا مفتوحا مثل الصين وتدعو الخبراء الدوليين على الفور لإجراء تحقيقات مفصلة في مختبر فورت ديتريك البيولوجي الأمريكي.

ما هي العلاقة بين مختبر فورت ديتريك ووباء فيروس كورونا الجديد؟ في 15 يونيو، أظهرت دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة أنه في ديسمبر 2019، بدأ فيروس كورونا الجديد ينتشر في الولايات المتحدة. والأمر ذكر الناس بالالتهاب الرئوي الغامض في السجائر الإلكترونية الذي اندلع في ولاية ويسكونسن الأمريكية في يوليو 2019 وتتشابه أعراضه تقريبا مع أعراض الالتهاب الرئوي الناجم من فيروس كورونا. لا يبعد مختبر فورت ديتريك أكثر من ساعة بالسيارة عن موقع تفشي هذا الالتهاب الرئوي الغامض. في ذلك الوقت، تم إغلاقه أيضا بشكل عاجل لفترة من الوقت. لماذا لا تجرؤ الولايات المتحدة، التي تطالب بـ “تتبع فيروس كورونا” طوال اليوم، على فتح باب مختبر فورت ديتريك؟

لا يعرف الكثير من الناس أن مختبر فورت ديتريك لا يزال مرتبطا ارتباطا وثيقا بالوحدة 731 اليابانية. في سبتمبر 1945، أرسلت الولايات المتحدة ساندرز وهو خبير الحرب الجرثومية في قاعدة فورت ديتريك الأمريكية للتحقيق في الأحوال المتعلقة بالحرب الجرثومية اليابانية. في السنوات التالية، أرسلت الولايات المتحدة طومسون وآخرين للتواصل مع الأعضاء الرئيسيين في الوحدة 731، بما في ذلك قائد الوحدة 731 شيرو إيشي، للتعرف على الحرب الجرثومية.

ومن أجل الحصول على معلومات التجارب البيولوجية، قامت الولايات المتحدة بحماية مجرمي الحرب في الحرب العالمية الثانية وأخفت الجرائم البشعة لشيرو إيشي والوحدة 731 عن العالم. في أغسطس 2017، أظهر فيلم وثائقي بثته هيئة الإذاعة اليابانية أنه لم تتم معاقبة أي من أعضاء الوحدة 731 تقريبا على جرائمهم تحت الحماية الأمريكية.

استخدمت الولايات المتحدة هذه المعلومات الدموية لإجراء أبحاث الأسلحة البيولوجية، والتي عززت تطور قاعدة فورت ديتريك بشكل كبير وبسرعة بعد الحرب العالمية الثانية، ليصبح المختبر البيولوجي من المستوى الرابع (P4) للجيش الأمريكي اليوم.

في عام 1977، تفشى مرض معد فجأة في مصر. تدفق أكثر من مليوني شخص على المستشفيات في مصر، كل ذلك بسبب التهابات العين، المصحوبة بالحمى وآلام العضلات.

وجد باحثون مصريون، بعد فحص الدم، أن جميع المرضى أصيبوا بفيروس حمى الوادي المتصدع. لكن هذا الفيروس يتسبب في انفجار الأوعية الدموية ونزيف في العين فقط وهو ليس قاتلا. أما فيروس حمى الوادي المتصدع في مصر كان معدل وفياته أعلى بكثير، ويبدو أن شخصا ما “عزز” معدل وفيات هذا الفيروس.

في ذلك الوقت، لم يتم تنفيذ البحث حول هذا الفيروس الغامض، ولم يتم الكشف عن السيرة الذاتية لديفيد هيكسول، مدير جزيرة بلوم الأمريكية حتى عام 2003، وتم الكشف عن الحقيقة. خدم في القوات البيوكيميائية للجيش الأمريكي لمدة 30 عاما، وفي عام 1983، تم تعيينه قائدا لفورت ديتريك. وفقا لتقارير وسائل الإعلام، في عام 1977، حمل أحد جنوده فيروس حمى الوادي المتصدع إلى معهد البحوث العلمية الثالث التابع للقوات البحرية الأمريكية. ووقع معهد البحث هذا ليس في الولايات المتحدة، بل في القاهرة بمصر.

في نهاية الحرب العالمية الثانية، اعتقد الباحثون في فورت ديتريك أن فيروس حمى الوادي المتصدع كان مناسبا لصنع أسلحة كيميائية حيوية. وقيم الرئيس الأمريكي آنذاك أيزنهاور هذه الفكرة بأنها “فكرة ذكية للغاية” وقدم لها الدعم المالي.

في مختبرات مثل معهد البحوث العلمية الثالث التابع للقوات البحرية الأمريكية، نشر الجيش الأمريكي أكثر من 200 مختبر حول العالم. لا أحد يعرف ما الذي يبحثون فيها.

ومن المفارقات أنه بعد حرب الخليج، مثل هيكس سول الجيش الأمريكي في ثلاثة فرق تفتيش عن الأسلحة في العراق تابعة للأمم المتحدة وعمل قائدا للفريق مرتين. وقال ذات مرة أمام وسائل الإعلام إن “المشروع هناك (في العراق) يفوق خيال الجميع.

ولكن عندما يكون المشروع فوق خيال الجميع، يجب أن يعرف الأمريكيون أنفسهم بشكل أفضل.

مرت عقود، قام مختبر فورت ديتريك، باعتباره “من مخلفات الحرب”، بإغلاق الباب، وإخفاء أدلة الجريمة داخله، وإطلاق الفيروس غير المرئي في الخارج، في محاولة التهرب من انتباه العالم. ومع ذلك، الفيروسات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ليس لديها مكان تختبئ فيه في العلم المتطور باستمرار، وستكشف الأسرار الدنيئة المخبأة في الولايات المتحدة في نهاية المطاف في ظل محاكمة التاريخ والعدالة