CGTN العربية/
في معركة الصين ضد وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تسابق العاملون الطبيون مع الزمن لعلاج المرضى وإنقاذ حياتهم، وقدم الضباط والجنود بالجيش مساهمات في هذه المعركة الصعبة. كما لعب الخبراء والعلماء دورا هاما بتقديم اقتراحاتهم في مكافحة البلاد للوباء. وبفضل كل هذه الجهود، حققت هذه المعركة الوطنية للوقاية من الوباء والسيطرة عليه نتائج إستراتيجية كبرى. وقع الرئيس الصيني شي جين بينغ أمرا رئاسيا يمنح أربعة أشخاص أوسمة وطنية وألقابا شرفية لمساهمتهم البارزة في مكافحة هذا الوباء.
وسام الجمهورية: تشونغ نان شان
تم منح “وسام الجمهورية” لخبير أمراض الجهاز التنفسي تشونغ نان شان الذي بحث عن الوقاية والعلاج للأمراض التنفسية المعدية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
بعد تفشي وباء (كوفيد-19)، أصبح تشونغ البالغ من العمر 84 عاما رئيسا لفريق الخبراء رفيع المستوى التابعة للجنة الصحة الوطنية وذهب إلى ووهان في 18 يناير للتحقيق في أعمال الوقاية من الوباء ومكافحته. وبعد يومين، أوضح في مؤتمر صحفي أن العدوى يمكن أن تنتقل من شخص لآخر. ومنذ ذلك الحين، تولى تشونغ دور المتحدث لحالات الطوارئ الصحية العامة، وصرح بالمعارف الصحيحة على الفور وقدم مساهمات هامة في الوقاية من الوباء ومكافحته، وخصوصا في مجال علاج الحالات الحرجة والبحوث العلمية حول الوباء.
قال تشونغ إنه في العقود من خبراته الطبية، إن أعظم سعادة هي أن تكون دائما في الخطوط الأمامية لعلاج الأمراض وإنقاذ حياة المرضى. وتتمثل أمنيته الكبرى في تقديم المزيد من المساهمات لوطنه وجعل المزيد من نتائج البحوث العلمية تخرج من المختبر وتفيد المواطنين.
“بطل الشعب”: تشانغ بوه لي
تشانغ بوه لي هو خبير الطب الصيني التقليدي الذي ترأس البحوث عن علاج أمراض يجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي. ولطالما التزم تشانغ بالبحوث عن تحديث الطب الصيني التقليدي وتعزيز وراثته وابتكاره.
في يوم 27 يناير، ذهب تشانغ البالغ من العمر 72 عاما إلى ووهان، وقاد فريقه لتسريع البحوث العلمية. وبعد بحوث وتحليلات سريرية، لخص خصائص العلاج السريري بالطب الصيني التقليدي لمرض (كوفيد-19)، وأشرف على البحوث لصياغة خطط علاج يجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي، ووجه مشاركة الطب الصيني التقليدي طوال عملية العلاج، وحقق نتائج ملحوظة. وقلل العلاج بالطب الصيني التقليدي بشكل كبير من نسبة تحويل الحالات الخفيفة إلى الخطيرة، ليلعب دورا مهما في مكافحة الوباء. وفي مستشفى جيانغشيا المؤقت بووهان الذي يعمل تشانغ فيه، قبل جميع المرضى الـ564 علاج الطب الصيني التقليدي، ولم تتطور الحالة الصحية لأي من المرضى إلى حالة خطيرة. وأصبح العلاج الذي يجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي أيضا من أبرز النقاط لخطة الصين لمكافحة الوباء.
“بطل الشعب”: تشانغ دينغ يوي
تشانغ دينغ يوي هو رئيس مستشفى جينينتان المخصصة لعلاج الأمراض المعدية في ووهان. وعمل تشانغ في الخطوط الأمامية في مجال الطب لفترة طويلة. وقد ذهب إلى الجزائر ودول أخرى للقيام بالمساعدات الطبية. كما قاد فريقا للمشاركة في أعمال الإنقاذ بعد الزلزال المدمر الذي تعرضته الصين عام 2008.
في نهاية ديسمبر الماضي، وبعد قبول الدفعة الأولى من المرضى الذين يعانون من التهاب رئوي مجهول السبب، أنشأ تشانغ جناحا خاصا بالعزل على الفور، وقام بجمع عينات لإجراء اختبارات فيروسية ليخلق ظروفا مواتية للبحوث والتطوير حول هذا المرض. وكمريض يعاني من مرض “التصلب الجانبي الضموري” الذي يعد شكلا من أشكال أمراض الأعصاب الحركية، قاد الطاقم الطبي بالمستشفى لعلاج أكثر من 2800 مريض مصاب بـ(كوفيد-19). وعملت زوجة تشانغ في مستشفى آخر في ووهان وأصيبت أيضا بـ(كوفيد-19) في منتصف يناير. ومع ذلك، لا يزال تشانغ، وهو يقع في بؤرة تفشي الوباء، يكرس نفسه لمحاربة الوباء ليل نهار. وقال: “لا بد أن أبذل قصارى جهدي لعلاج المزيد من المرضى”.
“بطل الشعب”: تشن وي
تشن وي هي عالمة طبية عسكرية حققت إنجازات كبيرة في البحوث الأساسية المتعلقة بـ(كوفيد-19) وتطوير لقاح وأدوية وقائية. وإنها خبيرة في الأمن البيولوجي التزمت تشن منذ فترة طويلة بالبحوث في الوقاية من المخاطر البيولوجية ومكافحتها. وفي عام 2014، قادت فريقا لتطوير أول لقاح عالميا للإيبولا يحصل على شهادة للدواء الجديد، وتحل بذلك مشكلة عالمية.
وبعد تفشي وباء (كوفيد-19)، ذهبت تشن إلى ووهان لإجراء البحوث العلمية ومهام الوقاية والسيطرة، وقدمت مساهمات كبيرة في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه. وقادت فريقها لتطوير لقاح (كوفيد-19) بنجاح، وإجراء تجارب سريرية. وتوصلت تجارب المرحلة الثانية للقاح المرشح لـ(كوفيد-19) إلى أن اللقاح آمن ويحفز استجابة مناعية، وفقا لدراسة نشرت في مجلة ((ذا لانسيت)) الطبية. وإن تجارب المرحلة الثالثة جارية حاليا. في اللحظة الحرجة لمكافحة الفيروس القاتل، أثبتت تشن بنتائج فريقها في البحوث العلمية، أنها تتمكن من تحمل مسؤوليتها في مواجهة مثل هذه الاختبارات.