مع انتشار سلالة دلتا، تفاقم وضع وباء فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة بسرعة مرة أخرى. وبالمقارنة مع فعالية مكافحة الصين لسلالة دلتا، فإن الفرق واضح.
في الوقت الحالي، يبلغ متوسط العدد اليومي للحالات المؤكدة الجديدة في الولايات المتحدة ما يقرب من 130 ألف حالة، بزيادة تفوق 700% مقارنة مع بداية هذه الجولة من الوباء في أوائل يوليو. وإذا ما بدأنا النظر إلى الإحصائيات منذ بداية تفشي وباء فيروس كورونا الجديد، فقد بلغ العدد التراكمي للحالات المؤكدة في الولايات المتحدة أكثر من 38.05 مليون حالة، بينما لم يتعد العدد التراكمي للحالات المؤكدة في الصين أكثر من 120 ألف حالة؛ يبلغ العدد التراكمي للوفيات في الولايات المتحدة أكثر من 630 ألفا، وهو ما يتجاوز بكثير عدد الوفيات في الحرب العالمية الثانية، في حين أن العدد التراكمي للوفيات في البر الرئيسي الصيني يزيد قليلا عن 5000 حالة وفاة.
في الوقت نفسه، كانت هناك بعض التقارير الموضوعية نسبيا في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية أن الجولة من الوباء التي بدأت في مدينة نانجينغ الصينية سببتها سلالة دلتا الأكثر عدوى والأكثر ضررا. وقد دفعت سلالة دلتا بعض البلدان على التفكير في تغيير استراتيجية الوقاية من الوباء من أجل “تصفير الحالات”. إذا ما استمر هذا الاتجاه في التطور، “ستصبح الصين الدولة الأولى في العالم التي تنجح في السيطرة على الوباء الذي تسببه سلالة دلتا”.
في الولايات المتحدة، حيث يتفاقم وضع الوباء بسرعة مرة أخرى، لا تفكر واشنطن في كيفية التعامل مع الخطر الحقيقي، ولكن في كيفية تركيز جهودها للتغطية على الواقع من خلال طرق مختلفة. والأهم من ذلك هو محاولة طمس نجاح الصين في مكافحة الوباء بشتى الوسائل.
لكن هذا النوع من تشويه الحقائق يشكل تهديدا كبيرا للشعب الأمريكي وشعوب الدول الأخرى في العالم، بما في ذلك الصين.
أخذت الصين زمام المبادرة في تبني أساليب فعالة تجمع بين إغلاق المدن والحجر الصحي والتطعيم باللقاحات لمكافحة الوباء، وقد أظهرت التجارب الدولية أن هذه الأساليب يمكن اتخاذها بنجاح من قبل البلدان الأخرى. على سبيل المثال، من الواضح أن نيوزيلندا تبنت تجربة الصين في مكافحة الوباء، وحتى الآن، لم يؤدِ الوباء إلا بحياة 26 شخصا فقط في البلاد. في صيف عام 2020، نفذت المملكة المتحدة استراتيجية إغلاق ناجحة لتقليل عدد الوفيات إلى 7 أشخاص يوميا، لكنها تخلت بعد ذلك عن هذه الاستراتيجية واعتمدت نفس المقاربة لمكافحة الوباء والتي تتبعها الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم الحالي، بلغ العدد التراكمي للوفيات في المملكة المتحدة 90 ألفا.
فماذا ستكون النتيجة في حال تبنت الصين سياسة الولايات المتحدة في مكافحة الوباء؟ يبلغ عدد سكان الصين أكثر من أربعة أضعاف عدد سكان الولايات المتحدة. وإذا كان متوسط عدد الحالات هو نفسه في الولايات المتحدة، فسيكون لدى الصين 165 مليون حالة مؤكدة. وإذا كان متوسط عدد الوفيات في الصين هو نفسه في الولايات المتحدة، فإن 2.7 مليون شخص في الصين سيفقدون حياتهم، بمعنى آخر، أنقذت سياسات الحكومة الصينية أكثر من 2.7 مليون شخص.
وفي المقابل إذا ما تبنت الولايات المتحدة سياسة الصين في مكافحة الوباء، فمن المحتمل أنه لن يكون لديها سوى 22 ألف حالة مؤكدة وأقل من 1100 حالة وفاة. ولكن ما هو حاصل الأن هو أن شدة الوباء في الولايات المتحدة تزيد بنحو 600 ضعف عن الصين. بالنسبة للقيادة الأمريكية، إخفاء الحقائق أمر بالغ الأهمية، وربما هذا هو السبب في أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها في محاولة إخفائها.