نواصل بث حلقات سلسلة “رحلة إلى خوتان” والتي تأخذنا فيها الزميلة إيناس بركانة إلى منطقة خوتان بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور للتعرف على معالم التنمية وجهود التخلص من الفقر. حلقة اليوم زارت فيها مصنعا لتربية الفطر وتصنيعه ببلدة مويوي وتحدثت إلى المحليين عن دور هذا المشروع في تحسين معيشتهم، إليكم التقرير.
تقع شركة شوشانغ لاوجون أو شركة فطر الأشجار ببلدة مويوي بمدينة خوتان بمنطقة خوتان بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور. تأسست الشركة في شهر يناير عام 2019، وهي متخصصة في تصنيع وانتاج أكياس الفطر وتدريب القرويين المحليين على هذه الصناعة وتمكينهم من تمويلات عينية سلفا لمزاولتها ترد لاحقا بعد حصد المنتوج. رغم حداثة تأسيسها، إلا ان الشركة تمكنت من توسيع نطاق عملها إذ لم تعد تقتصر على بلدة مويوي فقط بل توسعت إلى العديد من البلدات في منطقة خوتان وحتى منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم. أما منتوجاتها فقد عبرت الحدود ووصلت إلى العديد من الدول الآسياوية المجاورة.
تعتمد المؤسسة على نموذج اقتصادي خاص يتمثل في “المؤسسة + الاراضي الزراعية + التعاونية + المزارع”، أي أن الشركة تتعاقد مع أصحاب الأراضي الزراعية والتعاونيات والمزارعين لتخلق حلقة اقتصادية تشغل كل الفئات وتحرك الاقتصاد المحلي الضيق في حدود البلدة والقرى والمجاورة أو الواسع الذي يشمل المنطقة كاملة ويمتد إلى خارجها. وهذا النموذج هو واحد من النماذج الاقتصادية التي حددتها سياسة البلاد الاقتصادية لدفع المحركات الاقتصادية في مختلف المناطق وتحقيق هدف التخلص من الفقر وخلق سبل الثروة في صفوف المزارعين وسكان القرى.
قال إي جين ياو، المدير التنفيذي لشركة فطر الأشجار – شوشانغ لاو جون: تقوم شركتنا بتدريب المزاعين على تربية الفطر ثم تقدم لهم أكياس الخشب وتحافظ على متابعتهم خلال عملية الانتاج لإرشادهم. وبعد جني المحصول تساعدهم في تسويق منتوجهم وأيضا قبول أكياس الفطر غير القابلة للانتاج لاحقا.
تعاقدت الشركة إلى حد الآن مع 5000 مزارع، تم إخضاعهم معا إلى تدريب موحد على تربية الفطر والعناية به من قبل المتخصصين التابعين للشركة، ليس ذلك فحسب بل إن الشركة تبقى على اتصال دائم بهم عبر فرق المراقبة والإرشاد لضمان استيعابهم الجيد للعملية كاملة لا سيما وأن زراعة الفطر دخيلة على المنطقة ولم تكن من الممارسات الزراعية المحلية. وتوفر الشركة لكل الراغبين في ولولج هذا القطاع الجديد من أكياس الفطر دون مقابل مبدئيا على أن يدفع ثمنها لاحقا بعد جني المحصول. أما إذا تعذر على أي مزارع تسويق محصوله، فما عليه إلا ان يعود إلى الشركة فتشتريه منه بثمن السوق لتقوم هي بتسويقه عبر قنوات عدة سواء طازجا أو مصنعا.
مشكلة أخرى يواجهها مزارعو الفطر دائما وقد وجدت لها الشركة حلا، وهي أكياس الفطر منتهية الصلاحية أو غير المنجتة.
قال إي جين ياو، المدير التفيذي لشركة فطر الأشجار – شوشانغ لاو جون: بالنسبة لأكياس الخشب منتهية الصلاحية، فإننا نستعيدها من المزارعين ونحولها إلى سماد عضوي.
نظرا لقصر فصل الشتاء في منطقة خوتان فإن المزارعين يستطيعون انتاج الفطر خلال ثلاث مواسم يجنون خلال كل موسم ربحا يبلغ 4000 يوان وهو ما يعني 12000 يوان سنويا.
فضلا عن المزارعين والتعاونيات، وفرت الشكرة فرص عمل كثيرة للقروين في المناطق المحيطة ما أدى إلى تحسن ملحوظ في معيشتهم ورفع مداخيلهم السنوية إلى أكثر من ثلاثين ألف يوان سنويا.
قالت عاملة في دفيئة الفطر: في الماضي لم أكن أملك دخلا ثابتا، لكن بعد أن بدأت العمل في هذه الشركة أصبحت قادرة على شراء ما أرغب فيه. وأصبحت حياتي أسعد منها في الماضي.
على غرار هذه العاملة هناك الكثر من القرويين والقرويات الذين مكنهم هذا المشروع الضخم من مورد رزق دائم ودخل أحسن يمكنهم من عيش كريم وينتشلهم من براثن الفقر والفاقة. وهذا المشروع وغيره باتت كقطار سريع إن لم يكن فائق السرعة يحمل القرويين إلى مستقبل أفضل وحياة أرغد.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.