CGTN العربية/
ظهرت إعادة تفشي فيروس كورونا الجديد في بكين في الآونة الأخيرة، مما أدت إلى إغلاق بعض مناطقها، وكذلك يجلب المزيد من عدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي في الصين. لكن هذا الوضع الجديد قد يساعدنا على فهم بشكل أفضل لتأثير الوباء في المستقبل على المجتمع والاقتصاد.
تعكس البيانات الإحصائية حول ركاب مترو الأنفاق في بكين تأثير الفيروس والإدارة المغلقة على حياة الناس. منذ إبلاغ بكين عن جولة جديدة من الحالات المحلية في يوم الـ 11 من يونيو الماضي، انخفض عدد ركاب مترو الأنفاق بشكل حاد، انخفض متوسط عدد الركاب اليومي في فترة ما بين يوم الـ11 ويوم الـ23 من يونيو إلى حوالي 4.2 مليون راكب، مقارنة بـ 6.2 مليون راكب في الأيام العشرة الأولى من يونيو الماضي. من الواضح أنه بسبب المخاوف من الإصابة بالفيروس، قلل الناس بشكل كبير من عدد الرحلات، وخاصة السفر غير الضروري. ومع ذلك، إذا قارنا بمتوس طعدد الركاب اليومي البالغ 5.2 مليون راكب في مايو و3.2 مليون راكب في ابريل، يبدو أن الموجة الجديدة من الوباء لم تغير الحياة اليومية للعاصمة الصينية بشكل كبير.
لماذا يوجد مثل هذا الفرق؟
إلى حد كبير، قد يعتاد الناس بالتعايش مع الفيروس.
حتى قبل أن تبلغ بكين عن موجة جديدة من تفشي الوباء، ما زال العديد من الصينيين يصرون على ارتداء الكمامات في الأماكن العامة والحفاظ على المسافة الاجتماعية بوعي.
الاختبارات واسعة النطاق وإجراءات المتابعة تلعب دورا مهما حاليا.
مواجهة للوباء المفاجئ، تُعتبر الشفافية والفعالية عنصرين حاسمين للغاية. وحتى يوم الـ28 من يونيو الماضي، قد تم الاختبار لـ 7.7 مليون من أكثر من 8 ملايين عينة تم أخذها في بكين. وقد استعانت بكين طريقة “الاختبار المختلط” للاختبارات واسعة النطاق التي اتخذتها مدينة ووهان، وهي وضع مسحات تم أخذها من مجموعة من الأشخاص المختلفين معا لاختبارها. وإذا كانت النتيجة السلبية، يمكن استبعاد جميع العينات من هذه الدفعة من إمكانية الإصابة. وإذا كانت الإيجابية، فسيقوم العاملون الطبيون بالاختبار لكل شخص من المجموعة على حدة. وقد ساعدت طريقة “الاختبار المختلط” هذه مدينتين ووهان وبكين بشكل كبير في تحسين قدرات الاختبار وتخفيف مخاوف السكان.
ومنذ يوم الـ 11 من يونيو، سُجلت في بكين أكثر من 300 حالة اصابة مؤكدة، غير أن معدل الإصابات لا تزال منخفضا. وبالإضافة إلى ذلك، حالات الإصابة المؤكدة الأخيرة تتعلق جميعها بسوق شينفادي.
إجراءات الإغلاق الجزئي تساعد على إبطاء سرعة انتشار الفيروس.
تعني إعادة تفشي الوباء أن الفيروس قد يظهر من وقت لآخر، والمفتاح هو كيفية الاستجابة لها. وعند اندلاع الوباء لأول مرة، فرضت الكثير من الدول إجراءات الإغلاق الصارمة ودفعت تكاليف اقتصادية باهظة. ومع أنه تُعتبر إجراءات الإغلاق الشامل من الطريقة الأكثر فعالية للحد من انتشار الفيروس، غير أنه لا يمكن تحملها من ناحية اقتصادية. حيث اتخذت بكين إجراءات الإغلاق الجزئي هذه المرة وساعدت على إبطاء انتشار الفيروس.
قبل إيجاد اللقاح أو الدواء النوعي، لا بد منا التعايش مع الفيروس، حتى دفع بتكاليف اقتصادية لا مفر منه. ومع ذلك علينا أن نتخذ طرقا أكثر عملية للتعامل مع إعادة تفشي الوباء المتوقعة بدلا من إجراءات الإغلاق الشاملا التي تعرضوا لها العديد من سكان العالم سابقا. وفي هذا الصدد، تجربة بكين تستحق الدراسة والتعلم.