شهدت العاصمة الصينية بكين تغيرات كبيرة على مدار سنوات القرن الماضي، مما يدل بشكل كامل على وظائفها كمركز سياسي وثقافي وطني ومركز للتبادلات الدولية والابتكار العلمي.

وكانت بكين واحدة من مراكز الحركة الشيوعية في الصين، وواحدة من أوائل المدن التي أسست منظمات مبكرة للحزب الشيوعي الصيني. وكمركز لـ”حركة الثقافة الجديدة” في الصين ومصدر “حركة 4 مايو”، تم فتح “المبنى الأحمر” بجامعة بكين أمام الجمهور مؤخرا بعد تجديده.

وفي عام 1949، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أمرا بتحرير جميع أنحاء البلاد في “فراغرانت هيلز” في بكين، وحددت نظام الدولة والحكومة لجمهورية الصين الشعبية.

وقال تشاو وي دونغ، مسؤول في لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية بكين: “لطالما ارتبط تاريخ بكين ارتباطا وثيقا بمصير البلاد. ونولي أهمية كبيرة لحماية المعالم التذكارية الثورية والاستفادة منها. وقد أصبحت هذه المعالم مؤخرا مواقع شهيرة للسياحة الحمراء الثورية. واستقبل النصب التذكاري الثوري في فراغرانت هيلز وحده أكثر من 60 ألف زائر خلال عطلة مدتها خمسة أيام فقط. وأثناء زيارة المواقع، استفادوا من قوة الروح الثورية”.

في خمسينيات القرن الماضي، تم الانتهاء من بناء “المباني العشرة الرئيسية” في بكين، بما في ذلك قاعة الشعب الكبرى والمتحف العسكري لثورة الشعب الصيني ومحطة بكين للسكك الحديدية، في غضون عام واحد فقط، مما شجع المواطنين في جميع أنحاء البلاد لبناء الصين الجديدة.

وفي فبراير عام 2014، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جولة تفقدية في بكين إلى أن العاصمة الصينية يجب أن توضح موقعها الإستراتيجي، وتلتزم وتعزز وظائفها الأساسية كمركز سياسي وثقافي وطني ومركز للتبادلات الدولية والابتكار العلمي.

وبناء على هذا الموقع للمدينة، سيطرت بكين على حجم سكانها ومساحات أراضي الإنشاءات والمباني، مما يجعلها أول مدينة في البلاد تتطور على أساس تقليص حجمها.

وقال تان شيوي شيانغ، مدير لجنة التنمية والإصلاح لبلدية بكين: “في ظل التخطيط والترويج الذي دعى إليه الرئيس شي، يتم التحسين المستمر لنظام التخطيط للتنمية المنسقة بين بكين وتيانجين وخبي. وفي السنوات السبع الماضية، تم إدراج 8600 شركة في مجمع تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا ببكين فروعا لها في بلدية تيانجين ومقاطعة خبي، وتم تنفيذ عقود حولت من الإنجازات التكنولوجية بقيمة 141 مليار يوان (21.7 مليار دولار أمريكي) في المنطقتين، مما دعم بقوة التنمية المنسقة للصناعات في تلك المناطق”.

من جمع الموارد إلى التقليل من الوظائف غير الضرورية، مرت بكين بتحول عميق في التنمية الحضرية، مع السعي للتحكم في الحجم من أجل التنمية الخضراء والمبتكرة. وخلال السنوات الخمس الماضية، احتلت الاستثمارات في بكين في مجالات البحث والتطوير وبراءات الاختراع المرتبة الأولى على مستوى البلاد.

وبحلول عام 2025، سيتم تشكيل المركز الدولي للابتكار العلمي والتكنولوجي في بكين بشكل أساسي؛ وبحلول عام 2035، من المتوقع أن يصبح المركز رائدا عالميا في الابتكار والقدرة التنافسية.

وقالت تو يو يو، صيدلانية صينية حائزة على جائزة نوبل: “في القرن الأول تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، نستقبل الآن ازدهارا في مجال الابتكار التكنولوجي، وقد أصبحت الصين قوة تكنولوجية. وأصبح الباحثون والعلماء الصينيون أكثر حماسا وفخرا”.

من أجل بناء مدينة متناغمة وصالحة للعيش، هدمت بكين 200 مليون متر مربع من المباني غير القانونية، وأكملت تحسين البيئة لـ3500 زقاق. وتم تركيب ما يقرب من 2000 مصعد في المجمعات السكنية القديمة، وتم بناء أكثر من 500 متنزه غابات حضري وحديقة صغيرة في المدينة.

وفي العام الماضي، كان متوسط التركيز السنوي للجسيمات الدقيقة العالقة (PM2.5) في بكين 38 ميكروغراما لكل متر مكعب، وانخفض بنسبة 57.5% عن عام 2013.

وقالت إحدى السكان المحليين: “إنه رائع، وخاصة عندما تتفتح الأزهار، أشعر بالراحة والسعادة”.

بالاعتماد على الأحزمة الثقافية الثلاثة لسور الصين العظيم والقناة الكبرى ونهر يونغدينغ، أنشأت بكين نظام حماية لتاريخها وثقافتها. وضخ ترميم المدينة القديمة ومحورها المركزي حيوية جديدة للمدينة، مما أظهر مزيجا مثاليا بين أصالة المدينة وحداثتها.

وفي العام الماضي، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي لبكين 3.6 تريليون يوان (554 مليار دولار أمريكي)، وتحسنت جودة التنمية وكفاءتها بشكل مطرد.

وقال تسوي شو تشيانغ، نائب العمدة التنفيذي لبلدية بكين: “يجب إحراز تقدم في المجالات الخمسة الرئيسية، وهي بناء المركز الدولي للابتكار العلمي، وبناء المنطقة النموذجية الشاملة الوطنية لتوسيع الانفتاح في قطاع الخدمات والمنطقة التجريبية للتجارة الحرة، وبناء مدينة مرجعية عالمية للاقتصاد الرقمي، وخلق طلبات جديدة تستند إلى الإصلاحات الهيكلية في جانب العرض، والتنمية المنسقة بين بكين وتيانجين وخبي. وعلينا بذل جهود متضافرة لتشكيل التنمية المتكاملة في الجوانب الخمسة، وتحقيق إنجازات بارزة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني”.

*سي جي تي إن العربية.