بكين 22 يونيو 2022 (شينخوا)/ عادت الحياة إلى مسارها الطبيعي، بينما استؤنفت الأعمال في الصين، حيث تمكنت البلاد من السيطرة على تفشي فيروس كوفيد-19 خلال الموجة الأخيرة لمعاودة ظهور حالات إصابة في مدن تحتضن مراكز سياسية واقتصادية هامة مثل العاصمة بكين ومدينة شانغهاي في الأشهر الماضية.

وخلال تلك الفترة، أثبت نهج “صفر إصابات بكوفيد الديناميكي” نجاعته وفعاليته في تخفيف تأثير الفيروس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد إلى أقصى حد.

ومع انخفاض عدد الحالات الجديدة المصابة بـ كوفيد-19 إلى ما دون 10 حالات في بكين خلال عطلة الأسبوع الماضي، استأنفت خطوط مترو الأنفاق بالمدينة تشغيلها الكامل يوم الأحد الماضي، في إشارة يعتبرها رجال الأعمال رمزاً للسيطرة على الموجة الأخيرة من معاودة ارتفاع حالات الإصابة، وأن ذلك الوقت الصعب سينتهي قريباً.

وفيما كان مقاولو التجديد في المدينة يتطلعون لتحقيق المزيد من الازدهار في الأعمال، تعرض سوق التجديد لصدمة أوقفت معظم أعمال الديكورات في الأماكن المغلقة منذ عودة ظهور الوباء في شهر أبريل الماضي.

وقال تاو تشينغ، المسؤول في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، إن شركات التصنيع في جميع أنحاء الصين سرّعت استئناف العمليات الإنتاجية منذ شهر مايو الماضي، حيث أظهر الاقتصاد الصناعي علامات على الاستقرار.

كما دعمت نتائج مؤشرات هامة مثل استهلاك الكهرباء والتوظيف في العديد من المناطق تصريحات تاو.

وكشفت نتائج بيانات معنية أن جميع الشركات الـ50 الرئيسة في مقاطعة جيلين استأنفت أعمالها، بينما أعيد فتح 85 في المائة من شركات السيارات في شانغهاي.

وحول ذلك؛ قال فو لينغ هوي، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للإحصاء: “لقد انخفض التراجع المسجل في إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بشكل كبير في شهر مايو الماضي. ومع العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، سيعود انتعاش الاستهلاك إلى وتيرته بسرعة”.

وبفضل الدعم السياساتي المستدام، انتعش سوق السيارات المحلي في الصين في شهر مايو الماضي، حيث ارتفع الإنتاج والمبيعات بنسبة 59.7 بالمائة، و 57.6 بالمائة على التوالي، مقارنة بالشهر الأسبق، ما أدى إلى تعزيز استهلاك خدمات ذات صلة مثل الصيانة والإصلاح.

وخلال مهرجان “618”، وهو حدث كبير للتسوق عبر الإنترنت أقيم في الفترة التي تسبق 18 يونيو، بلغ إجمالي قيمة الطلبات على موقع “جي دي دوت كوم” 379.3 مليار يوان (حوالي 57 مليار دولار أمريكي)، مرتفعاً من 343.8 مليار يوان في نفس الفترة من العام الماضي 2021، وفقاً لنتائج أحدث البيانات.

كما أُعيد فتح مواقع ومنتزهات طبيعية كانت قد أُغلقت سابقاً، مع اتخاذ تدابير مثل قيود حركة المرور، وحجز الزيارات بالأسماء الحقيقية.

وعززت بكين وشانغهاي قدراتهما على تنفيذ تدابير الوقاية من الوباء المستندة إلى العلم والموجهة لتسهيل استئناف العمل والإنتاج.

فقد نظمت بكين تدريباً لإدارة الإنتاج بالحلقة المغلقة لأكثر من 30 ألف مشارك من أكثر من 3000 شركة، لتوجيههم للحفاظ على استمرار العمل في الوظائف الأساسية.

وخرج الاقتصاد الصيني تدريجياً من ظل كوفيد-19، حيث أظهرت نتائج مؤشرات رئيسة أداءً أفضل في شهر مايو الماضي.

وارتفعت التجارة الخارجية بنسبة 8.3 في المائة، وتوسع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 17.3 في المائة على أساس سنوي في الفترة من يناير إلى مايو الماضيين، في حين ارتفعت الاستثمارات من جمهورية كوريا والولايات المتحدة وألمانيا بنسب 52.8 في المائة، و 27.1 في المائة، و 21.4 في المائة على التوالي، بحسب نتائج بيانات الهيئة الوطنية للإحصاء.

وقال وانغ وين بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية خلال مؤتمر صحفي: ” إن هذه الأرقام المحددة تعكس الاهتمام الحقيقي للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في الصين، والثقة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد”.

وفي ظل نهج “صفر إصابات بكوفيد الديناميكي”، لا تسعى الصين وراء تحقيق صفر إصابات. وإنما تسعى لاتخاذ إجراءات سريعة ودقيقة لوقف انتقال الفيروس في أقصر وقت ممكن بمجرد اكتشاف العدوى، لمنعه من الانتشار إلى مناطق أخرى.

في حين انخفض متوسط العمر المتوقع في بعض البلدان المتقدمة خلال الجائحة، ارتفع متوسط العمر المتوقع في الصين بشكل مطرد في السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق، قال وانغ: “إنه دليل واضح بأن الاستجابة الفعالة لـ كوفيد-19 توفر أساساً جيداً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وشرطاً مهماً لتعزيز بيئة أعمال مواتية”.