بتوجيه من مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية.. الصين تعمل على تعزيز التبادلات الحضارية
منذ سنتين في 30/مارس/2023
شبكة طريق الحرير الإخبارية/
عززت الصين الحوار والتبادلات الثقافية بين مختلف الحضارات خلال العقد الماضي، مسترشدة بمفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
تم اقتراح هذا المفهوم من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب تاريخي في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية في مارس عام 2013، حيث وضع لأول مرة مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وفي خطاب ألقاه في مقر اليونسكو في مارس عام 2014، شدد شي على الجهود المبذولة لتشجيع الحضارات المختلفة على احترام بعضها البعض والتعايش في وئام، مع تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل كجسر للصداقة بين الشعوب، وقوة دافعة للمجتمع البشري، ورابطة قوية للسلام العالمي.
واقترح شي مبادرة الحضارة العالمية في الاجتماع رفيع المستوى للحزب الشيوعي الصيني في حوار مع الأحزاب السياسية العالمية في مارس الجاري، مؤكدا على تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وإثراء نهج العملية وتوسيعها لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
يأتي مثال على أنواع التبادلات التي اقترحها شي من مدرسة سانت مارغريت كوليدج الثانوية في مالطا والمعلم مارتن أزوباردي. وأنشأ “ركن الصين” في فصله الدراسي في عام 2011. ومنذ ذلك الحين، كان يشجع طلابه على التعرف على الثقافة الصينية، بما فيها تقدير الشاي الصيني والطقوس المرتبطة به.
وفي العام الماضي، كتب أزوباردي رسالة إلى الرئيس شي نيابة عن زملائه وطلابه، نقلا عن “كتاب الطقوس” المكتوب في عهد أسرة هان الغربية (206 ق.م – 25 م)، قائلا إن “الحكيم يرى العالم كله كعائلة”. ورد شي على الرسالة، مشجعا المزيد من الشباب المالطي على المشاركة في التبادلات الشعبية والثقافية بين البلدين، وتمنى لـ”ركن الصين” المزيد من النجاح في المستقبل.
وقال أزوباردي “من الحكمة العظيمه أن نلتقي كمجتمع مصير مشترك، لأننا عائلة واحدة. وأصبح العالم قرية عالمية، ولذلك يجب أن نتطلع إلى نجاح حلم الرئيس شي في بناء مجتمعات تتوحد معا وتتشارك المستقبل معا”.
في العقد الماضي، عمل علماء الآثار الصينيون مع علماء محليين في دول مثل المملكة العربية السعودية وكمبوديا لاستعادة الآثار الثقافية التي لا تقدر بثمن أو الحفاظ عليها.
وقالت وانغ جينغ من مركز التعاون الدولي بالأكاديمية الصينية للتراث الثقافي “عند التعاون مع الآخرين، سنتعرف عليهم ونحترمهم من أعماق قلوبنا أولا، وسنعمل معهم لتنمية حضاراتهم والمضي قدما بها. وفي عملية التبادلات، نشكل مجتمع مصير مشترك بشكل وثيق للغاية مع بقية العالم”.
شهد فبراير الماضي افتتاح مركز الحضارات الصينية واليونانية القديمة في أثينا، الذي يعد مثالا ملموسا آخر على فوائد التبادلات الحضارية المحترمة والمفيدة.
وقال ستيليوس فيرفيداكيس، رئيس اللجنة التوجيهية للمركز “عندما ندرس الحضارتين معا، نتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل. وتخيلوا أن كل حضارة تكون مرآة للأخرى، ونشعر بأننا أصدقاء. وقال أرسطو إن الصديق يشبه الذات الأخرى، ولذلك يكون الأصدقاء الصينيون نفسنا الأخرى”.
اختتمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية “بكين 2022” بألعاب نارية توضح عبارة “عالم واحد، أسرة واحدة”، مما يسلط الضوء على التزام الصين ببناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وفتح مسارات جديدة للتبادلات الثقافية وبناء علاقات جديدة بين الناس.