أعلن الجيش الأمريكي مؤخرا أن 90% من قواته لقد انسحبت من أفغانستان، وسلم الجيش الأمريكي رسميا 7 قواعد عسكرية للجيش الأفغاني. قبل أيام قليلة فقط، انسحبت القوات الأمريكية وقوات الناتو من أكبر قاعدة عسكرية في أفغانستان — قاعدة بغرام، التي كانت تحت سيطرتها لمدة 20 عاما.
أفغانستان بعد “تخلي الولايات المتحدة عنها”
من أجل التخلص في أقرب وقت ممكن من “الحرب على الإرهاب” التي تخوضها منذ 20 عاما، والتركيز على “الأهداف الإستراتيجية الجديدة” وتجميع المصالح السياسية لانتخابات التجديد النصفي العام المقبل، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل أن القوات الأمريكية ستنسحب بالكامل من أفغانستان قبل 11 سبتمبر.
ماذا تركت أطول حرب في التاريخ الأمريكي لأفغانستان؟
قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي: “أولئك الذين أتوا إلى هنا قبل 20 عاما باسم مكافحة التطرف والإرهاب لم يفشلوا في إنهاء هذه الحالة فقط، بل زادوا من انتشار المتطرفين خلال هذه الفترة، مما أثبت فشل الولايات المتحدة.”
وفقا للإحصاءات من مشروع “تكلفة الحرب” الذي أطلقته جامعة بوسطن الأمريكية، تسببت الحرب في أفغانستان في مقتل ما يقرب من 241 ألف شخص منذ عام 2001، بما في ذلك أكثر من 71 ألف مدني.
عندما التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبدالله في البيت الأبيض نهاية الشهر الماضي، لقد أوضح بأن الولايات المتحدة تفكر في “إلقاء الكرة” إلى أفغانستان، حيث قال إن “على الأفغان أن يقرروا المستقبل بأنفسهم”.
التدخل العسكري المتهور لتصدير الاضطرابات إلى العالم باستمرار
وبحسب التقارير، منذ عام 2001، فقد أنفقت الولايات المتحدة 6.4 تريليون دولار على الحروب والعمليات العسكرية في 85 دولة حول العالم تحت شعار “مكافحة الإرهاب” وأدت إلى مقتل أكثر من 801 ألف شخص، من بينهم أكثر من 335 ألف مدني، ونزوح ما يصل إلى 37 مليون شخص خلال الحرب.
العراق من أكثر الدول تضررا إلى جانب أفغانستان. في هذه الحرب التي لم يصرح بها مجلس الأمن الدولي وعارضها المجتمع الدولي بشدة، استخدمت الولايات المتحدة فقط زجاجة صغيرة من “مسحوق الغسيل” لبدء الحرب على أساس أن الحكومة العراقية تمتلك “أسلحة فتاكة”، ويقدر عدد القتلى المدنيين بسبب هذه الحرب بما يتراوح بين 200 ألف و250 ألف، من بينهم، قتل الجيش الأمريكي بشكل مباشر أكثر من 16 ألف شخص، وأصبح 2.5 مليون شخص لاجئين.
ليبيا هي أيضا واحدة من دول الشرق الأوسط التي تعتقد الولايات المتحدة أنه يجب “تغيير السلطة” فيها. في عام 2011، اتحدت الولايات المتحدة مع العديد من الدول الغربية لدعم المعارضة الليبية في غارات جوية ضد القوات الحكومية وأطاحت بنظام القذافي بالقوة. بعد الحرب، انهارت ليبيا، وتحولت من دولة كانت غنية في يوم من الأيام إلى أنقاض.
سوريا هي أيضا ضحية للولايات المتحدة على الاضطرابات. حتى نهاية العام الماضي، تسببت الأزمة السورية في مقتل 387 ألف شخص وتشريد 6.7 مليون شخص؛ وتقدر الخسائر الاقتصادية بما يصل إلى تريليون يورو؛ ويحتاج حوالي 13.4 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية.
نشر موقع مجلة “فورين بوليسي فوكس” الأمريكية مؤخرا تعليقا مفاده أن خصائص الولايات المتحدة التي اعتادت تحقيق مصالحها من خلال التدخل في شؤون الدول الأخرى لن تتغير مع تغيير الحكومة، و”قد لا يتمكن بايدن من إنقاذ الولايات المتحدة من مستنقع الشرق الأوسط”.
