خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
منصور رافع النهار الفضلي*
كاتب وعضو ناشط ومتقدم في #الإتحادالدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاءوحُلفاء #الصّين – #الأردن.
لا توجد طريقة لتجاهل الجانب المُظلم للوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية الأمريكية، المعروف بالقمع والاستبداد المتوحش الذي يسحق الروح، وبالنظام القانوني العنصري الفاسد الذي يُحكم فيه على السّود وأصحاب البشرة الملونة والأقليات القومية لأجيال كثيرة بسجون، بتهم كاذبة وادعاءات مُلفقة ومُفبركة.
علاوة على ذلك، قد يفشل صُنّاع القرار البيض في رؤية الوجوه السوداء كإنسان كامل، بينما يُنظرون إلى أجسادهم على أنها قابلة للاستهلاك! وبهذا، فإن (أمريكا) دولة تعاني من عَمى الألوان وقصور العقل، ومجتمع رأسمالي لا يتعبد إلا بالسوق، ولا يتخلّق إلا بأخلاق العرض والطلب.
فالولايات المتحدة الأمريكية بلد التناقضات التي غزت العالم وبسطت هيمنتها تحت شعار حق يُراد به باطل: “أنقاذ حريات الشعوب”؛ وقامت بحملات شرسة وكاذبة بآليات ومدافع أعلامية ضخمة، في المنافذ الإخبارية التابعة والعميلة لها على مساحة العالم ضد الصين، تطالبها بما تسمّيه زوراً وكذباً وتلفيقاً: “الحرية لأقليات الأيغور ولمواطنين هونغ كونغ”، هي نفسها تُدرج حرية الإنسان غير قابلة للتصرف في دستورها القومي، ولا يمكنك ممارسة حريتك إلا بعد الساعة الرابعة والعشرين.
بالأضافة إلى ذلك، دوماً ما رفضت (أمريكا) ولشكل فاضح الفقرات التي يَنص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، كما تصر على تجاهل وانتهاك أغلب الفقرات المتبقية من الإعلان.
ان الطريقة التي يَنظر بها الأمريكيون إلى الصين هي على الأرجح مدفوعة بالحسابات الباردة لمصالحهم الذاتية، وشهدنا هذه الأعراض المَرضِية في السياسة الاقتصادية لأدارة ترامب، التي لا ترى الصين إلا عدو على أبواب حصونها. وتجدّد هذا العداء بشكل واضح في ظل جائحة كورونا من خلال زرع الكراهية أتجاه بكين على الصعيدين الأقليمي والعالمي، فهم مستعدون في كثير من الأحيان للانخراط في استخدام جانب واحد من القوة، خارج هيكل مجلس الأمن الدولي، والأمثلة التي لا عدّ لها شاهدة على تلكم الصّفاقة الأمريكية وعدائها للقوانين والشرعة الدولية التي تتستر بها (الولايات الامريكية) ذاتها، وتطعنها في ذات الوقت بحِرابها الرئاسية من الخلف.
لعل مقتل المواطن الأمريكي الأسود البشرة جورج فلويد؛ بتلك الطريقة الوحشية التي تنتمي للعصور ما قبل الوسطى، يُعيد إلى أذهاننا التاريخ الدموي لبلاد (العم سام)، وكيف بُنِيت واشنطن الرابضة ببيتها الأبيض وبنتاغونها، على أنقاض مدينة هندية وقُرى مُغمّسة بدماء شعوبها، لتتحول إلى عاصمة عصرية للأمة الأمريكية وتحمل أسم أحد الآباء العِظام المؤسسين بكل فخر دون تورّع أو حرج أو خجل.
الساسة الأمريكان يحملون عقلية لا تعرف غير لغة الحرب والإبادة الكاملة؛ واستبدال ثقافة شعب مسحوقٍ بحِرابِهم بشعب ولغة بلغة وتاريخ بتاريخ، بسبب مجموعة من مفاهيم التفوّق وقِيم السّوق، وبطريقة دارونية حيوانية تخلو من جنس المشاعر الإنسانية.
…………