دمشق  ( شينخوا)/

بعد خسارتها في الدور التمهيدي لكرة الطاولة وخروجها من أولمبياد طوكيو، تطمح اللاعبة السورية هند ظاظا ذات 12 ربيعا لاكتساب مهارات وتقنيات تلك اللعبة التي تتميز بها الصين على مستوى العالم.

وأثارت ظاظا أصغر مشاركة في هذه الدورة الأولمبية موجة من التعاطف معها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد خسارتها أمام النمساوية ليو جيا (39 عامًا)، التي تشارك للمرة السادسة في تاريخها بالمنافسات الأولمبية، فكانت ظاظا بطلة لم تتمكن من الحصول على التدريب اللازم، لاسيما أنها من بلد عاش عشر سنوات من الحرب المدمرة التي تركت بصمات سلبية واضحة على مختلف مناحي الحياة.

وبدأت الطفلة السورية ظاظا التي تنحدر من محافظة حماة بوسط سوريا اللعب بكرة الطاولة منذ أن كانت في الخامسة من عمرها بتشجيع من شقيقها، وحققت المركز الثاني في بطولة سوريا للناشئات عام 2015 وهي في السادسة من عمرها وفازت ظاظا في العام 2020 ببطولة غرب آسيا للفئات الصغيرة، خاطفة بذلك بطاقة التأهل إلى الأولمبياد.

وقالت اللاعبة ظاظا، وهي ترتدي قميصا لونه أحمر عليه العلم السوري، في صالة الفيحاء الرياضية بدمشق لوكالة أنباء (شينخوا) منذ أن بدأت بممارسة هذه اللعبة كان لدى هدف، وبدأ طموحي يكبر بأن أصبح بطلة عالم، وأن أشارك ببطولة عالمية على مستوى الأولمبياد أمام لاعبين كبار.

وأشارت ظاظا إلى أنها شعرت بالخوف والتوتر لدى وصولها إلى الأولمبياد، لأنها المرة الأولى التي لعبت فيها مع أبطال عالميين، ولكنها عبرت بنفس الوقت عن فرحتها لرؤية علم بلادها يرفرف في سماء طوكيو بعد سنوات طويلة من الحرب.

وأكدت ظاظا أن مشاركتها بأولمبياد طوكيو كانت “إنجاز كبير”، وحققت لها فرصة للاحتكاك مع لاعبين كبار في هذه اللعبة وأن تستفيد من خبرات اللاعبين لتحسين مستواها وأدائها في المشاركات القادمة .

وقالت بالرغم من كل ذلك استطعنا أن نشارك بهكذا بطولات أولمبية ونثبت للعالم بأن لدينا قدرة وطموح في تحقيق أحلامنا.

وعبرت اللاعبة السورية عن إعجابها باللاعبين الصينيين البارعين في لعبة “البينغ بونغ”، قائلة ” عندي أفضل لاعب هو ما لونغ، واللاعبة المفضلة هي دينغ نينغ “، معبرة عن فرحها بالتحدث مع بطل العالم ما لونغ وهو أول لاعب يتوج بخمس ميداليات ذهبية بمنافسات كرة الطاولة في الأولمبياد.

وقالت حاولت أن اقتبس شيئا من حركاته ومهاراته في اللعبة وقمت بتصويره للاستفادة من مهاراته العالية”، مؤكدة أن اللاعبين الصينيين “هم قدوة لكل لاعب بكرة الطاولة لأنهم يمتلكون سرعة دوران كبيرة وأنا أحاول أن استفيد من مهاراتهم .

وتابعت تقول وهي تحمل مضربها المفضل “أطمح أن أزور الصين وأخضع لمعسكرات كي أتعلم الأساليب والمهارات التي يستخدمونها في اللعب مثل الدوران والسرعة واللياقة العالية وأن أحقق نتائج جيدة من خلال خضوعي للمعسكر في الصين”.

ومن جانبه أكد علي حلاق مدرب سوري لمنتخب سوريا لكرة الطاولة أن اللاعبة ظاظا طموحة وقوية منذ نشأتها .

وقال علي حلاق لوكالة أنباء (شينخوا) إن ” ظاظا لاعبة قوية منذ نشأتها وبدايتها كانت طموحة جدا كي تحقق نتائج عالية منذ مشاركاتها على الصعيد المحلي أو العربي أو على مستوى بطولات غرب أسيا ” ، مبينا أن اللاعبة ظاظا حققت طموحها بالوصول إلى أولمبياد طوكيو .

واعتبر أن مشاركة ظاظا بهذا العمر ضمن بطولة أولمبياد دولية وبمشاركة نجوم كبار في هذه اللعبة يعتبر “إنجاز كبير” وتتويج لهذه البطلة الصغيرة .

ومن جانبه روى محمد أوغلي وهو مدرب آخر لمنتخب سوريا لكرة الطاولة التحديات والصعوبات التي واجهتها اللاعبة السورية ظاظا قبل مشاركتها بالأولمبياد ، معتبرا ان المشاركة بالأولمبياد هو بحد ذاته “انجاز” .

وقال المدرب أوغلي إن “الرياضة لا تنفصل عن الحياة بشكل عام في سوريا نحن خلال العشر سنوات الماضية عانينا الكثير من الأزمة التي مرت علينا وبصراحة نحن لدينا قلة بالمعسكرات الخارجية ولم نستطيع أن نشارك كثيرا وخاصة خلال السنتين الماضيتين بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد والذي أثر كثيرا على اللاعبة هند ظاظا ” .

وأضاف ” من المفترض أن يكون لدى اللاعبة ظاظا معسكرات خارجية أفضل وكان هناك خطة من قبل اتحاد كرة الطاولة في سوريا والاتحاد الرياضي لتهيئة هند ظاظا تهيئة مثالية كلاعبة مشاركة في الأولمبياد في طوكيو ” .

وبين المدرب أوغلي أن اللاعبة ظاظا لم تخضع سوى لمعسكر واحد لمدة 6 أشهر في روسيا و15 يوما في قطر ، مبينا أن تلك الفترة لم تكن كافية لتهيئة لاعبة مشاركة في أولمبياد ومن المفروض أن تكون التهيئة أفضل من ذلك .

وأردف قائلا ” كان يفترض أن يكون هناك معسكرا للاعبة ظاظا في أهم بلد بالعالم لكرة الطاولة، وهو الصين ونتمنى أن يكون هناك معسكرات للمنتخبات السورية في الصين ، لأنها رقم أول في العالم في كرة الطاولة ” .

وبهمة ونشاط بدأت ظاظا بعد عودتها من طوكيو إلى بلدها التدريبات المكثفة ضمن فريق سوريا الوطني لكرة الطاولة ، على أمل أن تحقق نتائج جيدة في مشاركتها في البطولة العربية لكرة الطاولة التي تقام في عمان عاصمة الأردن بعد أيام.

ورغم خسارتها في أولمبياد طوكيو وضعت ظاظا خطة واضحة للمستقبل، متمنية تحقيق نتائج أفضل بالمرات القادمة من البطولات وميداليات في أولمبياد 2024.

وقالت “رغم الأزمة وسنوات الحرب الصعبة، استطعنا أن نحقق طموحنا وأن نصل إلى حلمنا “، مؤكدة أنه ” لا يوجد أي شيء صعب على أي لاعب يضع نصب عينيه الفوز وتحقيق نتائج جيدة، وسوف نتحدى الكل ونحقق الفوز بالمستقبل “.

arabic.news.cn