شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
تقوم الصين بصياغة سياسات مواتية وإنشاء مناطق تجريبية كجزء من الجهود المبذولة لتوسيع نطاق الانفتاح لتجارة الخدمات ومشاركة فرص التنمية مع بلدان العالم.
اختتم معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لعام 2021 يوم الثلاثاء، محققا 1672 بندا من النتائج في مختلف القطاعات، وتشمل 642 صفقة و223 مشروعا استثماريا و200 اتفاقية و158 إصدارا رسميا و139 ابتكارا جديدا.
وتضمن الحدث معارض ومنتديات وأنشطة استشارية تغطي جميع القطاعات الرئيسية الـ12 لتجارة الخدمات، واجتذب أكثر من 12 ألف شركة من 153 دولة ومنطقة للمشاركة فيه بطرق عدة.
ومع تعمق العولمة الاقتصادية، أصبحت تجارة الخدمات جزءا مهما بشكل متزايد من التجارة الدولية وقطاعا مهما من التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي، ولعبت دورا مهما في بناء النمط التنموي الجديد.
وفي خطابه في القمة العالمية لتجارة الخدمات بمعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لعام 2021 عبر الفيديو، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لدعم التعاون المفتوح لتحقيق المنفعة المتبادلة، ومشاركة فرص التنمية في تجارة الخدمات، والعمل بشكل مشترك على تعزيز انتعاش الاقتصاد العالمي ونموه.
ويواصل قطاع الخدمات في الصين الانفتاح على مستوى أعلى، وتوسيع نماذج جديدة وأشكال جديدة من الأعمال، ويتخذ إجراءات عملية لمواصلة ضخ زخم جديد في نمو الاقتصاد العالمي.
وفي العام الأول من فترة خطتها الخمسية الـ14 (2021-2025)، حققت تجارة الخدمات في الصين تطورات جديدة. وعلى الرغم من أن تنمية تجارة الخدمات العالمية تأثرت بجائحة “كوفيد-19″، إلا أن الصين أخذت زمام المبادرة في استعادة نمو تجارة الخدمات.
وفي الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، بلغ إجمالي واردات وصادرات الصين للخدمات 2.8 تريليون يوان (433 مليار دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 7.3% على أساس سنوي. ومنها تجاوزت الصادرات 1.33 تريليون يوان (206 مليارات دولار أمريكي)، بزيادة 23.2%، مما أعطى قوة دافعة قوية للانتعاش السريع لتجارة الخدمات.
وقال لي جيون، مدير معهد أبحاث تجارة الخدمات بالأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الصينية: “أظهرت تجارة الخدمات للمنتجين التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتصنيع، اتجاه نمو جيد نسبيا. ويوضح ذلك أن صناعة خدمات المنتجين في الصين لعبت دورا مهما للغاية في دعم استقرار السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية الحالية”.
في القمة العالمية لتجارة الخدمات، طرح الرئيس شي سلسلة من التدابير المهمة لتعزيز انفتاح صناعة الخدمات والتنمية عالية الجودة لتجارة الخدمات، من حيث تحسين مستوى الانفتاح وتوسيع مساحة التعاون وتعزيز صياغة تنظيم صناعة الخدمات.
وقام شي مجددا بإصدار توجيهات مهمة من أجل انفتاح صناعة الخدمات في الصين، بعد تقديم ثلاثة مقترحات وسلسلة من الإجراءات لتعزيز الانفتاح والتعاون في قطاع الخدمات العالمي في النسخة الماضية للقمة.
ودخلت تجارة الخدمات في الصين مرحلة جديدة من التنمية، مع إطلاق إجراءات إيجابية عديدة لتعزيز انفتاحها. وأقامت الصين منطقة نموذجية شاملة لتوسيع الانفتاح على صناعة الخدمات في بكين، وجعلت مدن تيانجين وشانغهاي وتشونغتشينغ ومقاطعة هاينان مناطق رائدة لرفع مستوى الانفتاح في 12 قطاعا رئيسيا بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا التمويل والتعليم.
وزاد عدد المناطق التجريبية للتنمية المبتكرة لتجارة الخدمات من 17 إلى 28.
وقال وانغ تشي هوا، مفتش بإدارة تجارة الخدمات بوزارة التجارة الصينية: “حققت المناطق التجريبية للتعميق الشامل للتنمية المبتكرة لتجارة الخدمات بداية جيدة وتقدما عالي الجودة. وتم تنفيذ المهام الثماني والإجراءات الـ122 التي حددتها المشاريع التجريبية بشكل فعال، وتم تطبيق 16 إجراء مبتكرا في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى التنمية عالية الجودة لتجارة الخدمات في البلاد”.
تم وضع القائمة السلبية لتجارة الخدمات العابرة الحدود في مقاطعة هاينان جنوبي الصين حيز التنفيذ رسميا في يوليو الماضي، حيث تم طرح سياسات الانفتاح على مستوى أعلى من حيث المواهب والنقل والتمويل.
ويوفر الانفتاح عالي المستوى قوة دافعة مستدامة لازدهار تجارة الخدمات وتنميتها. وعلى مدار العام الماضي، دأبت الصين على تحفيز حيوية الابتكار وتوسيع قواعد التصدير لتجارة الخدمات وتنمية أشكال ونماذج أعمال جديدة لتجارة الخدمات.
وتضم منطقة تشونغقوانتسون للبرمجيات أكثر من 700 من مقرات شركات تكنولوجيا المعلومات المشهورة ومراكز البحث والتطوير العالمية التي تخدم أكثر من 100 دولة حول العالم.
وقال دنغ يان رونغ، المدير العام المساعد لمنطقة تشونغقوانتسون للبرمجيات: “نبني محركا مزدوجا للاقتصاد الرقمي وتجارة الخدمات. وسنقوم ببناء نظام خدمات عامة للتجارة الرقمية، بحيث يصبح تكامل الاقتصاد الرقمي وتجارة الخدمات محركا جديدا للتنمية عالية الجودة”.
مدفوعة بالابتكار، تستمر نسبة تجارة الخدمات كثيفة المعارف في الازدياد. ومنذ بداية العام الجاري، مثلت هذه الخدمات أكثر من نصف إجمالي صادرات الخدمات، في حين كانت الخدمات الثقافية والترفيهية والاتصالات والكمبيوتر وخدمات المعلومات وحقوق الملكية الفكرية من بين القطاعات الأسرع نموا في التصدير، والتي شهدت جميعها زيادة بأكثر من 20%.
ويتم تقاسم الخدمات الصينية على مستوى العالم، وينطبق الأمر نفسه على السوق الصينية. وتعمل الصين على تعزيز التنمية عالية الجودة لتجارة الخدمات بموقف أكثر انفتاحا.
وتدعو الخطة الخمسية الـ14 للصين إلى تعميق الإصلاح والانفتاح في قطاع الخدمات، ووضع ترتيبات من حيث توسيع الانفتاح المحلي والدولي لقطاع الخدمات، وزيادة تسهيل الوصول إلى السوق، وتحسين أنظمة السياسات. وتفتح الصين أبوابها على نطاق أوسع للعالم من أجل التعزيز المشترك لتنمية تجارة الخدمات العالمية وازدهارها.
*سي جي تي إن العربية.