نجحت الصين في تحقيق أهدافها في معركتها ضد الفقر من خلال حشد جميع مواردها الاجتماعية لتشكيل قوة متحدة كبيرة لمكافحة الفقر، ما أسهم بالحكمة والحلول الصينية في الجهود العالمية لمكافحة الفقر، وأظهر المزايا السياسية لقيادة الحزب الشيوعي الصيني والمزايا المؤسسية للنظام الاشتراكي في البلاد.

ومنذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في نوفمبر عام 2012، عززت الصين إستراتيجيات الحد من الفقر لمواكبة العصر.

وتم تعزيز التعاون للتخفيف من حدة الفقر بين المناطق الشرقية الأكثر تطورا في الصين والمناطق الغربية المتخلفة، حيث قدمت 14 مدينة في المناطق الشرقية المساعدة المستهدفة إلى 14 مدينة وولاية في وسط الصين وغربيها، ما يعني أن جميع الولايات ذاتية الحكم والمدن في غربي الصين والتي تعاني من الفقر المدقع، قد تم تغطيتها في التعاون للتخفيف من حدة الفقر لأول مرة.

وفي منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، دفع الرئيس الصيني شي جين بينغ بناء بلدة ميننينغ عندما كان يشغل منصب نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة فوجيان بشرقي الصين، وكذلك قائد الفريق الذي يشرف على مشروع التعاون للتخفيف من حدة الفقر بين فوجيان ونينغشيا في عام 1997.

وباعتبارها قرية صغيرة كان يعيش فيها المهاجرون الذين يعانون من الفقر، تطورت القرية لتصبح الآن بلدة مزدهرة يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة بفضل مشروع التعاون للتخفيف من حدة الفقر.

وقال شي خلال رحلته التفقدية إلى نينغشيا في عام 2016: “هذه إجراءات ضرورية للتخفيف من حدة الفقر في الأماكن التي لديها موارد غير كافية لدعم شعوبها. ومن سيكون قادرا على تحقيق ذلك؟ فقط الحزب الشيوعي الصيني ونظامنا الاشتراكي قادران على تحقيق ذلك”.

ومنذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، تم إقامة علاقات التعاون للتخفيف من حدة الفقر بين جميع المحافظات المنكوبة بالفقر ذات الأولوية و”منظمات مركزية” عديدة بما في ذلك السلطات المركزية والأحزاب غير الشيوعية والمؤسسات المالية والجامعات والشركات المملوكة للدولة.

وبحلول نهاية عام 2020، تخلصت كل هذه المحافظات الـ592 التي تم فيها إقامة علاقات التعاون مع 307 “منظمات مركزية” في التخفيف من حدة الفقر كما هو مقرر.

وقد كان التعاون العسكري والمدني أيضا تقليدا في حملة الصين للتخفيف من حدة الفقر. وحتى الآن، ساعد الجيش الصيني حوالي 924 ألف شخص في 4100 قرية على التخلص من الفقر، مما فتح صفحة جديدة في العلاقات العسكرية والمدنية في ظل العصر الجديد.

وفي الوقت نفسه، انضم ما يصل إلى 127 ألف شركة خاصة إلى حملة التخفيف المستهدف من حدة الفقر لمساعدة 73.2 ألف قرية في القضاء على الفقر، مما خلق نهجا صينيا يبرز دور الشركات الخاصة في التخفيف من حدة الفقر.

وفي هذا الصدد، قال لين جيانغ بينغ، وهو مسؤول من قسم البحوث والمعلومات في المكتب الوطني الصيني للنهوض بالأرياف الذي تم إسدال الستار عنه حديثا: “قمنا بدمج مختلف الموارد بما في ذلك المواهب والتقنيات ورأس المال والشركات لتشكيل قوة متحدة كبيرة في المعركة ضد الفقر، مما يوضح المزايا السياسية لقيادة الحزب والمزايا المؤسسية للاشتراكية الخاصة ببلادنا”.

ومع هذه القوة المتحدة الكبيرة التي شكلتها الموارد الاجتماعية، تخلص ما يقرب من 100 مليون شخص من الفقر منذ عام 2012، في حين شهدت العديد من المناطق التي كانت فقيرة، تغيرات هائلة.

وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، تم بناء 1.1 مليون كيلومتر من الطرق الجديدة في المناطق الريفية، وتمكن 28.89 مليون من الأشخاص المنكوبين بالفقر من الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، ووصل معدل موثوقية إمدادات الكهرباء في المناطق الريفية إلى 99%، وامتدت “شبكة الكهرباء الكبرى” في البلاد إلى جميع المناطق على مستوى المحافظات.

وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع أكثر من 98% من القرى الفقيرة بإمكانية الوصول إلى الإنترنت والجيل الرابع لشبكة الاتصالات (4G)، فيما أصبحت جميع القرى الفقيرة تتمتع حاليا بخدمات التجارة الإلكترونية. واجتذبت الإنجازات التي حققتها الصين في مجال التخفيف من حدة الفقر الانتباه في جميع أنحاء العالم.

وحول ذلك، قال سيدهارث تشاترجي، المنسق المقيم للأمم المتحدة في الصين: “أعتقد أن ما حققته الصين رائع للغاية. وفي الواقع، إنها حالة نموذجية حول كيفية انتشال الناس من براثن الفقر. وأعتقد أن رفع الناس من الفقر ربما يكون أهم شيء يمكن لأي دولة القيام به لدفع تقدمها الاقتصادي والاجتماعي. وبالنسبة لي، ذلك يعني الإنجاز الأكثر أهمية الذي يمكن للصين أن تقوله بفخر، وربما الإنجاز الذي تحتاج إلى مشاركته مع بقية العالم”.

*المصدر: سي جي تي إن العربية.