شبكة طريق الحرير الإخبارية/ CGTN/ 

أولت الصين اهتماما كبيرا لتوريث ثقافتها التقليدية وتنميتها، ودعت إلى بذل جهود خلاقة ومبتكرة لدفعها إلى الأمام في العصر الجديد.

يتجسد هذا الاهتمام في الأرشيف الوطني الصيني للمطبوعات والثقافة، مشروع وافق عليه الرئيس الصيني شي جين بينغ وافتتح للجمهور في يوليو الماضي. وفي مقر الأرشيف ببكين، يجري معرض يوضح أصل الثقافة الصينية التقليدية الرائعة واتجاه تنميتها. ويجري معرض آخر حول الإنجازات في تكييف الماركسية مع السياق الصيني واحتياجات العصر.

وقال ليو تشنغ يونغ، أمين الأرشيف “يجب أن يكون لنا فهم عميق للنقاط والخطوط الرئيسية لتنمية التاريخ الصيني والحضارة الصينية، ودمج الثقافة الصينية التقليدية الرائعة والجوهر الحديث للروح الصينية في المعارض، والسعي لتقديم مساهمات لبناء دولة ثقافية اشتراكية قوية”.

تتمتع الصين بثقة قوية في مسارها ونظريتها ونظامها، وتكمن في جوهرها ثقة ثقافية قائمة على تراث أكثر من 5000 سنة من الحضارة.

وخلال السنوات العشر الماضية، ترأس شي جلستي دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن مشروع بحث وطني لتتبع أصول الحضارة الصينية. وقدم استنتاجا مفاده أن إنجازات المشروع أثبتت أن الصين تتمتع بملايين السنين من التاريخ البشري وعشرة آلاف سنة من التاريخ الثقافي وأكثر من 5000 سنة من التاريخ الحضاري.

وفي مناسبات عديدة خلال جولاته التفقدية إلى أماكن مختلفة، درس شي الحفاظ على الثقافة التقليدية المحلية وتوريثها. وشدد على أن الالتزام بتكامل المبادئ الأساسية للماركسية مع الظروف الفعلية للصين والثقافة الصينية التقليدية الرائعة يخدم كمبدأ إرشادي أساسي لتعزيز التحول الإبداعي والتنمية المبتكرة للثقافة الصينية الرائعة.

كما تجسدت جهود شي في حماية الثقافة التقليدية وتوريثها في الوثائق الخاصة بتنمية الأوبرا التقليدية والحفاظ على الآثار الثقافية وبناء الحدائق الثقافية. وتم إدراج “توريث الثقافة الصينية التقليدية الرائعة” في الخطة الخمسية الـ14 (2021-2025) والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035 للتنمية الوطنية، والتقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني.

وقال وانغ هاي جيون، نائب عميد معهد تاريخ الحزب الشيوعي الصيني وبناء الحزب بجامعة رنمين (الشعب) الصينية “يتجذر التحديث صيني النمط في الثقافة الصينية التقليدية الرائعة. ولتحقيق التحول الإبداعي والتنمية المبتكرة للثقافة الصينية التقليدية الرائعة، يجب أن تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمواضيع الحديثة، وتتبع بشكل طبيعي في التحديث الصيني”.

بناء على الثقافة الصينية التقليدية الرائعة، تم تحقيق نتائج مثمرة في تحولها الإبداعي وتنميتها المبتكرة. وفي العام الماضي، أصدر المشروع الثقافي الوطني “مكتبة النهضة الصينية” سلسلة من الكتب حول الإنجازات الأيديولوجية التي أثرت في تنمية الصين وقادت تقدم العصر وعززت النهضة العظيمة للأمة الصينية.

وبحلول نهاية عام 2021، أكملت الصين تعداد أكثر من 2.7 مليون قطعة من بيانات الكتب القديمة وتسجيلها، واستعادت أكثر من 3.85 مليون صفحة من الكتب القديمة، وصاغت وأصدرت 17 مجموعة من المعايير الوطنية والصناعية لحماية الكتب القديمة.

وعلى سبيل المثال، تم عرض فصل “هو” (البحيرة) الذي تم ترميمه في “يونغله داديان”، موسوعة قديمة بتكليف من الإمبراطور تشو دي في عام 1403، في المكتبة الوطنية الصينية في مايو الماضي. كما ألهمت الثقافة الصينية التقليدية الرائعة المتخصصين الإعلاميين لإنتاج برامج تلفزيونية عالية الجودة مثل “الصين في الكلاسيكيات” و”استكشاف الصين القديمة”.

وفيما يتعلق بحماية التراث الثقافي غير المادي، تم إدراج تقنيات معالجة الشاي التقليدية الصينية والممارسات الاجتماعية المرتبطة بها على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في نوفمبر الماضي. وبذلك تضم القائمة 43 مشروعا صينيا، لتحتل الصين المرتبة الأولى في العالم.

وحتى الآن، حددت الصين 140 مدينة تاريخية وثقافية و6819 قرية تقليدية. وتمتلك أكثر من 36 ألف موقع للآثار الثورية غير المنقولة، ويتم جمع أكثر من مليون وحدة من الآثار الثورية في المتاحف المملوكة للدولة.