أدت سياسة وضع حياة المواطنين وصحتهم أولا وقبل كل شيء إلى انتصار الصين التاريخي على جائحة “كوفيد-19″، وقادت الأمة الصينية بأكملها إلى حشد القوة في السعي لتحقيق الهدف المئوي الثاني المتمثل في بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية.
في صباح يوم الأربعاء، خضع جميع سكان إحدى المجمعات السكنية في مدينة يانغتشو شرقي الصين، لجولة جديدة من اختبار الحمض النووي. وأظهرت نتائج الاختبار لجميع السكان البالغ عددهم 1565 سلبية، لاستيفاء متطلبات رفع الإغلاق. واعتبارا من يوم الأربعاء، وصلت مدينة يانغتشو بأكملها إلى ظروف منخفضة المخاطر، مما يمثل انتصارا لهذه الجولة من مكافحة الوباء.
وقال جيانغ تشي ين، أحد سكان المجمع السكني: “تم وضعنا في الحجر الصحي لمدة 36 يوما. وبالمقارنة معنا، ليس من السهل حقا على سكان مدينة ووهان الذين تم عزلهم لأكثر من 70 يوما لحماية صحة المواطنين في جميع أنحاء البلاد. ويجب علينا جميعا الالتزام بالمتطلبات الوقائية وتقديم مساهمات في الوضع العام لمكافحة الوباء في البلاد”.
لأكثر من سنة واحدة، لا تزال الجائحة مستشرية على مستوى العالم، ولا يزال خطر حدوث حالات متفرقة وعدوى محلية في البلاد قائما. ومع ذلك، وكلما حدث تفشي، تعد القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني دائما العمود الفقري الأكثر موثوقية للشعب الصيني.
ومنذ تفشي الجائحة، أصبحت اللقاحات الصينية ضد “كوفيد-19” منفعة عامة عالمية، وقدمت الصين لقاحات إلى 105 دولة وأربع منظمات دولية، وصدّرت 990 مليون جرعة من اللقاح، لتحتل المرتبة الأولى في العالم.
ودخل لقاح مستنشق ضد “كوفيد-19” طوره فريق البحوث العلمية بقيادة تشن وي، باحثة بأكاديمية العلوم الطبية العسكرية، المرحلة الثانية من التجارب السريرية، ويعمل الفريق على التقدم بطلب لاستخدام اللقاح في حالات الطوارئ.
وقالت تشن: “تجذرت الروح العظيمة لمكافحة جائحة “كوفيد-19″ في قلوب الصينيين وتجلت في أعمالهم خلال السنة الماضية. وتوفر هذه الروح التي تتشكل في النضال لنا قوى جبارة لمكافحة الوباء. وسأقدم دائما مساهماتي لحماية حياة الناس وصحتهم في مواجهة الصعوبات وفي الأوقات الحرجة، وسأستغل كل حياتي لتحقيق ذلك”.
التزاما بجوهر الطب الصيني التقليدي أثناء السعي للابتكارات، اعتمد فريق البحوث العلمية بقيادة تشانغ بوه لي، رئيس جامعة تيانجين للطب الصيني التقليدي، أسلوبا مشتركا للطب الصيني والغربي لتوفير خطة للعلاج السريري للمتحور “دلتا”. ولأكثر من سنة من مكافحة الوباء، حقق الفريق نتائج جيدة.
وقال تشانغ: “استخدمنا الروح العظيمة لمكافحة الوباء للتعامل مع تفشي الجائحة في أماكن عديدة خلال السنة الماضية، وحققنا نجاحا. وإن هذه الروح ليست فقط سلاحا في مكافحة الوباء، بل تعد سلاحا قويا للتغلب على أي صعوبات في المستقبل”.
خلال السنة الماضية، عدلت الصين إستراتيجيتها الوطنية للوقاية من الجائحة ومكافحتها في الوقت المناسب استجابة لتغيرات الأوضاع داخل البلاد وخارجها، وبذلت جهودا شاملة لمنع الحالات الوافدة والعدوى المحلية.
وحتى يوم الاثنين، اكتشفت الجمارك الصينية ما مجموعه 435 عينة إيجابية، ونفذت إجراءات وقائية طارئة لتعليق إعلانات الاستيراد لـ192 شركة أجنبية منتجة للأغذية التي تم اكتشاف عينات إيجابية منها، وقامت بالتطهير الوقائي للعبوات الخارجية لـ52.82 مليون منتج غذائي مستورد عند وصوله للموانئ، لتمنع بشكل فعال خطر انتشار الجائحة من خلال الأغذية المستوردة.
ومنذ فبراير العام الماضي، قامت سلطات إدارة الهجرة بفحص ما مجموعه 168 مليون شخص، مما منع بشكل فعال انتشار الجائحة من خلال قنوات الدخول والخروج.
وبعد مكافحة الوباء لأكثر من سنة، نسقت الصين الوقاية من الوباء ومكافحته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل شامل، حيث أظهرت التنمية الاقتصادية اتجاه استقرار وتحسن.
وفي النصف الأول من العام الجاري، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 53.2 تريليون يوان (8.26 تريليون دولار أمريكي)، بزيادة 12.7% على أساس سنوي، وبلغ متوسط معدل النمو في العامين 5.3%. وشهدت الصين انتعاشا اقتصاديا مستمرا وثابتا وانتعاشا في طلب الإنتاج.
وقال تشانغ دينغ يوي، نائب مدير لجنة الصحة بمقاطعة هوبي وسط الصين: “تعد الروح العظيمة لمكافحة الوباء جزءا من النسب الروحي للشيوعيين الصينيين. ونريد استخدام هذه الروح لتشجيع الناس على المضي قدما في الروح النبيلة للإيمان الراسخ والعمل الجاد والتفاني والنزاهة للشيوعيين الصينيين، للسعي لتحقيق الهدف المئوي الثاني، وتقديم مساهمات في النهضة العظيمة للأمة الصينية”.
يتمثل “الهدف المئوي الثاني” للصين في بناء الدولة لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية بحلول منتصف القرن الـ21.
*سي جي تي إن العربية.