خطت صناعة الفضاء الصينية المزدهرة خطوات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية مع تعزيز الابتكار والبحث في التقنيات الأساسية لزيادة الاعتماد الذاتي في العلوم والتكنولوجيا الفضائية.
شبكة طريق الحرير الإخبارية/ CGTN العربية/
خطت صناعة الفضاء الصينية المزدهرة خطوات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية مع تعزيز الابتكار والبحث في التقنيات الأساسية لزيادة الاعتماد الذاتي في العلوم والتكنولوجيا الفضائية.
أجرى رواد الفضاء الصينيون لمهمة “شنتشو-14” جولتين ناجحتين من الأنشطة خارج المركبة التابعة لوحدة مختبر “ونتيان” بالمحطة الفضائية الصينية في سبتمبر الماضي. وتعد المرة الأولى التي يستخدم فيها رواد الفضاء كابينة معادلة الضغط لوحدة المختبر للقيام بأنشطة خارج المركبة.
ويتكون المجمع الحالي للمحطة الفضائية الصينية من الوحدة الأساسية “تيانخه” ووحدة مختبر “ونتيان” والمركبة الفضائية المأهولة “شنتشو-14” ومركبة شحن “تيانتشو-4”. ومع إطلاق وحدة مختبر “منغتيان” المقرر في أكتوبر الجاري، من المتوقع أن تكتمل المحطة الفضائية خلال العام الجاري.
وقال تشو جيان بينغ، كبير مصممي برنامج الفضاء المأهول للصين “سيتألف التكوين الأساسي للمحطة الفضائية الصينية من ثلاث وحدات وثلاث مركبات فضائية وستزن نحو 100 طن. وستكون رائعة”.
خلال السنوات العشر الماضية، أكملت الصين بشكل مستقل تصميم المحطة الفضائية وتصنيعها واختباراتها، وزادت بشكل كبير من بقاء رواد الفضاء في المركبات الفضائية، وقصرت بشكل كبير وقت الالتحام، مما يعكس التنمية السريعة للبلاد في برنامج الفضاء المأهول.
وقال وانغ شيانغ، القائد العام لنظام المحطة الفضائية “لا تعمل المحطة الفضائية من تلقاء نفسها، ويوجد خلفها نظام فضائي كامل وقوي. ولذلك يمكن لمحطتنا الفضائية أن تعمل في الفضاء ويمكن للصين أن تبني مثل هذه المحطة الفضائية بشكل مستقل، مما يعني أننا بالتأكيد قوة فضائية”.
في عام 2020، أحضر مسبار “تشانغأه-5” الصيني 1731 غراما من العينات من تربة القمر، مما يمثل أول عملية ناجحة لأخذ عينات من خارج الأرض للبلاد، واكتمالا لبرنامج الصين لاستكشاف القمر المكون من ثلاث خطوات والذي بدأ في عام 2004.
ومرت أكثر من سنة على هبوط مسبار “تيانون-1” الصيني على سطح المريخ. ولم تمثل المهمة خطوة كبيرة في استكشاف الكواكب للبلاد فحسب، بل حققت إنجازات عديدة. وتم إطلاق المسبار الذي يتكون من مركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة تجوال، في عام 2020، وهبط في الجزء الجنوبي ليوتوبيا بلانيتيا، سهل شاسع على سطح المريخ، في مايو للعام الماضي.
وانطلقت مركبة تجوال “تشورونغ” من منصة هبوطها إلى سطح المريخ في الشهر نفسه، وبدأت استكشافها للكوكب الأحمر، وأصبحت الصين ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تهبط وتشغل مركبة تجوال على سطح المريخ. وتستكشف المركبة المدارية المريخ على بعد 400 مليون كيلومتر من الأرض، وقطعت مركبة التجوال نحو 2000 متر.
وتمتلك الصين أكثر من 600 قمر صناعي في المدار، ونظام “بيدو” للملاحة عبر الأقمار الصناعية الذي يوفر خدمات تحديد المواقع والملاحة والتوقيت للعالم، والأقمار الصناعية “قاوفن” لرصد الأرض التي تقدم خدمات طوال اليوم وفي جميع الأحوال الجوية، والأقمار الصناعية “فنغيون” للأرصاد الجوية التي تساعد في مراقبة الطقس والتنبؤ به.
وتم تطبيق أكثر من 2000 تقنية تم تطويرها في برنامج الفضاء المأهول للصين على نطاق واسع، مما أدى إلى الابتكار في قطاعات مثل المواد الخام والإلكترونيات الدقيقة وتصنيع الآلات والاتصالات.
وقال لي دونغ، كبير مصممي الصاروخ الحامل “لونغ مارش-5” “يجب أن تخدم تنمية صناعة الفضاء الإستراتيجية الشاملة للتنمية الوطنية. وستستمر صناعة الفضاء في التنمية والمساهمة في تحقيق الحلم الصيني بالنهضة العظيمة للأمة”.
ستسرع الصين العمل في صناعتها الفضائية، مع تطوير أجيال جديدة من الصواريخ الحاملة والمركبات الفضائية المأهولة، وإطلاق مهمات عديدة مثل استكشاف القطب الجنوبي للقمر والكويكبات، وإعادة عينات من المريخ، واستكشاف نظام جوفيان.