شبكة طريق الحرير الإخبارية/ CGTN/

خطت الصين خطوات كبيرة في حملتها للتحديث الزراعي والريفي خلال العقد الماضي، مع التحول السريع لنمط النمو الزراعي وتحسين الظروف المعيشية للناس في المناطق الريفية على مستوى البلاد.

منذ السنوات العشر الماضية، أولت الصين أهمية كبيرة لتقدم التحديث الزراعي. ومن مخزن الحبوب بشمال شرقي الصين وقاعدة تربية البذور بجنوبي البلاد، إلى المقاطعات والمناطق بشمال غربي البلاد، تفقدت القيادة الصينية حماية الأراضي الزراعية، وتعرفت على التقدم المحرز في تطبيق العلوم والتكنولوجيا الزراعية، واهتمت بتنمية الصناعات الزراعية المميزة.

وحثت السلطات الصينية على بذل جهود لتحسين هيكل الصناعات الزراعية وتحسين الجودة الشاملة للزراعة. وشددت على دور العلوم الزراعية الحديثة في تحسين الكفاءة، ودعت إلى مزيد من الإنتاج الزراعي المكثف والمتخصص لتفعيل الأعمال التجارية الزراعية. وتحت هذه القيادة، فتحت الصين طريقا جديدا للتحديث الزراعي ذي الخصائص الصينية.

وقال تشانغ هونغ يوي، نائب عميد المعهد الصيني للدراسات الريفية بجامعة تسينغهوا، في مقابلة مع مجموعة الصين للإعلام “خلال السنوات العشر الماضية، كانت القيادة الصينية تستعرض القضايا المتعلقة بالزراعة والمناطق الريفية والمزارعين من منظور تاريخي كلي، وتفكر في قضايا واتجاهات التحديث الزراعي والريفي للبلاد في إطار الوضع العام للاقتصاد الوطني، مما يعكس التفكير الإستراتيجي بعيد النظر للقيادة الصينية والوعي بأنها تأخذ دائما في الاعتبار سيناريوهات أسوأ الحالات”.

شهد العقد الماضي مزيدا من ترسيخ أسس الإنتاج الزراعي الحديث. وقفز الإنفاق المالي الوطني على مشاريع الزراعة والغابات والحفاظ على المياه بمعدل سنوي قدره 7.1%. وتم بناء أكثر من 60 مليون هكتار من الأراضي الزراعية عالية الجودة. وارتفع معدل الميكنة الإجمالي لزراعة المحاصيل وحصادها بنحو 15 نقطة مئوية إلى 72% خلال السنوات العشر الماضية.
وبدأ يتشكل نظام صناعي زراعي حديث. وخلال السنوات العشر الماضية، تم بناء ما مجموعه 140 تجمعا صناعيا مميزا و250 مجمعا صناعيا زراعيا حديثا على المستوى الوطني، بالإضافة إلى أكثر من 1300 بلدة صناعية زراعية تنافسية. وبلغ عدد المنتجات الزراعية الخضراء والعضوية والمنتجات التي تستفيد من المؤشرات الجغرافية 62 ألفا.

كما يتقدم بناء نظام تشغيل زراعي حديث. واستنادا إلى نظام الفصل بين حقوق الملكية والتعاقد والإدارة للأراضي الريفية المتعاقد عليها، تظهر نماذج جديدة للأعمال التجارية الزراعية مثل تشغيل المزارع العائلية والتعاونيات الزراعية. وتم إنشاء نحو 950 ألف منظمة تجارية تقدم خدمات زراعية في جميع أنحاء الصين، وتخدم أكثر من 78 مليون أسرة زراعية صغيرة.
وفي العقد الماضي، تحولت القوة الدافعة الرئيسية للتنمية الزراعية للصين من زيادة مدخلات الموارد إلى تنمية التقنيات الزراعية. وتم رفع مساهمة التقدم العلمي من 54.5% إلى أكثر من 61%.

وقال سون فا جيون، نائب مدير إدارة العلوم والتكنولوجيا والتعليم بوزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية “يجب أن يكون النمو الزراعي أكثر قوة من خلال التقدم العلمي. وفي السنوات العشر الماضية، قامت الصين بشكل مستقل بزراعة مجموعة من أنواع النباتات الرئيسية، وبنت مجموعة من المعدات عالية الكفاءة، وطورت مجموعة من تقنيات الإنتاج الخضراء. وأصبحت العلوم والتقنيات الزراعية محركا قويا يقود تحديث الزراعة والمناطق الريفية”.

حتى الآن، أنشأت الصين نظاما لتوريد البذور بثلاث قواعد تربية على المستوى الوطني في مقاطعة هاينان بجنوبي البلاد، ومقاطعة قانسو بشمال غربي البلاد، ومقاطعة سيتشوان بجنوب غربي البلاد، بدعم من 52 محافظة كبيرة لإنتاج البذور و100 قاعدة إقليمية لإنتاج البذور عالية الجودة. ويشكل هذا النظام أكثر من 70% من إجمالي إمدادات البذور للبلاد.

وتم بناء ما مجموعه 51 ألفا من مرافق التبريد و156 ألفا من مرافق المعالجة الأولية للمنتجات الزراعية في منطقة إنتاجها في جميع أنحاء الصين، مما يسهل بشكل كبير تسويق المنتجات الزراعية.

وأصبح نقل المنتجات الزراعية وتسليمها أكثر ملاءمة. ويوجد حاليا 44 ألف سوق زراعية وأكثر من 30 ألفا من مزودي خدمات التجارة الإلكترونية المتعلقة بالزراعة في جميع أنحاء الصين.

وتم إنشاء أكثر من 2400 مركز للخدمات العامة والتوزيع اللوجستي للتجارة الإلكترونية على مستوى المحافظات و148 ألف موقع لخدمات التجارة الإلكترونية على مستوى القرى منذ إطلاق مشروع وطني مصمم لتعزيز أعمال التجارة الإلكترونية في المناطق الريفية في عام 2014.

وأدت تنمية الصناعات الزراعية الحديثة إلى استمرار الزيادات في الدخل الريفي. وفي العام الماضي، بلغ نصيب الفرد للدخل المتاح للسكان الريفيين 20.1 ألف يوان (2931 دولارا أمريكيا)، أو أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2012. وتحسنت مستويات معيشة الناس بشكل كبير.