أصبحت الرياضة جزءا لا غنى عنه في حياة الشعب الصيني حيث تولي الصين أهمية أكبر لتعزيز اللياقة البدنية العامة وجعل صحة المواطنين مضمونا مهما لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
صادف يوم الأحد 8 أغسطس يوم اللياقة البدنية الوطني الـ13 في الصين. ومنذ فوز مدينتي بكين وتشانغجياكو بحق استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في 31 يوليو 2015، أولى الرئيس الصيني شي جين بينغ أهمية كبيرة للاستعداد لاستضافة الدورة وتفقد المواقع أربع مرات.
وشدد على ضرورة الجمع بين استضافة الألعاب الرئيسية وتعزيز اللياقة البدنية والرياضات الجماعية، وتحسين مستوى البلاد في الرياضات الشتوية من خلال استضافة الألعاب الأولمبية، حتى يشارك المزيد من الناس في الرياضات الشتوية.
ويقود حي شيجينغشان في بكين، مقر اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، البلاد في تعزيز الرياضات الشتوية. ويوجد بالحي أول مجمع سكني صيني متميز بالألعاب الأولمبية الشتوية، والتي تضم 16 حلبة تزلج، وأدخلت إدارة الحي الرياضات الشتوية في جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة.
وقال شيويه دونغ، مدير مدرسة ابتدائية في بكين: “يمكن أن يتمتع كل طفل بمهارة واحدة أو اثنتين من الرياضات الشتوية، وسيؤدي ذلك إلى إثارة شغف الأطفال بالرياضات الشتوية”.
مع الجهود الوطنية في تعميم الرياضات الشتوية، أقامت المزيد من المدن في جميع أنحاء الصين أماكن ومرافق معنية، للرياضيين المحترفين والهواة على حد سواء. وقامت مدن في جنوبي الصين مثل تشنغدو وقوانغتشو وسانيا ببناء العديد من حلبات التزلج الداخلية، والتي تمكن الناس في المناطق الدافئة نسبيا الاستمتاع بالرياضات الشتوية فيها.
واعتبارا من بداية العام الجاري، أصبح لدى الصين 654 حلبة تزلج، أي أكثر من أربعة أضعاف الرقم الذي كانت عليه في عام 2015، و803 ساحات داخلية وخارجية للتزلج على الثلوج في جميع أنحاء الصين، بزيادة 41% مقارنة بعام 2015.
وقال دينغ دونغ، نائب المدير التنفيذي لمركز إدارة الرياضات الشتوية للإدارة العامة الوطنية للرياضة: “عندما نتحدث عن دولة قوية في الرياضة أو بناء صين صحية، يعكس كلاهما فلسفة تنموية تركز على الشعب. ويعد هدفنا في تنمية الرياضات الشتوية جعل المزيد من الناس ينضمون إلى اللياقة البدنية. ونريد أن نجعل الرياضات الشتوية أسلوب حياة جديدا”.
خلال السنوات الأخيرة، أولت الصين اهتماما كبيرا بدفع إصلاح الرياضة وتنميتها، مع جعل اللياقة البدنية العامة إستراتيجية وطنية لزيادة تكامل اللياقة البدنية مع الصحة العامة. ومع تحسين المرافق والأماكن الرياضية، أصبحت الرياضة الجماهيرية ضرورة للشعب الصيني.
وفي إحدى المجمعات السكنية في بلدة دونتشاي جنوب غربي الصين، أصبح لدى السكان الذين تم إعادة توطينهم الآن ملعبا رياضيا، حيث يمكنهم التجمع ولعب كرة الريشة.
وقالت وو دوان لي، إحدى السكان المحليين: “الآن تحسنت حياتنا، وأصبحنا في مجتمع رغيد الحياة. وخلال وقت فراغي، أحضر عائلتي إلى هنا ونلعب كرة الريشة معا. هذا رائع للغاية”.
تدعم السلطات المحلية القرويين في تربية الأوز واستخدام ريشها في صنع الكرات. وهكذا تمكنت المحافظة من التخلص من الفقر من خلال تنمية هذه الصناعة. ويتم صنع واحدة من كل عشر كرات ريشة في العالم هنا.
وتقوم المحافظة الآن بالترويج لهذه الرياضة بين السكان. ولدى جميع القرى والمجمعات السكنية ساحات ومعدات لممارسة الرياضة، وتقام منافسات.
وقال ليو مينغ شيانغ، مدير لجنة قرية لوهدان ببلدة دونتشاي: “منذ أن تم انتشالنا من الفقر، باتت الحكومة المحلية تهتم بالرياضة، وقدمت كرات الريشة والشبكات إلى كل قرية كهدايا. والآن يمكن للسكان لعب كرة الريشة في أوقات فراغهم. وتستمر صحتهم في التحسن، لتصبح أكثر ثباتا وثقة في دفع النهضة الريفية”.
بحلول نهاية العام الماضي، أصبح لدى الصين أكثر من 3.71 مليون ملعب رياضي بمساحة إجمالية تقارب 3.1 مليار متر مربع. وستواصل الدولة بناء آلاف المنشآت الرياضية خلال السنوات الخمس المقبلة. ووفقا لخطة تعزيز اللياقة البدنية في جميع أنحاء البلاد، وبحلول عام 2025، سيشارك 38.5% من الصينيين بانتظام في أنشطة اللياقة البدنية.
