التجارة الخارجية للصين تتعزز بشكل أكبر بعد دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ

وأظهرت البيانات الرسمية أن حجم التجارة بين الصين والدول الـ14 الأخرى في الاتفاقية زاد بنسبة 7.5% على أساس سنوي في العام الماضي، ما يمثل 30.8% من إجمالي التجارة الخارجية للبلاد. وفي مدينة تشونغتشينغ بجنوب غربي البلاد، زادت الشركات المنتجة لدرنات الخردل المخلل صادراتها إلى اليابان وكوريا الجنوبية ودول جنوب شرق آسيا في إطار الاتفاقية.

وبلغت صادرات المدينة أكثر من 48.8 مليون يوان (7.19 مليون دولار أمريكي) في الأشهر الخمسة الأولى للعام الماضي، بزيادة 7.8% عن العام السابق، ما يمثل أكثر من 70% من إجمالي حجم صادرات المدينة للمخللات.

وقال تشانغ شياو مينغ، المدير العام للشركة التجارية لمجموعة المخللات بحي فولينغ للمدينة “أدى تنفيذ الاتفاقية إلى خفض تكاليف المعاملات عبر الحدود وتسهيل الإجراءات الجمركية وتحسين التخليص الجمركي والكفاءة اللوجستية لشركتنا. والأهم من ذلك، تمت حماية حقوق الملكية الفكرية، مثل المؤشرات الجغرافية وبراءات اختراع تصميم المنتجات للمخللات”.

يعود تاريخ صناعة المخللات بحي فولينغ، قاعدة رئيسية لإنتاج المخللات، إلى أكثر من 150 سنة. وتم إدراج الطريقة التقليدية لإنتاج درنات الخردل المخلل على أنها تراث ثقافي غير مادي على مستوى الدولة في عام 2008.

وكانت مدينة جينغدهتشن الواقعة في الجبال بشرقي الصين، معروفة باسم “عاصمة الخزف” للبلاد. وعلى المسرح العالمي، تعد علامة تجارية مشهورة للخزف عالي الجودة. وتتمتع شركة منتجة للخزف للاستخدام اليومي بتخفيض جمركي قدره 32 ألف يوان (4698 دولارا أمريكيا) لمجموعة من الخزف بقيمة 99 ألف دولار يتم تصديرها إلى اليابان بشهادة منشأ اتفاقية RCEP.

وقال كه رو جين، المدير العام لشركة محلية لتصنيع الخزف “يتم تصدير منتجاتنا الخزفية بشكل رئيسي إلى السوق اليابانية. ويمكننا التمتع بالتعريفات التفضيلية مع شهادة المنشأ بعد تنفيذ اتفاقية RCEP. ويزيد هذا من الميزة السعرية لمنتجاتنا، ويساعدنا كثيرا في الحصول على حصة أكبر من السوق اليابانية”.

بعد دخول اتفاقية RCEP حيز التنفيذ، تم تخفيض الرسوم الجمركية على الخزف للاستخدام اليومي المصدّر إلى اليابان مرتين في العام الماضي. وزادت صادرات الخزف لمدينة جينغدهتشن إلى الدول الأعضاء للاتفاقية بنسبة 298.9% على أساس سنوي في الأشهر الخمسة الأولى للعام الماضي.

وأصبحت مزايا الاتفاقية مع تطبيقاتها الواسعة بارزة تدريجيا، حيث توفر خيارات أكثر واقعية للشركات الصينية لتوسيع أسواقها، وتساعد باستمرار على تحسين سلسلة الصناعة والتوريد للبلاد.

وقال تسنغ هوي، مدير المبيعات بإحدى شركات تصنيع زجاج السيارات “من المحتمل أن تغير اتفاقية RCEP تصميم سلسلة التوريد العالمي لصناعتنا. ونقوم بالمقارنة واختيار بعض الدول المستوردة للمواد الخام. وعلى سبيل المثال، إذا تم استيراد العناصر المستوردة من الولايات المتحدة الآن من اليابان وكوريا الجنوبية، فستكون معفاة من الضرائب، وستكون المنتجات المصدرة إلى الدول الأعضاء للاتفاقية معفاة من الضرائب”.

وقالت يوان بوه، نائبة مدير معهد الدراسات الآسيوية بالأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي بوزارة التجارة الصينية “يوفر دخول اتفاقية RCEP حيز التنفيذ فرصا جديدة للمصنعين الصينيين لتوسيع صادرات المنتجات في الزراعة والمنسوجات والصناعات الخفيفة إلى الأسواق، وخلق ظروف مواتية لتوسيع واردات المواد الخام، وتحسين القدرة التنافسية لمنتجات السيارات والآلات والمنتجات الإلكترونية”.