Friday 19th April 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الاول من آيار احتفال أممي وكرنفال تضامني

منذ 4 سنوات في 29/أبريل/2020

أحمد ستار العكيلي 

*تقول المفكرة الماركسية روزا لوكسمبورغ:”ما دامَ نضال العمال ضد البورجوازية والطبقة الحاكمة مستمراً ، وما دامت الـمَطالبُ لم تُـلَـبَّ ، فإن الأول من أيار سيكون التعبيرَ السنويّ عن تلك الـمَـطالب*  .”

تحتفل الطبقة العاملة في شتى أنحاء العالم بعيد الأول من أيار ( عيد العمال العالمي ) لترجمة شعارها التقدمي الثوري المؤثر والفعال في وحدتهم النضالية الأممية ( يا عمال العالم أتحدوا ) ليضفي على هذا الكرنفال نكهة وفرحة خاصة لدى أوسع الجماهير الكادحة والشغيلة المثابرة ، ويحتفل عمال العراق بعيدهم وسط تحديات سياسية ومعوقاتٍ أجتماعية وأخرى أقتصادية تهزُ العالم تحت ظل الرأسمالية المتعددة الرؤوس وعولمتها وما يرافقها من مؤثراتٍ أستلابية تأريخية مما أثرت على وحدتهم وغياب أدنى مطلب من حقوقهم الأنسانية ، وزجهم وقوداً لحروبٍ عبثية مهانون ومغيبون ومستلبون تحت ظل الآلة الرأسمالية التي حصدت الآلاف من العمال والكسبة ، وفي ملف هذا العام 2018 هم مهمشون أكثر ومستغلون أكثر وما سبقهُ من سنوات القهر والعبودية وتدويرهم بطاحونة الأحتدام الطائفي والأثني والفئوي لكي ينسوا مطاليبهم العادلة المشرعنة أممياً ، وهنا فرضتْ على الطبقة العاملة العراقية مسؤولية التصدي لتلك المعوقات الرأسمالية والدينية الراديكالية ووقف نزيفها وجعل آلتهم المدمرة غير فعالة والحفاظ على وحدتهم ووعيهم الطبقي ، لقد أصطدمت الطبقة العاملة العراقية ما بعد عام الأحتلال البغيض بالمزيد من التحديات الجديدة فقد تقاسمتها تيارات المحاصصة الطائفية فواجهت خطط التسيس السطحي والتوظيف لصالح بعض الأطراف على حساب الأخرى ، وزرع بدائل للقيادات الوطنية للحركة العمالية بحيث تضمن الخضوع والأستسلام لحالات الأختلاس وسرقة المال العام ، وبالتالي فقد خسرتْ الحركة العمالية في العراق أهم مرتكزات وجودها وخاصة في وحدة الحركة العمالية ومن ثمّ تجيير تأريخها النضالي العريق الذي خضبتهُ بدماء زكية وبطولات نادرة .

ومن أهم المعوقات والتحديات أمام الحركة النقابية في العراق : – قوانين موروثة من العهد البعثي الشمولي كقانون رقم 150 لسنة 1987 السيء الصيت الذي حوّل العامل ألى موظف ، مصادرة قانون العمل في تقاعد العمال والضمان الأجتماعي .- المصانع والمعامل المغلقة منذ 2003 .- تهميش دور المرأة العاملة العراقية .- ولا ننسى المعوق الأساسي المحتل الأمريكي. 

في هذه الايام، ومع اقترابنا من الاول من ايار، يوم العمال العالمي، يوم النضال الدائم من اجل التحرر والمساواة وعالم افضل، تتذكر البرجوازية دائما ان نظامها اللاانساني والمليئ بالظلم والتفاوت الاجتماعي والاستغلال هو عرضة لحملة العمال والكادحين والمحرومين الموحدين والمنظمين

 ان اساس هذه المآسي في هذا العالم هو النظام الراسمالي الذي قسم البشر في هذا الكوكب على اسس رجعية كالدين و القومية و العرق و يستخدمها في كل مرة كذريعة في هجماته على العمال ولشق صفوفهم ووحدتهم. للان في العالم الغربي، “مهد الديقراطية الغربية وحقوق الانسان وحرياته”، مازالت القوى القمعية للنظام الراسمالي تقوم بفض الاعتصامات العمالية التي تخرج في هذا اليوم وهذا الامر ارتبط تاريخيا بخوف مميت للقوى البرجوازية من اقتدار وقوة الحركة العمالية.

تاريخ ومنشأ الاول من ايار

ان الاول من ايار هو يوم تجديد العمال اعتراضهم على النظام الراسمالي الذي ملأ العالم بؤسا وجوعا واستغلالا. ان الاشتراكية كانت ومازالت احد اهم الافكار التي تخاف القوى الراسمالية من ان تتسلح بها الطبقة العاملة، اذ ان ذلك سيعجل من اقتراب نهايتها الاكيدة .

ان الاول من ايار هو يوم الاضراب التاريخي للعمال في استراليا وامريكا وعدد من الدول الغربية، حيث ان أول من حذا حذو العمال الأستراليين، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا. وفي تورونتو الكندية، حضر زعيم العمال الأميركي بيتر ماكغواير احتفالا بعيد العمال، فنقل الفكرة، وتم أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، اذ تم الاحتفال به في 5 سبتمبر 1882 في مدينة نيويورك. اثمر نضال العمال في كندا، الذي أعطى الصفة القانونية للعمال، وفي يوم الاول من ايار من عام 1886 نظم العمال في شيكاغو، ومن ثم في تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”، وهو الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل، خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحا جيدا وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين، وقتلت عدداً منهم ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحكم على 4 منهم بالإعدام وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة.  

وكان الجلاد ينفذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابا كتبه زوجها لابنه الصغير 

” ولدي الصغيرعندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري، ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أننى بريء. وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت، وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك”.

وقد ظهرت حقيقة الجهة التي رمت القنبلة، عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأن من رمى القنبلة كان أحد عناصر الشرطة أنفسهم.

نضال عمال العراق 

كان لنضال عمالنا وحركتها النقابية المختلفة ، في اصدر قانون العمل العراقي رقم 37 في 2015 والذي نعتقد فيه الكثير من الجوانب الجيدة ، تحتاج الى التطبيق العملي . ، كما ويحتاج التصديق على قوانين العمل والضمان الاجتماعي من قبل البرلمان والغاء جميع القوانين والقرارات للنظام السابق واعطاء حرية التنظيم النقابي في مؤسسات القطاع العام والخاص وحق العمال في الدفاع عن حقوقهم المشروعة  واحترام ارادتهم في الانتخابات والمشاركة في ادارة المؤسسات الانتاجية.

على الطبقة العاملة ونقاباتها ان تدرك وتعي دورها كطبقة بين طبقات المجتمع العراقي وتدرك حجم مسؤوليتها اتجاه العمال والكادحين وامام الشعب من خلال وضع البرامج التي تؤهلها الى لعب دور في تطوير الانتاج وتطوير اعضائها من الكوادر الفنية والمهرة. وعليها ان تضع بصمة في التغير والاصلاح نحو رفع مكانتها ،بالموقف ازاء المتغيرات التي طرات على المجتمع العراقي وعلى العالم ككل. (ويكتسب نضال الطبقة العاملة في الظروف الراهنة أهمية وطنية وطبقية رغم ظروف نضالها الشاقة …، وتوقف الدورة الاقتصادية وعجلة الإنتاج  ،ومحاولة فرض سياسة الخصخصة لمؤسساتنا الإنتاجية الوطنية من خلال الإهمال المتعمد لشركات التمويل الذاتي  نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة وعدم وجود رؤية وطنية حقيقية واضحة تجاه القطاع العام وما يشكله من قطاع إنتاجي مهم وحيوي يساهم في إعادة بناء اقتصادنا الوطني ،وعدم توفير الخدمات العامة ، وعشرات  ألاف العمال يعملون بعقود لا ضمان فيها لحياتهم و مستقبلهم. 

المصادر :

مساهمة في كتابة تاريخ الحركة العمالية / نصير سعيد الكاظمي 

الكاتب حميد لفته / موقع عينكاوة 

صوت العراق / عبد الجبار نوري 

تاريخ الحركة العمالية / لمجموعة كتاب 

ادبيات ووثائق الحزب الشيوعي العراقي

الأستاذ أحمد ستار العكيلي: كاتب وإعلامي وعضو في هيئة تحرير مجلة الغد، ورئيس تحرير جريدة شباب اكتوبر ، ومراسل جريدة طريق الشعب ومسؤول المكتب الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي في البصرة؛ وصديق ناشط في الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين،

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *