*خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
خالد رافع النهار الفضلي*
لقد مضى وقت التحفّظ؛ حيث يواجه العالم الآن تحديات خطيرة، أبرزها انتشار جائحة كورونا التي غرست أنيابها في أجساد الدول، وتباطؤ النمو الاقتصادي، والآثار المتبقية للأزمة المالية، واتساع فجوة التنمية، والتهديدات الأمنية مثل الإرهاب والأنفصال، وتغيّر المناخ. فـ جميع ما تم ذكره آنفاً يمهد لتشكيل نظام جديد تكون فيه التعددية القطبية بديلاً للأحادية القطبية الرأسمالية.
في ضوء الوباء الحالي، من المهم التفكير في أهمية هذا العطف التاريخي، فقد طرح فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، “شي”، سلسلة من المفاهيم والمقترحات التي تشرح بشكل شامل ومنهجي مفهوم (مجتمع المصير المشترك) في المؤتمر الاستثنائي العام المشترك للحوار القيادي بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، الذي تم مؤخراً عبر قنوات الفيديو، بهدف تبادل الآراء وبحث القضايا المشتركة بين الحزب الشيوعي الصيني القائد لجمهورية الصين الشعبية من جهة، وأحزاب البلدان العربية من جهة أُخرى.
تدمج هذه المبادرة بشكل وثيق تنمية الصين مع تنمية البلدان العربية التي تربطها علاقات ممتد أرشيفها على جنبات طريق الحرير، مما يدل على حيويتها وشموليتها الواسعة، فهي مسار جديد يتجنّب الاضطراب الاجتماعي والمواجهة الأقصائية، مما يؤدي بدلاً من ذلك إلى التكامل الاقتصادي الدولي والاعتماد النفعي المتبادل. منبهاً فخامة الرئيس “شي” إلى أن الدول في جميع أنحاء العالم مترابطة وتشترك في مصير مشترك، وإن السعي لتحقيق السلام والتنمية والتعاون هو الاتجاه الحتمي لعصرنا، وفي هذه اللحظة الحرجة التي تعصف بالعالم وتهدد بأستقراره جراء الوباء الفتاك، يحتاج العالم إلى مفاهيم جديدة. إن مجتمع المصير المشترك هو مثال راسخ ونبيل حيث تبني الإنسانية نظامًا دوليًا عادلًا وعقلانيًا، تنعكس في المعايير الحقيقية الأساسية التي يتبعها المجتمع الدولي في محاولة لجعل كوكبنا أكثر سلاماً وازدهاراً.
أن هذه الأفكار المهمة التي طرحها فخامة الرئيس “شي”، تتجسد في تركيز الصين على الانسجام والتسامح والشمول؛ كما أنها تعكس المفهوم السياسي الصيني للعالم بأسره كمجتمع واحد، والعلاقة المتناغمة بين الدول. إن بناء مجتمع المصير المشترك هو خطة صينية عامة تتجاوز الاختلافات في الجنسية والبلد والأيديولوجيا، وهي تلقى تأيد وترحيب على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي.
في الوقت الحاضر لا يوجد مشروع اقتصادي اجتماعي حقيقي يطمئن بخير، فـتآكل العالم الرأسمالي القائم ينزلق إلى المجهول ولم يعد هناك شيء مؤكد أو موثوق به أو يمكن التنبؤ به بعد جائحة كورونا، كما لو كنا نقف على كثبان رملية تنزلق من تحت أقدامنا. ومن أجل كل ذلك يجب على الدول العربية بكافة أحزابها وأطيافها السياسية أن تكون جزء من هذا المشروع التاريخي العظيم “الحزام والطريق” الذي سيعزز بدوره السلام والازدهار والأمن الإقليميين، ويؤسس مجتمعًا من المصير المشترك يتميز بالثقة المتبادلة والشمولية والفوز.
*تحرير/ أ. مروان سوداح
*تنسيق ونشر: عبدالقادر خليل