CGTN العربية/
في يوم 21 أغسطس الماضي، عرض الفيلم الحربي الصيني “الثمانمائة” بدور السينما الصينية. يروي الفيلم قصصا واقعية تصف دفاع الجنود الصينيين عن أحد المستودعات ضد غزو الجيش الياباني خلال معركة شانغهاي في عام 1937. وعلى الرغم من أن الغزاة اليابانيين كانوا يتفوقون في العدد والعدة، إلا أن الكتيبة الصينية استطاعت الصمود ضد الموجات العديدة للقوات اليابانية لأربعة أيام.
يصادف هذا العام الذكرى الـ75 لانتصار حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وبعد 14 عاما من النضال الشاق، هزم الشعب الصيني المعتدين اليابانيين بشكل تام. ويعتبر هذا أول انتصار كامل لمقاومة الصين للعدوان الأجنبي في العصر الحديث. وقد حدد هذا الانتصار من جديد مكانة الدولة الكبيرة للصين في العالم، ودشن مسيرة جديدة للصين العريقة المنبعثة بعد نيران الحرب.
وقد انتشرت نيران تلك الحرب في كل من آسيا وأوروبا وأفريقيا وأوقيانوسيا، وتجاوز عدد المصابين والقتلى من الجيوش والشعوب 100 مليون شخص، منهم أكثر من 35 مليون شخص من الصين. وباعتبارها ساحة المعركة الرئيسية في الشرق، ساهمت الصين كثيرا في انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية.
إن التاريخ هو أفضل كتاب مدرسي يوضح تجربة ودروس الحرب ليتركها للأجيال القادمة. ما تعلمه الشعب الصيني من تلك الحرب لم يكن “قانون الغاب” الذي يترك الضعيف تحت رحمة القوي، بل التصميم والإيمان بحماية نتائج الانتصار في الحرب وحماية السلام العالمي. ستتمسك الصين بطريق التنمية السلمية. إنه خيار إستراتيجي ثابت والتزام جاد، كما أنه ضمان أساسي لتعزيز السلام والتنمية في العالم.
ومن ناحية أخرى، تميل الولايات المتحدة حاليا أكثر فأكثر إلى طريق الأحادية. ومن أجل تعظيم مصالحها الخاصة، تقوم بتقويض القواعد الأساسية وقمع دول أخرى وتجاوز الحد الأدنى من التبادلات الدولية. وفي ظل السياسة الأحادية العدوانية للولايات المتحدة، دخل العالم أكثر فترة عدم يقين منذ الحرب العالمية الثانية.
مرت الأمة الصينية بالعديد من المصاعب في تاريخها، لكنها لم تقض عليها أبدا. وبدلا من ذلك، أصبحت أكثر شجاعة، وتنمو وتنهض جراء هذه المصاعب. وتمر الصين اليوم بمرحلة حرجة من تطورها، لكن بعض القوى تخشى أن تصبح الصين أقوى، ولذلك تهاجمها عن عمد من أجل تشويه صورتها. ومع ذلك، فإن الشعب الصيني سيرد بالتأكيد بوقفة عادلة، وأي قوة تحاول إعاقة التنمية السلمية للصين، ستبوء بالفشل حتما!
وفي الوقت نفسه، ما زال الشرق الأوسط يعيش اضطرابات ونزاعات، وشهد معضلة أمنية في السنوات الماضية. لكن الحلول العسكرية تشبه آثار الأقدام في الصحراء ولا يمكنها البقاء، والتدخل الخارجي يشبه شجرة بلا جذور ولا يمكنه البقاء. وفقط بوسائل الحل السياسي يمكن منع الحلقة المفرغة للعنف ضد العنف وإيجاد حل دائم للتناقضات. كما تدعم الصين دول المنطقة لاستكشاف طريقها التنموي الخاص بشكل مستقل، ودفع عملية التصنيع، والسعي لتوسيع التوظيف وتحسين معيشة الشعب، لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين. وفي مواجهة التغيرات التي لا مثيل لها خلال قرن، تستعد الصين للعمل مع الدول العربية لوضع أساس أكثر صلابة لتحقيق الاستقرار طويل المدى في الشرق الأوسط.