Saturday 23rd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

إفريقيا نحو استعادة الاكتفاء الذاتي في الغذاء

منذ 3 سنوات في 17/سبتمبر/2021

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

بقلم: سيلفي رانتروا

ترجمة: سيدي.م.ويدراوغو

يستعرض بيير جاكيموت الوضع الراهن، ويضع الخطوط العريضة لمقترحات تهدف لاستعادة الاكتفاء الذاتي في الزراعة والغذاء في إفريقيا، في وقتٍ سلّطت فيه التدابير الاحترازية في مكافحة جائحة كوفيد -19 -من إغلاق الحدود وتقييد الحركة، عطفًا على الحجر الصحي-؛ الضوء على قضية السيادة في إفريقيا، وعلى وجه الخصوص: الزراعة والغذاء.

وفي تقرير بيير جاكيموت، الدبلوماسي والمحاضر في معهد الدراسات السياسية في باريس، بعنوان “استعادة السيادة الغذائية في إفريقيا” الذي نشرته مؤسسة جان جوريس “يرى في الجائحة فرصة تاريخية لابتكار النظم الزراعية في القارة والسيادة الغذائية”، كما يأمل في أن تُولِي الحكومات -بعد أزمة الجائحة- الأولوية لتلبية الاحتياجات الغذائية على المستوى المحلي أو المنطقة قبل تصدير المحاصيل الزراعية. كما أن الفكرة المتضمنة في التقرير أيضًا هي تحفيز مؤسسة جان جوريس في المشاركة في مناقشة الاقتراحات المطروحة قبل القمة الفرنسية -الإفريقية المزمع عقدها في مونبلييه في الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر من العام الحالي.

الزراعة الحديثة مقابل نظيرتها البدائية :

تتعارض الرؤيتان نتيجة احتياج تحديث الزراعة الإفريقية إلى الاستناد على أساس الزراعة التجارية و”الثورة الخضراء” والاستثمارات الرأسمالية الكبيرة على غرار النموذج الذي مكَّن آسيا من تحقيق أمنها الغذائي بدعم من القطاع الخاص والشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الخيرية الكبيرة، عطفًا على الجهات المانحة الرئيسية.

وقد أشار بيير جاكيموت إلى أن “النموذج المعتمد على زيادة الإنتاجية يتطلب إضافة الأسمدة والبذور المختارة والري على نطاق واسع مع التركيز على المشاريع الزراعية المتوسطة أو الكبيرة”، وهذه الرؤية المتعلقة بالاستثمار في المجال الزراعي تعارضها رؤية الزراعة البدائية المدعومة من شبكات منظمات الفلاحين الإقليمية والمحلية إلى جانب المنظمات غير الحكومية وبعض الباحثين، وهو الشيء الذي لا يمكن تجاهله؛ نظرًا لأن حوالي 100 مليون مزرعة عائلية تغذي زهاء 500 مليون شخص في القارة.

 لكنَّ “هذا الطرح ثنائي القطب للزراعة الإفريقية غير مُعقَّد باعتبار قلة الملتزمين حصريًّا بأحد النمطين”، وعلى الرغم من أن إبعاد النموذج جميع البدائل الوسيطة القابلة للدمج والمتوفرة بين المنهجين من المآخذ على النموذج؛ غير أنَّه يُقدّم طريقة ثالثة نتيجة ورود احتمال خضوع المواقف للتغيرات حتى في صفوف المانحين الرئيسيين.

ومن المناسب –مستقبلاً- الاهتمام بتطوير التكنولوجيا الزراعية، وتحسين نوعية البذور التي يستخدمها الفلاحون، إلى جانب السماد وأساليب تنشيط التربة، عطفًا على دمج التقنيات الزراعية، بالإضافة إلى تحديث الأساليب الزراعية، وتنمية الثروة الحيوانية، وتحسين الوصول إلى الأسواق المحلية.

وفقًا للتقرير فإن “الزراعة الإفريقية ستظل تعتمد بشكل أساسي على الفلاحين والمجتمعات الريفية، والتي ستلعب دورًا حاسمًا لا سيما في اندماج جزء كبير من شباب الريف.

 دور المرأة:

يكمن أحد الدوافع الرئيسية لتحسين الزراعة الإفريقية الجديدة في تعزيز إسهامات المرأة باعتبار أن النساء غالبا ما يساهمن في الأنشطة الزراعية، ورعاية البستنة والمعالجة والمبيعات. ويصر بيير جاكيموت على أن “ثمة ثورة ستحدث في المجال الزراعي حال تعزيز مكتسبات المرأة من خلال الوصول إلى الملكية والائتمان”، مضيفًا بأن “وضعهن غير مساعد نتيجة عدم امتلاكهن المزارع، كما يزاولن العمل لفترة 18 ساعة في اليوم في الحقول والمنزل؛ وهذا ما يجعل وضعهن غير ملائم على أقل تقدير. لكن، منذ عشرين عامًا، يناضلن لتعزيز وتحسين وضعُهن، ممَّا أدَّى إلى تحسين الوضع العام في إفريقيا. كما أنهن الأكثر عرضة للمعاناة من تداعيات الأزمات حال حدوثها وهن من يتوصلن إلى الحلول، عطفًا على طرحهن مبادرة التغيير. ووصول الكهرباء إلى القرية يُحْدِث تغيرات جذرية تستغلها المرأة للإبداع والإنتاج والتحويل. ويشير بيير جاكيموت بقناعة إلى “إدارة السيدات الحياة اليومية وإيجاد الحلول لتحسين الحياة اليومية”؛ على حد تعبيره.

 الحصول على الأرض والائتمان:

 الصعوبات في الحصول على الملكية والائتمان تعوق تنمية الأنشطة الزراعية، وتعتبر من بين عوامل العرقلة الرئيسية، وخاصة بالنسبة للنساء والشباب. لكنَّ ثمة مبادرات مبتكرة رأت النور في كلٍّ من بنين ومدغشقر التي تهدف لإزالة هذه الحواجز من خلال تقديم القروض الميسرة مقابل الضمان بشهادات الأراضي. وضمن مجموعة من المنتجين، يتيح الضمان التضامني أيضًا الوصول إلى الائتمان الضروري لاكتناز البذور والمعدات الزراعية الصغيرة ومعالجة المنتجات. وفي غانا، يمكن الحصول على الائتمان الصغير بفضل الضمان المشترك المختوم من خلال صورة تثبت إمكانية اعتماد السيدة المقترِضة على اللتين تكفلانها.

الابتكارات التكنولوجية:

 يعتمد تحسين الظروف المعيشية في الريف على الوصول إلى الطاقة الذي أصبح ممكنًا من خلال تطوير أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المستقلة (خارج الشبكة، وغير متصلة بالشبكة المركزية)، وهو الشيء الذي يعتبر تغيُّرًا في الحياة، مثل وصول الثلاجات إلى القرية لحفظ المنتجات الطازجة والأدوية المعينة المستخدمة في معالجة المنتجات الزراعية، كما أسهمت كل من الكهرباء والهواتف المحمولة في تغيير العالم الريفي”؛ على حد تعبير بيير جاكيموت.

 وتساهم دينامية مجموعات المنتجين، التي تعتمد على الكهرباء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي توفر الوصول إلى المعلومات، في استعادة السيادة الغذائية.

ثم أوصى بيير جاكيموت، بإزالة عقبة انخفاض إنتاجية المحاصيل، بتحسين البذور في زراعة الفلاحين وأيضًا بتطوير أنظمة الري الصغيرة، ولا سيما تقنية الري بالتنقيط. وفي هذا المجال، تعمل معاهد البحوث الإفريقية على جودة البذور وتحسينها والخبرة المحلية. هذا التقرير مليء بأمثلة على الابتكارات الرقمية: التنبؤات الجوية والمعلومات عن الأسعار والتأمين المعدَّل والقروض الصغيرة والتضامن وتأجير الجرارات والمشورة والتدريب.. يلخص أحد الأرقام هذا التنوع: تم تقديم 390 حلًّا رقميًّا مرتبطًا بالزراعة المدرجة في إفريقيا في عام 2019م.

الفصائل قصيرة الأجل:

 الطلب للاستهلاك يتَّجه في الوقت الراهن نحو المنتجات المحلية؛ نتيجة ميل الطبقة الوسطى إلى تفضيل المنتجات المحلية القصيرة الأجل وفي السنغال “يُعتبر الأرز المنتج محليًّا في وادي النهر أو في كازامانس أفضل بكثير من الأرز المكسور المستورد من فيتنام. وتستبدل الأسر التي لديها الإمكانيات بشكل متزايد هذا الأرز المكسور بالأرز المحلي خاصة الأكلة الشعبية، ثيبوديان، الخليطة بالأسماك. هذه الديناميكية لصالح المنتجات المحلية؛ حيث تخلق دائرة فاضلة وإن استغرق الأمر بعض الوقت” حسب ملاحظته.

والزراعة الحضرية تجد مكانها “في كينشاسا بعد استفادة حوالي 450 جمعية منتجين على تدريب الممارسات الزراعية الجيدة، وقد أتاح الائتمان الصغير إنشاء أعمال تجارية صغيرة مربحة. وقد أوضح التقرير أن سوق البستنة في كينشاسا ينتج اليوم ما بين 75000 و85000 طنًّا من الخضروات سنويًّا أو 65٪ من إمدادات المدينة”؛ على حد ما ورد في التقرير.

 التزامات الدول:

 أشار التقرير إلى أن كينيا هي الأكثر تقدّمًا من بين الدول التي تبنَّت سياسات وطنية لدعم القطاع الزراعي، سواء من حيث ديناميكية مجموعات المنتجين، أو انتشار الكهرباء في المناطق الريفية والمجال الرقمي. كما حققت غانا، من جانبها، تحولًا واضحًا لصالح الإنتاج المحلي، في حين أنها اعتمدت في السابق بشكل كبير على الواردات الغذائية، والتي غالبًا ما تكون منافسة بمنتجات رخيصة ومنخفضة الجودة، وشأنها في ذلك ِشأن السنغال التي أدت تجربتها لعقود من الزمن إلى ترسُّخ المشاريع لا سيما في مجال البستنة السوقية، وتميّزت من حيث جودة البحث العلمي.

وقد شرعت هذه البلدان الثلاثة في محاولات لاستعادة سيادتها الغذائية؛ مضيفًا أن “أزمة كوفيد-19 اعترفت بدور الفلاحين واللاعبين الرئيسيين: النساء والشباب”، ويمكن أن يساعد في إعادة ابتكار النظم الزراعية والغذائية السيادية والمرنة، ومعايير التغيير في متناول الحكام الأفارقة طالما أنها تسمح للعديد من الابتكارات الناشئة بالانتشار في الريف، وكذلك في المدن وتسهيل تخصيصها وتوسيع نطاقها” على حد تعبيره.

*رابط المقال: 

https://www.lepoint.fr/afrique/l-afrique-a-la-reconquete-de-sa-souverainete-alimentaire-13-09-2021-2442815_3826.php

 

التصنيفات: مقالات مُختارة
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *