شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الأكاديمي مروان سوداح*
تعريف عن الكاتب: مواطن روسي مؤيد منذ شبابه ودراسته الجامعية في الاتحاد السوفييتي لنهج الرئيس فلاديمير بوتين؛ وحامل أوسمة وشهادات تقدير وتكريم ومواطنة فخرية من كثير من الدول منها كوريا الديمقراطية، ورئيس رابطة القلميين العرب حُلفاء روسيه، ورئيس المجلس العربي للتضامن مع الشعب الكوري ومناصرة توحيد شطري كوريا، ومدير وكالة أنباء بيونغيانغ الإخبارية.
فجأة، وبصدفة غير معهودة، ظهر أمامي خبر أمريكي خطير ومفبرك وقصير، يهاجم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وقائدها الكبير، الأخ والرفيق، كيم جونغ وون.
قرأت الخبر بسرعة لكن بتمعّن. تبيّن لي أنه خبر “روسي” المصدر، إلا أنه وللحقيقة ليس بروسي المَلبَس والمحتوى والكتابة والتشكيل والتوليف والهدف، بل هو “سبوتنيكي – دخيل!”، بثته قناة سبوتينك “الروسية!”، الناشرة بالعربية من موسكو!
الخبر “الصحفي” الذي نحن بصدده، يتصف وللأسف الشديد، بمقاس غربي بحت في صياغته الصحفية، وفي تسلسله ومراميه الماورائية الظاهرة.. فهو يُعيد نشر إشاعات وأكاذيب ومغالطات أمريكية وغربية عن كوريا القائد الكبير الصلب والحليف الكبير (كيم جونغ وون).
هذه “الزلة” المُهترئة لكثرة ترديدها، اعتدنا قراءتها يومياً ومنذ عشرات السنين من أبواق لا همّ لديها سوى تحريف الحقائق، ولي رقِاب الوقائع، ومنها تلك التي تعرض لتدخلات الغرب والتحالف الدولي؛ الذي أسسته دوله لمحاصرة كوريا كيم أيل سونغ وزوتشيه وسونكون؛ الذي هو بالذات كان قد بدأ الحرب على كوريا المتحررة. هذا التحالف هو الأول الذي فرض على الكوريين حظراً عالمياً في كل مجال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومروراً بانتصارها على حرب التدخل الدولي – الأجنبي في شبه جزيرة كوريا (1950-1953).
هذا الحظر الغربي الشامل على كوريا مستمر إلى هذه اللحظة، لكن كوريا ذللته تماماً وانتصرت عليه، وأكدت أنها ليست في حاجة للغرب لتتطور وتزدهر، فبدونه صارت كوريا دولة نووية ومستقلة تماماً وسيدة نفسها ولديها أصدقاء وحُلفاء وأنصار كثيرين في الكرة الأرضية.
في بداية التدخل الأجنبي في كوريا، تحرُّك الاتحاد السوفييتي وصين ماوتسي تونغ لمساعدة حاسمة لبيونغيانغ، لتتخلص من موات مخطّط لها إستعمارياً، كاد يُعيِد وقائع الابادة اليابانية والغربية لشعب كوريا الصغير والمسالم عبر تاريخه الحضاري الطويل، إذ وصل أمر هذا التدخل الجائر بسلاح الإبادة الجماعية الأجنبي، إلى حد حظر اللغة والاسماء والأزياء الكورية وغيرها، واستبدالها بأخرى مُقتبَسة من دول الاستعمار!
في “الخبر!” الذي نحن بصدده، تصوير القائد العظيم كيم جونغ وون بصورة غير واقعية، وبذلك يندرج “الخبر” ويتسق مع النهج الاستعماري باقتباس نصوص من مصادر إمبريالية معادية لكوريا، التي هي – بالمناسبة – جارة شرقية لروسيا العاملة وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين العظيم؛ للحفاظ على علاقات الجيرة الطيبة والوازنة مع كوريا، ولأجل الدعم المتبادل، والكسب المشترك، والمصالح الثنائية، لتصب في صالح الطرفين الشقيقين، اللذين عمّدت دماء شهدائهما الروس والكوريين تعاونهما العميق وكفاحهما التاريخي عبر العقود الطويلة السابقة وحتى اللحظة.
بوتين يَسعى دوماً وأبداً لتفعيل نهج سياسي واقعي لبلاده، بتطوير وتعميق علاقات روسيا مع جيرانها أولاً. لكن الدولة الروسية هي في بُنيتها الحالية دولة رأسمالية، لا رابط بينها وبين الإشتراكية ونهج جماعية الانتاج والثقافة ووِحدة الإعلام، ولهذا تتقاذفها أعاصير “المنطق الغربي” الخبيث في الصحافة والإعلام والذي نراه يَكيل لهذه أو لتلك الدول التهم جزافاً؛ كما في الخبر الذي نحن بصدده عن كوريا.
خبر “سبوتنيك”، وغيره من أخبار وسائل الإعلام الروسية وضمنها فضائيات وصحف وفيديوهات “يوتيوب”، تشي بأنه لا وجود لمتابعة حكومية روسية لوسائل الإعلام والإعلام الإجتماعي في وطننا الروسي. ولهذا نجد أن هذه الوسائل تتمتع بحِراكات حرّة لتخريب نهج بوتين الدولي، وتسويد علاقات روسيا عالمياً، وهو أمر مرفوض لكونه يُفضي بالتأكيد إلى توجّس وخشية أصدقاء روسيا منها ومن وسائلها الإعلامية، ويَحد من التعاون معها، فالكثير من تلك الوسائل غير موثوق بها، وتسعى نحو الشهرة على حساب الأخرين ومصالح روسيا، وهي تصيب بالسوء الدول والشخصيات الصديقة لروسيا وجاراتها.
المشكلة الأخرى في خبر موقع “سبوتينك ماغيره”، اجتراره تصريح “قائد” القوات الأمريكية الموجود في كوريا الجنوبية، روبرت أبرامز، ووكالة أنباء “فرانس برس”، برغم أن هذا “القائد” وهذه الوكالة لم يدخلا أراضي كوريا الديمقراطية لينقلا منها الخبر اليقين، بل روّجاه استناداً إلى أهواء واعتقادات شخصية وخاصة كما يبدو، وهو ما يؤكد أن الخبر مُفبرك “بامتياز”، ويَستهدف كوريا وروسيا بالسوء.
يَقيناً، أن الصحافة التي تحترم نفسها لا تسعى لاجترار أنباء غير موثوقة من مصادر مشكوك بأمرها، أو اختراع أخبار خيالية سعياً لأهداف نطالب بالكشف عنها للقراء وأصدقاء روسيا ومواطنيها، خاصة في حالة كونها مُلفقة واقعاً، ولأنها ذات محتوى معادٍ وغير نزيه ولا موضوعي.
الذين نشروا الخبر في “سبوتينك” يعكسون في الحقيقة ما يعتمل في صُدورهم من عداء مكتوم لكوريا الديمقراطية وشعبها، وإلا لمَا نشروه.
لذا، نرى فبركة بائنة في الخبر وتشويهاً ظاهراً لواقع كوريا، ومحاولة للنيل منها ومن قائدها الكوري النبيل، ومن الرئيس الحكيم بوتين نفسه، الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع الرئيس كيم جونغ وون.
أصحاب الخبر نشروه ربما دون تفكيرهم بعمق في انعكاساته على روسيا وبوتين وصِلاتهما مع كوريا قائداً ودولة وشعباً، ولا أقول بأنهم تقصّدوا ذلك، لذلك أدعوهم إلى إصلاح الأمر، وملاحظة انعكاسات الخبر على روسيا التي هم من مواطنيها، وأُطالبهم بالتفكير في سلبيات هطول محتويات وأهداف الخبر على شعوب العالم ومنها العربية، فهو يصب بالتأكيد في صالح أعداء كوريا وروسيا والعرب.
…
ارجو من قراء هذه المقالة التعبير عن أرائهم فيها، لكن قبل ذلك عودتهم الى الخبر الاصلي الفاضح في وكالة “سبوتنيك” “الروسية، وما هي حقيقة بروسية ولا اعلامية محايدة للاسف الشديد.. !
“الطابور المَستور” و ما ادراكم ما هو هذا الطابور المَستور في تاريخ روسيا الألفي.. إبحثوا لتجدوه.. واذا وجدتموه بعد سنين من البحث الشاق اكتبوا عنه لتعرّفوا الاجيال على أسرار الشعب الروسي البسيط والمحب للاصدقاء والحياة والذي غُلب على أمره طويلاً وشرّد من وطنه وقُتل وطعن وسُمّم .. هل عَلمتم إذن ما هو هذا “المستور؟!