شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
السفارة الصينية في عمان
أعادت جوردان تايمز نشر مقال بعنوان “بداية جيدة لبايدن تجاه الصين” بقلم كريس باتن في 24 فبراير. المقال اختلق القصص، ونشر الشائعات، وقام بالافتراء على الصين والحزب الشيوعي الصيني في قضايا عدة مثل السياسة الخارجية، ووباء فيروس كورونا، وشؤون تايوان، وشينجيانغ، وهونغ كونغ، ونشر “فيروس سياسي” في محاولة لإثارة صراعات أيديولوجية والتحريض على “حرب باردة جديدة” ضد الصين. ومن أجل تأمين فهم حقيقي للوقائع، تصدر السفارة بيانا خاصا بهذا الشأن، على النحو التالي:
تلتزم الصين دائمًا بسياسة خارجية مستقلة قائمة على السلام، وتتبع بثبات طريق التنمية السلمية، واستراتيجية انفتاح متبادلة المنفعة ومربحة للجانبين. يشهد العالم اليوم تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان، وتظهر التحديات العالمية واحدة تلو الأخرى، وتتشابك قضايا الأمن التقليدي وقضايا الأمن غير التقليدية. إن حل هذه المشاكل هو الحفاظ على التعددية وممارستها وتعزيز بناء مجتمع ذو مستقبل مشترك للبشرية جمعاء.
إن استخدام الأيديولوجيا لبناء “دوائر صغيرة” و”حروب باردة جديدة”على المسرح الدولي لا يمكن إلا أن يدفع العالم إلى الانقسام أو حتى المواجهة. فالعالم المنقسم لا تمكنه مواجهة التحديات المشتركة للبشرية. في علاقاتها الخارجية، تصر الصين على الانفتاح والتسامح، ولا تنخرط في العزلة، وتلتزم بأسس القوانين الدولية، لا تسعى وراء السيادة الذاتية، وتلتزم بالتنسيق والتعاون، وتمتنع عن الخلاف والمواجهات، مع الاستمرار في التقدم مع الزمن والامتناع عن رفض التغيير. إن وصف الصين بأنها “معتدية” لا يمكن إلا أن يأخذ الإذلال في مواجهة الحقائق.
لا توجد ورقتا شجر متماثلتان تمامًا في العالم، ولا توجد تاريخ أو ثقافات أو أنظمة اجتماعية متطابقة. كل بلد فريد من نوعه وله تاريخه وثقافته ونظامه الاجتماعي، ولا يوجد أي بلد متفوق على الآخر، ويكمن المفتاح في مدى توافقها مع الظروف الوطنية، وما إذا كان يمكن دعمها وتأييدها من قبل شعبها، وما إذا كان تحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاجتماعي وتحسين معيشة الناس ممكنًا، وما إذا كان يمكن أن يساهم في تقدم البشرية. لا حضارات انسانية ان لم يكن التعددية، وهي ليست مخيفة، إن المخيف هو الغطرسة والتحيز والكراهية، والشيء السيئ هو محاولة تقسيم الحضارة الإنسانية إلى طبقات، وأن يفرض المرء تاريخه وثقافته ونظامه الاجتماعي على الآخرين.
إن تعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الصينية الأمريكية هو التطلعات المشتركة لشعوب الصين والولايات المتحدة والمجتمع الدولي. في 11 فبراير من هذا العام، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء مكالمته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن التعاون الصيني الأمريكي يمكن أن يحقق العديد من الانجازات التي تعود بالفائدة على شعبي البلدين والعالم أجمع ، يتعين على البلدين التمسك بروح عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والتركيز على التعاون وإدارة الخلافات وتعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الصينية الأمريكية.
في نهاية العام الماضي، أعلن قادة الصين وأوروبا بشكل مشترك إبرام اتفاقية استثمارات بين الصين والاتحاد الأوروبي. هذه اتفاقية متوازنة رفيعة المستوى وذات منفعة متبادلة ستضخ زخما جديدا في انتعاش الاقتصاد العالمي وتقدم مساهمة مهمة في بناء اقتصاد عالمي مفتوح.
تعد قضايا تايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ من الشؤون الداخلية للصين، وتتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها، ولا يُسمح بأي تدخل خارجي. لا يوجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ومبدأ الصين الواحدة هو الإجماع العالمي للمجتمع الدولي. تعارض الصين بشدة التبادلات الرسمية مهما كانت طبيعتها بين الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين ومنطقة تايوان، كما تعارض بشدة قوى “استقلال تايوان” التي تعتمد على القوات الأجنبية للارتقاء بوضعها.
قام بومبيو وآخرون بتلفيق أكاذيب مثيرة مثل “الإبادة الجماعية” و”العمل الجبري” و”القمع الديني” في شينجيانغ. الحقيقة هي عكس ذلك تماما. من عام 2010 إلى عام 2018، ازداد عدد السكان من العرقية الويغورية في شينجيانغ بنحو 2.55 مليون، بزيادة قدرها 25٪، وهي أعلى بكثير من الزيادة البالغة 2٪ في سكان عرقية الهان خلال نفس الفترة. فكيف يمكن أن يكون هناك ما يسمى بـ”الإبادة الجماعية”؟ قامت حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم ببناء وصيانة أكثر من 24000 مسجد، وفي المتوسط يوجد مسجد واحد لكل 530 مسلم، لماذا يوجد ما يسمى بـ”الاضطهاد الديني”؟ إن ما يسمى بـ”العمل الجبري” هو مجرد هراء. جوهر القضايا المتعلقة بشينجيانغ هو مكافحة التطرف والعنف والإرهاب والانفصالية. في الواقع، تبنت الصين، مثل العديد من البلدان بما فيها الأردن، تدابير فعالة لمكافحة الإرهاب والتطرف. ستبقى الكذبة المتعلقة بقضية شينجيانغ كذبة، حتى ولو تكررت ألف مرة.
إن نجاح ممارسة “دولة واحدة ونظامان” في هونغ كونغ معترف به عالميًا، فبعد عودة هونغ كونغ إلى الصين في عام 1997، تمتعت بالعديد من الحقوق الديمقراطية والحرة التي لم تتمتع بها أبدًا خلال فترة الاستعمارية البريطانية. يعوض قانون الأمن القومي الثغرات القانونية التي طال أمدها في الحفاظ على الأمن القومي في هونغ كونغ، ويحمي الحقوق والحريات القانونية التي يتمتع بها سكان هونغ كونغ وفقًا للقانون الأساسي. وقع ما يقرب من 3 ملايين مواطن من هونغ كونغ طواعية لدعم قانون الأمن القومي لهونغ كونغ، ويعتقد ما يقرب من 70٪ من سكاهها أن هونغ كونغ أكثر أمانًا واستقرارًا بعد تطبيق قانون الأمن القومي. إنه يظهر بشكل كامل أن قانون الأمن القومي لهونغ كونغ يحظى بشعبية كبيرة.
يعد وباء فيروس كورونا أخطر جائحة تمرعلى العالم منذ قرن. وفي هذا الشأن تلتزم الحكومة الصينية بمبدأ “الانسان أولا، والحياة أولا”، وقد اتخذت تدابير حاسمة وفعالة للسيطرة على الوباء في فترة زمنية قصيرة، وبالتالي كسب الوقت لمكافحة الوباء في جميع أنحاء العالم. أخطرت الصين بشكل استباقي منظمة الصحة العالمية والدول والمنظمات الإقليمية ذات الصلة بالوضع الوبائي في أقرب وقت ممكن، وشاركت تجربة الوقاية والسيطرة والعلاج مع جميع الأطراف دون تحفظ، وفعلت كل ما في وسعها لتقديم المساعدة المادية لمكافحة الوباء إلى البلدان المحتاجة، بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون. بموقف منفتح وشفاف ومسؤول، أخذت الصين زمام المبادرة في إطلاق تعاون التتبع مع منظمة الصحة العالمية للعثور على أصل فيروس كورونا. ذهب فريق خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين ثلاث مرات لإجراء تحقيقات التتبع، وأكّدوا بشكل كامل تعاون الصين النشط، ونفوا بوضوح مغالطة أن الفيروس نشأ من تسرب في مختبر صيني.
كآخر حاكم للادارة الاستعمارية البريطانية في هونغ كونغ في القرن الماضي، عاش كريس باتن في الحلم القديم للاستعمار مليئًا بصخب تفكير الحرب الباردة. لن يستطع إيقاف التنمية السلمية للصين والعلاقة بين الصين والمجتمع الدولي. إنه غير مرحب به في المجتمع الدولي وسيصبح في النهاية أضحوكة تاريخية.