بلدة أكتاش بمحافظة ييتشينغ في منطقة كاشغر بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في شمال غربي الصين، يعد أكبر موقع يشهد إجراءات تخفيف الفقر من خلال إعادة توطين الفقراء في أماكن جديدة في شينجيانغ.
انتقل إلى الموقع ما يقرب من 14 ألف شخص من جبال كونلون التي تعاني من ظروف صعبة وخطرة للغاية منذ عام 2017. لقد كانت عملية توطينهم والسماح لهم بالعيش هنا لوقت طويل وتحقيق الثراء بمثابة اختبار وتحدي لفريق العمل المحلي للتخلص من الفقر.
في السنوات الثلاث الماضية، قاموا أعضاء فريق العمل بتسوية الصحراء وبنوا مجموعة من المساكن الجديدة، بجانب بناء المدارس والمستشفيات ودور رعاية المسنين، وما إلى ذلك، واستصلحوا الأراضي وأدخلوا الشركات، واستفادوا من الصناعات بشكل كامل لإيجاد طريق لتحقيق الثراء لكل أسرة فقيرة، وكان معدل نصيب الفرد من الدخل السنوي للسكان حوالي عشرة آلاف يوان صيني (نحو 1.5 ألف دولار أمريكي).
“رعاة جدد”
أبولاتي إشيم البالغ من العمر 58 عاما راع في بلدة أكتاش. لقد قام بتربية الأغنام طوال حياته ولم يفكر أبدا أنه سيرعى الأغنام بطريقة حديثة في يوم من الأيام.
قال أبولاتي: “في الماضي كانت تربية الأغنام جزء من عملية جز الأعشاب للتربية ووضعها في الجبال، ولم يتغير الأمر منذ أجيال عديدة.” الظروف في جبال كونلون صعبة وخطيرة.
لكن العمل الجاد في الظروف الصعبة لم يساعده على الحصول على حياة أفضل. حيث أن دخل الأسرة الذي يزيد عن 4000 يوان صيني يكفي فقط لتسديد تكاليف المعيشة ومن المستحيل تطوير صناعات أخرى.
في عام 2018، انتقلت عائلة أبولاتي من بلدة أوشابشي بمحافظة يشنغ إلى بلدة أكتاش، وودعت الجبال وتستعد لحياة جديدة من الان فصاعدا.
من أجل التكيّف مع عادات الإنتاج التقليدية لأبناء الشعب الذين تم إعادة توطينهم، أنشأت البلدة مركزا حديثا لتربية الأغنام لتقديم فرص العمل لهم، لذا أصبح أبولاتي وأكثر من 60 عاملا “رعاة جدد”.
إعادة توطين الفقراء في أماكن جديدة تساعد الرعاة القدامى على تحسين ظروف معيشتهم.
حياة جديدة
ماماتي البالغ من العمر 40 عاما هو قروي في قرية رقم 2 ببلدة كيكيا في محافظة يشينغ، كان يبيع الخضار لكسب نفقات المعيشة، ولكن دخله السنوي قليل جدا، كان من الصعب أطعام أسرته المتكونة من ستة أفراد بالرغم من أن مستوى المعيشة في الجبال منخفض للغاية، لذا، لا يوجد طريق آخر للخروج من الفقر إلا بإعادة التوطين.
بالاعتماد على سوق محافظة يتشنغ، تم تحويل أكثر من 3000 مو (يساوي 200 هكتار) من الأراضي المتصحرة في بلدة أكتاش إلى 28 دفيئة زجاجية حديثة وأكثر من 1300 كشك عادي ثم قامت الحكومة المحلية بتوزيعها مجانا على الأسر الفقيرة لتطوير صناعة زراعة الخضروات.
في مايو العام الماضي، تعاقد ماماتي على عشرة أكشاك لزراعة مجموعة متنوعة من الخضراوات مثل الفلفل والطماطم وغيرها، وفي يوليو، كما قام بالتعاقد على دفيئة زجاجية بسعر 5000 يوان صيني سنويا لزراعة الخضروات الغير موسمية. حيث يكسب ماماتي أكثر من 60 ألف يوان صيني (نحو 9270 دولار أمريكي) سنويا بفضل زراعة الخضروات.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.