*القناة العربية لشبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN العربية)/
“لقد شهدت تغيرا كبيرا فعلا” هكذا قالت وو ون جون الطبيبة البالغة من العمر 27 عاما في مدينة ووهان، لشبكة سي جي تي إن عن حياتها منذ إغلاق المدينة الضخمة، التي يسكن فيها أكثر من 11 مليون نسمة، وكذلك مركز تفشي فيروس كورونا الجديد المميت (كوفيد – 19).
تركب وو دراجتها الكهربائية للعمل بسبب عدم وجود وسائل النقل العام. وقالت “أول ما أفعله عندما أستيقظ كل صباح هو التأكد من حالة الطقس”، مضيفة أنها معتادة الآن على حمل منديلين في حال حاجتها إلى استخدام المصعد أو المرافق العامة الأخرى.
شهدت حياة وو، وكذلك حياة ملايين آخرين في ووهان عاصمة مقاطعة هوبي بوسط الصين، تغيرات كبيرة منذ أن أغلقت المدينة جميع منافذها في الـ23 من يناير الماضي لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد الذي أصيب به أكثر من 76000 شخص وقتل ما لا يقل عن 2300 حتى الآن.
قال عميد مدينة ووهان إن نحو تسعة ملايين شخص كانوا في المدينة بعد الإغلاق. وبالنسبة لأولئك الذين بقوا، ما هي اهتماماتهم الرئيسية، وما الذي تغير؟
ما هي اهتماماتهم الرئيسية؟
أصبح الوباء مصدر القلق الكبير على نحو متزايد بين الناس في ووهان. أظهرت إحصاءات من مؤشر بايدو أن الناس أولوا اهتماما كبيرا بتفشي “كوفيد – 19″، خاصة بعد أن دخلت المدينة في إغلاق غير مسبوق.
بلغ عدد مرات البحث عن الكلمة المفتاحية “وباء” بين مستخدمي الإنترنت في ووهان 7907 مرات اعتبارا من الـ18 من يناير حتى نهاية الشهر. إضافة إلى ذلك، مع انتشار الوباء وتزايد الحاجة إلى المعلومات، سعى المزيد من مستخدمي الإنترنت في ووهان إلى الحصول على المعلومات الرسمية عبر الإنترنت.
وتصدرت كلمات “كمامة” و”السارس” أيضا قائمة اهتمامات أهالي ووهان. وأصبحت العلاجات والمواد الطبية من الموضوعات الجوهرية التي تهم الرأي العام، حيث ارتفع الطلب على الإمدادات الطبية بشكل حاد وسط جهود الصين لاحتواء تفشي المرض.
مسجلا ذروة في يوم إغلاق المدينة، شهد اهتمام الناس للكمامات انخفاضا بشكل عام لأن الصين تسعى جاهدة لضمان الإمدادات الطبية والضروريات اليومية أثناء مكافحة الوباء.
اعتبارا من الـ17 من فبراير، توسعت الطاقة الإنتاجية للكمامات في الصين إلى 110 في المائة حيث اتخذ العديد من المصانع في جميع أنحاء البلاد إجراءات فورية لزيادة الإنتاج لسد فجوة الطلب.
من غير الاتصال إلى الاتصال بالإنترنت
قالت تسو تسويي، البالغة من العمر 26 عاما وهي معلمة للغة الإنجليزية في ووهان، لشبكة سي جي تي إن، إنها تظل تعمل عن بعد عبر منصات الإنترنت منذ انتهاء عطلة رأس السنة القمرية الصينية. تسكن تسو في مدينة جينغتشو، على بعد نحو 220 كيلومترا غرب ووهان في مقاطعة هوبي، ولم تتمكن من العودة إلى ووهان كما هو مخطط لها لأن المدينة أوقفت النقل العام.
قالت “العمل على الإنترنت يمكن أن يقصر وقت الانتقال. هذا شيء جيد”، مضيفة أن معظم طلابها يدرسون بجد لأن المنافسة شرسة في ووهان موطن العديد من الجامعات المرموقة.
اليوم، يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الصين ما يقرب من 900 مليون مستخدم، مع معدل توافر للإنترنت يزيد على 60 في المائة. وشهدت الصين ازدهارا في مجال التعليم عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الاستخدام الواسع للأجهزة الذكية وتحسين إمكانية الوصول إلى الإنترنت.
تشير بيانات من VIPKid، وهي منصة لتعليم اللغة الإنجليزية على الإنترنت مقرها الصين، إلى أن متوسط الدروس اليومية للطلاب في ووهان يبلغ 10663 درسا في الفترة من 23 يناير إلى 13 فبراير، ويستغرق كل درس 25 دقيقة. وكشفت أيضا أن أكثر من نصف الطلاب كانوا يفضلون الدراسة في الليل من الساعة 7 مساء حتى 9:00 مساء. وأغلبية الطلاب، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و12 سنة، اختاروا مناهج للمبتدئين أو المستوى المنخفض.
في الـ10 من فبراير، بدأ ما يقرب من مليون طالب ابتدائي وثانوي في ووهان دراسة دورات عبر الإنترنت باستخدام المواقع التعليمية الرسمية. في نفس اليوم، تم تنظيم ما مجموعه 426 فصلا مفتوحا وشاهدها عبر الإنترنت أكثر من مليون طالب وأولياء أمورهم.
جهود منسقة في جميع أنحاء الصين
منذ اندلاع الوباء، حشدت الحكومة الصينية البلاد بأسرها واعتمدت تدابير الوقاية والسيطرة الأكثر شمولا وصرامة وكمالا. حيث أرسلت أكثر من 32 ألف عامل في قطاع الطب لمساعدة ووهان، وخصصت ما يقرب من 200 ألف قطعة من مواد الإغاثة لمساعدة هوبي، كما أنشأت برنامج على مستوى البلاد لمساعدة هوبي، حيث يتعين على المقاطعات في البرنامج تقديم الدعم مباشرة إلى المدن في هوبي. واستجابت الصين بشكل سريع ودقيق لمواجهة تفشي كوفيد – 19.
قال وو “إنني أعمل في المستشفى، وقد قدمت لنا المجمعات تبرعات لا تحصى، بما في ذلك الخضروات الطازجة واللحوم والحليب ومشروبات الطاقة ومنتجات العناية بالبشرة وحتى أفران الميكروويف أو المعدات الطبية في بعض الأحيان، دائما ما تقدم لنا المساعدات قبل أن ندرك حاجتنا لها”.
على الرغم من الإغلاق، ووهان لا تزال تعمل، حيث يتم نقل المرضى إلى المستشفيات، ويرتدي العاملون في قطاع الطب ملابس واقية لعلاج المرضى، كما يقوم ساعي التوصيل باستلام وتوصيل الوجبات الجاهزة إلى أماكن مختلفة، فيما يعمل الضباط في نقاط التفتيش المختلفة.
قالت وو “كنت خائفة من إغلاق المدينة في البداية، لكن الآن، لا أخاف على الإطلاق. ما زلت أؤمن بالقول إن الخوف يأتي من المجهول”.