شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
حرية التدين في الصين تؤكده الجمعية الإسلامية في شينجيانغ الويغورية
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح*
*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين – الأردن.
حاز التقرير الذي أصدرته مؤخراً الجمعية الإسلامية الصينية في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور على تأييد عالمي ومتابعة إعلامية خارجية كبيرة، إذ أكد الواقع الإيجابي للمسلمين في الصين، وفي شينجيانغ على وجه التحديد. ردود الأفعال على التقرير كانت وما زالت إيجابية على الصعيد العالمي والإسلامي، ما يؤكد أن معرفة أوضاع المسلمين في الصين غدت متاحة بصورة كاملة لمَن يريد التعرّف على واقعهم وحقيقة تدينهم وتاريخهم ويومياتهم الإيمانية وعلاقاتهم مع دولتهم الصينية، التي توفّر لهم حرية التدين؛ وممارسة تقاليدهم وعاداتهم القومية؛ إتساقاً مع القوانين الصينية والقانون الدولي الإنساني وميثاق منظمة الامم المتحدة التي يتطرق إلى ضمان حرية تدين المواطن في أي بلد كان.
سيلعب هذا التقرير دوراً مهماً وملحوظاً في تطوير العلاقات العربية – الصينية في مختلف المجالات، وسيدفع بها خطوات جديدة كبيرة إلى الأمام، ولتعزيز التبادلات الدينية بالإتجاهين العربي والصيني، رداً على تخرّصات الأعداء المشتركين للصين والعرب، وفبركات المُفبركين المدفوعين بالعملات الصعبة، للنيل من الحقائق والوقائع الصينية.
يستند (التقرير) المشار إليه إلى الشفافية الحكومية الصينية في تناول القضية الدينية داخل الصين. فالمسلم الصيني شأنه شأن أي متدين من أي دين آخر، هو مواطن صيني وطني ومخلص لترابه وتاريخه ووطنه، ولن يبتعد قيد أُنملة عن مبادئه مقابل أي مكاسب خارجية مشبوهة، تسعى قوى الأعداء لتصديرها لبعض ضِعاف النفوس.
الشفافية الصينية في مجال الأديان والتدين، والتي يطلع عليها كل زائر إلى الصين، متاحة للجميع، وهي كذلك الهيئات والطوائف الدينية المحمية بقوة القانون الذي تحترمه هذه الجهات والحكومة الصينية، والجهات الرسمية ذات الصّلة، وقد كان لي شخصياً جولات وصولات كثيرة قبل سنوات طويلة جداً، خلال زياراتي المتواصلة إلى الصين ومتدينيها، لمعاينة أوضاع المسلمين والمسيحيين الصينيين، وغيرهم من أتباع الأديان، والاجتماع مع مسؤولات ومسؤولين دينيين ومدنيين مشرفين على شؤون الأديان، ومؤسسات تعليمية دينية وسطى وعليا، وغيرها الكثير، ما أكد لي عيانياً، أن مشاهداتي تكفي للتأكيد على أن الحريات الدينية في الصين إنما تستند إلى القوانين التي تحرّم إلحاق أي أذىً بالمتدين، أيّا كان، كونه حر بعقيدته التي يحملها، ولأنه مواطن صيني يتمتع بالحقوق والواجبات التشريعية كافة، ويحيمه الدستور الصيني الذي هو القاسم المشترك الأعلى الذي يجتمع حوله الجميع.
عنوان التقرير الذي نحن بصدده هو “حول حرية المعتقد الديني في شينجيانغ”، وقد عرّت المعلومات الواردة فيه الاخطاء والمغالطات الخارجية، التي منها ما يُسمّى “القيود المفروضة على حرية المعتقد الديني”، و “الحرمان من الحقوق الدينية لمواطني الأقليات القومية”، و”الهدم القسري للمساجد”، و”اضطهاد المتدينين”، التي نشرتها القوى العدوة للصين في الولايات المتحدة والغرب، والتي تتمول من صناديق مالية مشبوهية للغاية، ومن خلال أعداء وطنهم الصيني الحنون، على شاكلة “الدالاي لاما” و “ربيعة قدير” ومشايعيهما من مخالف الألسن والسِّحن.
في الغرب، يُستخدم سلاح الدين في رسم هجمات وانقلابات وتآمرات على الصين وغيرها من الدول غير المطيعة للغرب السياسي، وتعمل الدعاية الغربية المثقوبة من خلال أموال فلكية لشراء الذمم في مختلف البلدان، وفي التحضير من خلال المتاجرين بالمبادىء والقيم لانقلابات سياسية في أهدافها، دينية في قشورها.
ما يجري اليوم في العالم من هجمات وهجمات مضادة تتخذ الدين غطاءً وقتياً، هي مخططات دولية مرسومة منذ عهود بعيدة، تهدف إلى تسهيل التوسّع الجغرافي الحربي التاريخي للأجنبي في أرضنا وفي بقاع مختلفة من الكون. إن دفع البشر ضد بعضهم بعضاً هي وسيلة قذرة وقديمة قِدم التاريخ والبشر، ترى فيها القوى الخارجية روافع هي الأنسب لإحكام سيطرتها على الخصم، لكن الصين لم ولا تسمح بذلك أبداً، لكونها دولة جبارة؛ وذات سيادة نافذة على أراضيها؛ وهو أمر يزعج القوى التوسعية في الغرب ويقض مضاجعها.
تحاول بعض القوى الخارجية تصدير النزاع والاقتتتال الديني إلى داخل الصين، وهي تعمل على نشره وتجذيره في الدول العربية والإسلامية، مستخدمة في سبيل إنجاح هذا المخطط عناصر تدّعي التدين والدين منها براء، وهذه العناصر المدفوعة بالشر تصب حِمَمَها على رؤوس أصحاب الأديان والناس العاديين لاستعداء المجتمعات على بعضها البعض. إنها مؤامرات واضحة في معالمها وحروفها، تعمل على جر الناس إلى ساحات الاقتتال والنزاع الموت، فتعميق الخلافات أفقياً وعمودياً، وبالتالي استحالة وصول البشر إلى قواسم مشتركة وسلمية.
القوى التي توظف الدين في نزاعاتها لأجل سيادتها العالمية، إنما تنشط لتسييد سياساتها وإيديولوجياتها التوسعية على حساب الدول الضعيفة والشعوب الهزيلة فكرياً واقتصادياً، والتي ينتفي لديها درع دفاعي فكري وسياسي وديني، فتتحول دون وعي منها إلى أداة هي الأنسب لتوسّع العدو كونياً واقتصادياً، وفي أهداف أخرى – على مِثال عالمنا العربي والعالم الإسلامي -؛ يكون هدف نشر الاقتتال الديني نسيان فلسطين الجريحة، وجعلها قضية منتهية، فتخلو أوطاننا من مقومات المواجهة والدفاع ومبادىء استعادة الأرض وإنهاض الإنسان، فنُخلي ترابنا لدول المتربول التاريخية..!