تعد جمهورية الصين الشعبية الصديقة، واحدة من كبريات الدول تطوراً في جميع مجالات الحياة، وبخاصة في مجال الاقتصاد، إن لم نقل هي رقم واحد عالمياً، نتيجة سياسة الانفتاح الخارجي الأوسع، والتعاون والتبادل الدولي الأسرع على صعيد القارات الخمس، وهو ما جعل منها قطباً اقتصادياً جوهرياً. فسياسة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرئيس الرفيق شي جين بينغ، الذي رسم معالم الطريق الواضح لسياسة بلاده، قد وضعتها على السكة الصحيحة ومكّنتها من أن تصل إلى تطور ورقي وازدهار على عدة أصعدة ومحاور، وكان لحنكة الرئيس شي السياسية والاقتصادية دوراً حاسماً في مضاعفة حجم التبادلات التجارية. أضف الى ذلك، قوة الشعب الصيني الذي بنى سور الصين العظيم. لقد أوصل هذا الشعب المنتوج الصيني إلى أبعد الحدود كماً ونوعاً، فغيّرت سياسة جمهورية الصين الصديقة مجرى العالم إقتصادياً وتجارياً، فمَن منّا لا يلبس أو يستعمل منتوجاً صينياً؟!
هذا النجاح والمرتبة التي وصل إليها الاقتصاد الصيني، أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في دوامة وأزمة، وجعلت العلاقة بين البلدين يكتنفها الغموض، وعُرضة لتأثّر سريع بعدة عوامل. هذه العلاقة التي كانت في السنوات الماضية تشهد شبه استقرار ووضوح، بخاصة في القرارات المُوحَّدة بين البلدين، والتوتر الحاصل مع تايوان، لكن أطماع الوافد الجديد للبيت الأبيض الرئيس ترامب وسياسته الرعناء، التي تعتمد على الربحية والهيمنة والسيطرة العالمية والتدخل في شؤون الغير، وتخوّف الأمريكان من القوة الصينية العظمى، وما وصلت إليه من ازدهار ورقي وزيادة في حجم التبادل التجاري، أدت الى تشنج في العلاقة الاقتصادية، بخاصة بعد التصريحات الاستفزازية لترامب، لا لشيء إلا لأنه يُدرك تماماً أن جمهورية الصين الشعبية تتفوق على أمريكا وإن حدثت حرب اقتصادية فستفوز الصين بدون منافسة، وهذا الأمر واضح وجلي للجميع، حيث الاقتصاد الصيني يضرب أطنابه في كل أرجاء المعمورة، ونشهد في هذا المقام ونُثمّن سياسة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني رئيس الجمهورية الرفيق شي، لا سيّما السياسة الخارجية، وسعيه بحرص شديد لتطوير العلاقات مع جميع الدول، الأمر الذي كان له الأثر الأبرز والدور الأفعل في هذا النجاح والتفوق في جميع مجالات الحياة، ونحن ندرك حجم التبادل التجاري بين الصين وباقي دول العالم، فقد تفوّقت جمهورية الصين الشعبية في مجال التعمير والبناء، والهياكل المنشأة على المستوى العالمي تشهد على ذلك في التجارة والصناعة، وحجم التبادلات واضح كماً و نوعاً، وغطت متطلبات السوق العالمية كل هذا، ما جعل أمريكا تدق ناقوس الخطر، وزادت العلاقة في التوتر حيث انتقد الرئيس الأمريكي سياسة الصين، والتي نراها على العكس مما إدعى، ممتازة ومتميزة، وتبعث على التطلع الى الأُفق، حيث عادت بالفائدة على الجميع، وحَسّنت كثيراً علاقة جمهورية الصين الشعبية بباقي الدول على المستوى العالمي، ومنها الأخوة الأشقاء العرب، ونسي دونالد ترامب سياسته الربحية والتي تقودها تصريحاته وتحركاته الاستفزازية.
الجميل في الأمر، هو إدراك الأخوة والرفاق والأصدقاء الصينيين لما يحصل من أحداث جسام، ومدى وطبيعة تعاملهم مع تصريحات الأمريكيين وتهديداتهم، حيث حذّر متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الأمريكيين من حفر حفرة سيقعون فيها هم أنفسهم، أي الأمريكان.
وأرى شخصياً، وإلى جانب رأي المجتمع الدولي، أن أمريكا ستخسر حربها الاقتصادية مع الصين. وفي هذا المجال أُشيد وأُثّمّن وأُعزز سياسة الرفيق الرئيس الصيني شي جين بينغ وحزبه الحاكم وحكومته الموقرة، وأُعرب عن إعجابنا الشديد بكيفية معالجتهم للمشكلة التي ترسمها واشنطن، وأُعلي من تعاونهم الشريف على تطوير بلدهم وتعميق حجم ثقافة الشعب الصيني وتوسيع دوره في معركة التشييد والبناء، ونؤكد أن أمريكا وحلفاءها لن يستطيعوا مضاهاة الصمود أمام القطار الصيني السريع، ونتطلع في السنوات القادمة إلى سيطرة صينية اقتصادية وزيادة حاسمة في حجم التعاملات والتبادلات التجارية والاقتصادية الصينية – الدولية، في ظل السياسة الرشيدة والقرارات الرئاسية الصائبة والحصيفة في الانفتاح ودخول رأس المال الأجنبي إلى الصين ومنه للعالم، لدعم الاستثمارات الصينية والأجنبية وبخاصة من العالم الثالث، والتي باتت المحرك الرئيسي لعجلة النمو العالمي.
الأستاذ مراد بن عيسى: نائب رئيس الفرع الجزائري للإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين، مدير دار الثقافة أحمد رضا حوحو بولاية بسكرة الجزائر.