CGTN العربية/

وفقا لوكالة “بلومبرج” الأمريكية، مع اجتياح الموجة الثالثة من جائحة فيروس كورونا الجديد الولايات المتحدة، تزدحم المستشفيات في جميع أنحاء البلاد حاليا بالمرضى المصابين بوباء “كوفيد-19″، وسجل عدد مرض مقيمين في المستشفى للعلاج في العديد من الولايات أرقاما تاريخية ووحدات العناية المركزة في حالة ناقصة. يحلل الخبراء أن عدد الحالات المؤكدة في الولايات المتحدة يسجل ارتفاعا باستمرار مؤخرا والأنظمة الطبية في مختلف المناطق تحمل أكثر مما كان عليه، ذلك بسبب استئناف الفصول الدراسية ووصول موسم الأنفلونزا وزيادة الفعاليات الداخلية بسبب الطقس البارد وغيرها من الأسباب الأخرى. وحذر بعض الخبراء من أنه من الآن وحتى مطلع العام المقبل، فإن الوضع سيزداد سوءا أكثر فأكثر وأنه إذا أراد المجتمع الأمريكي العودة إلى طبيعته، فقد يكون بعيد المنال.

المستشفيات تفاقم الأزمة المالية

منذ تفشي جائحة كورونا الجديد، أدرك القطاع الطبي الأمريكي مشكلة: إذا كان من المتوقع أن تقلل الولايات المتحدة عدد الحالات المؤكدة الجديدة كل يوم إلى الصفر، فهذا يعد ترفا.

ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية أن عدد المرضى المقمين في المستشفيات لعلاج مرض “كوفيد-19” يظهر اتجاها تصاعديا مرة أخرى، حيث وصل إلى 39 ألف شخص حتى يوم الثلاثاء الماضي، وسجل رقما جديدا منذ 22 أغسطس. تتوقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية أنه في الأسابيع الأربعة المقبلة، قد يرتفع عدد المرضى المقيمين في المستشفيات لعلاج مرض “كوفيد-19” بمقدار 6200 شخص يوميا.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه المستشفيات في كل أنحاء البلاد أزمة مالية. وبحسب إحصائيات جمعية المستشفيات الأمريكية، فإن الخسائر الاقتصادية للمستشفيات في أنحاء الولايات المتحدة تجاوزت 200 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من العام الجاري، ومن المتوقع أن تستمر في خسارة أكثر من 120 مليار دولار أمريكي في النصف الثاني من العام. حتى يوم الجمعة بالأسبوع الماضي، أغلقت 47 مستشفى في جميع أنحاء البلاد أبوابها أو قدمت طلبات إفلاسها، واضطرت مئات المستشفيات إلى تسريح الموظفين أو خفض الرواتب.

والجدير بالذكر أن العديد من هذه المستشفيات التي تواجه أزمة مالية مخصصة لخدمة الأقليات العرقية والفئات ذات الدخل المنخفض. لا تزال الغالبية العظمى من المستشفيات الخاصة تربح بشكل طبيعي لأنها ترفض علاج المرضى بدون تأمين طبي وكما تستفيد كثيرا من الإعانات الحكومية.

الموجة الثالثة من جائحة فيروس كورونا الجديد تجتاح الولايات المتحدة

تجتاح الموجة الثالثة من جائحة فيروس كورونا الجديد الولايات المتحدة هذه المرة، ويمكن تسميتها بتفشي غير متمايز على صعيد الولايات المتحدة. سواء كان ذلك في المناطق الوسطى والغربية الأكثر تضررا، أو في ولاية نيويورك المتضررة بـ”كوفيد-19″ في الوقت المبكر، فقد ظهر وضع التفاقم كلها.

في يوم الثلاثاء، وصل عدد الحالات المؤكدة الجديدة في يوم واحد في ولاية نيويورك إلى 2000 حالة لأول مرة منذ مايو. يقدر بعض الخبراء أنه وفقا لسرعة التطور في الوقت الراهن، فإن العدد التراكمي للحالات المؤكدة لمرض “كوفيد-19” في ولاية نيويورك سيتجاوز 500 ألف حالة في الأسبوع المقبل. قال حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، إن استئناف الدراسة والعمل وزيادة الفعاليات الداخلية خلال موسم الإنفلونزا هي الأسباب الرئيسية لتفشي الموجة الثالثة من جائحة كورونا.

كما أصبحت المدارس في كل مكان أكثر المناطق تضررا بالموجة الجديدة من جائحة. في وقت سابق، صرح بعض الحكام علنا أن احتمال إصابة الأطفال بمرض شديد بعد الإصابة بفيروس كورونا الجديد منخفض للغاية، واستغلوا هذه الحجة لإعادة فتح المدارس. لكن العديد من الخبراء لا يتفقون مع هذا الرأي، ويرون أنه على الرغم من انخفاض معدل الإصابة بالمرض الشديد عند الأطفال، إلا أن الفيروس قد ينتشر إلى أفراد الأسرة عن طريق الأطفال، مما يؤدي إلى انتشار الفيروس على صعيد المجتمع بأسره. مع حدوث العديد من الحوادث المتعلقة بالوباء في الحرم الجامعي، تم تعليق الدورات التدريبية وجها لوجه في العديد من المناطق في الولايات المتحدة.

الشعب الأمريكي يشكك في قدرة الحكومة غير الكافية على السيطرة على جائحة كورونا

نظرا لعدم السيطرة على جائحة فيروس كورونا الجديد بشكل فعال، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، اعتبر البيت الأبيض سابقا “مناعة جماعية ” ودعم “إعلان بارينجتون العظيم” الذي يشجع على الانتشار الطبيعي للفيروس بين الشبان، تم إدانة هذه الممارسة بشدة من قبل المزيد من الخبراء في الآونة الأخيرة.

وأشار فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، إلى أن تحريض مناعة جماعية “يتوافق فقط مع الآراء السياسية لبعض الأشخاص في السيطرة الفوضوية على سلطة مهمة”. قال جريج غونسالفيس، عالم الأوبئة في كلية ييل للصحة العامة، إنه “مجزرة جماعية” السماح للشبان بالوقوع في أحضان الفيروس تحت إغراء مثل هذه السياسة المخادعة.

بعد فترة وجيزة من إصدار “إعلان بارينجتون العظيم” في مطلع أكتوبر، أشارت العديد من وسائل الإعلام إلى أن الموقعين المشتركين من بينهم العديد من العاملين لا يعملون في مجال الصحة العامة، وبعضهم لم يكن لديه توقيع، وحتى بعض الأسماء المستعارة. بالإضافة إلى ذلك، تمت كتابة الإعلان وتوقيعه من قبل المعهد الأمريكي للبحوث الاقتصادية، وليس مؤسسة للصحة العامة. أصدرت العديد من وكالات الصحة العامة الأمريكية بيانا مشتركا جاء فيه أن “إعلان بارينجتون العظيم” ليس إعلانا علميا على الإطلاق، ولكنه بيان سياسي سيؤدي إلى وفيات غير ضرورية وبلا داع.

في مواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد على نطاق واسع، جذبت كل خطوة من خطوات إدارة ترامب الكثير من الاهتمام، لكن مصداقيتها كانت دائما موضع شك من قبل كل قطاع المجتمع. قامت المراكز بتحديث إرشادات الوقاية من الوباء يوم الأربعاء، والتي تعيد تعريف “الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق مع المريض” وأكدت على أهمية ارتداء الكمامات مرة أخرى. ومع ذلك، بعد أن قامت إدارة ترامب بتحديث إرشاداتها لمكافحة الوباء، اتهم الرئيس السابق أوباما علنا: “ترامب لا يستطيع حتى حماية نفسه”.