CGTN العربية/
خلال عيد الربيع هذا العام، ضغط الوباء فجأة “زر الإيقاف المؤقت” للحن الحياة الطبيعية في الصين، حيث شهدت البلاد تفشي وباء كوفيد-19، ولم تستطع أي من المقاطعات في جميع أنحاء البلاد النجاة من هذا الفيروس. لكن الشعب الصيني أطلق “قوة الجماعة” لمواجهة هذه الكارثة، مما حقق نجاحا عظيما في مكافحة الوباء.
خلال الفترة الحرجة من أعمال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، تجاهل الأطباء سلامتهم الشخصية، حيث كانوا يكافحون الفيروس في الخط الأمامي من أجل صحة وسلامة المرضي المصابين بالوباء. وفي الوقت نفسه، يلتزم أفراد الشرطة المدنية وعمال المجمعات السكنية بأعمالهم، كما يبذل عمال النظافة وسعاة البريد والتوصيل السريع والمتطوعون قصاري جهدهم لحماية حياة الناس والحفاظ على مجرى الحياة الطبيعية. فالحكومة الصينية والشعب الصيني اتحدا بشكل غير مسبوق، وبأمر من الحكومة المركزية، بقي 1.4 مليار شخص في الصين في منازلهم في استجابة سريعة للتوجيهات، وكانت القدرات التنسيقية والتعامل السريع قويان للغاية. لأن 1.4 مليار شخص يثقون بالحكومة ويدعمون بلادهم ويرغبون في التضحية بحياتهم من أجل بلادهم وشعبها، فكانت تلك هي القوة الكبرى في العالم.
ومنذ تفشي الوباء، جمعت البلاد كل قواها لدعم مقاطعة هوبي، حيث أرسلت تسع وعشرون مقاطعة ومدينة ومنطقة ، بالإضافة إلى فيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير والجيش أكثر من 340 فريقا طبيا وأكثر من 42 ألفا من العاملين الطبيين لدعم المنطقة الموبوءة. كما كافح فريق التوجيه الذي يتكون من 10 أكاديميين على المستوى الأعلى في البلاد في الخط الأمامي لمواجهة الوباء. ومع توجه الطاقم الطبي من مختلف الفروع العلمية في جميع أنحاء البلاد إلى ووهان لدعمها، فان التعاون المتعدد الجهات والتخصصات ذات الصلة هو النسق الدائم في أجنحة العناية المركزية في مستشفيات ووهان. وعندما زاد عدد المرضي المصابين، تم بناء مستشفي هووشينشان وليشينشان ومستشفيات مؤقتة أخرى في غضون عشرة أيام فقط.
هناك قول صيني ماثور يقول: “اذا عانت جهة واحدة، تساعدها الجهات الثماني”، وذلك في وصف التضامن في الثقافة الصينية.
وباعتبارها أول دولة يتفشى فيها الوباء، حققت الصين نتائج باكرة في السيطرة عليه وايقافه. وفي ظل مواجهة الوباء، قدمت العديد من الشركات الكبرى المشهورة في البلاد دعما لمقاطعة هوبي التي كانت بؤرة الفيروس، حيث تبرعت بالأموال والإمدادات الطبية والمستلزمات اليومية، وجمعت الموارد ذات الصلة وقدمت الخدمات الخاصة لمكافحة الوباء. وفي فترة مبكرة من تفشي الوباء، أعلنت مجموعة علي بابا إنشاء صندوق خاص بقيمة مليار يوان للوازم الطبية وشراء الإمدادات الطبية من الخارج بشكل مباشر ونقلها إلى المستشفيات في مدينة ووهان ومدن أخرى في مقاطعة هوبي. كما تم التنسيق بين المصانع في 58 منطقة، منها مدينة يي وو وشنتشن وقوانغتشو وغيرها لتسريع انتاج الإمدادات الطبية بشكل طارئ. بالإضافة إلى ذلك، تبرعت العديد من منظمات المجتمع المدني والوكالات الحكومية والأفراد من مجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون المسرحية بالأموال والإمدادات الطبية، وقامت بشراء الأقنعة والفقازات والملابس الواقية من البلدان الأخرى وشحنها إلى الصين.
الجدير بالذكر، أنه وبسبب أن العام الجاري هو عام حاسم في خطة تحقيق أهداف التخلص من الفقر في الصين، فمن أجل تخفيف تأثير الوباء، قام عمالقة التجارة الإلكترونية مثل موقع تاوباو وتيان ماو وجينغ دونغ وغيرها من المنصات التجارية بفتح منصات خاصة لتنسيق أعمال التخفيف من حدة الفقر على شبكة الإنترنت، وذلك للاستفادة الكاملة من شبكة الخدمات اللوجستية الخاصة بها، ولضمان تقدم أعمال التخلص من الفقر أثناء فترة الوباء. وقد كان ذلك شكلا من أشكال “قوة الوحدة” بين أبناء الشعب الصيني. والتي كانت العامل الأساسي والمفتاح في تحقيق النجاح في أعمال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الصين.