حققت الصين تقدما بيئيا كبيرا، حيث تحسن الفكر التنموي وأنماط الإنتاج والحياة ومزيج الطاقة بشكل كبير، خاصة خلال السنوات الخمس الماضية.

وتم تحسين أنماط الإنتاج في الصين مع ازدهار صناعات صديقة للبيئة، وتسريع إنشاء نظام التصنيع الذكي والأخضر. وبحلول نهاية العام الماضي، انخفض استهلاك الطاقة في الصين لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بنحو الربع مقارنة بعام 2012.

وأصبح مزيج الطاقة في الصين أفضل. وعلى مدى العقد الماضي، انخفضت حصة الفحم في استهلاك الطاقة من 70% إلى 57%، وزادت حصة الطاقة غير الأحفورية مثل طاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة الكهروضوئية والطاقة النووية إلى 15.8%. وأصبحت الصين أكبر مستخدم في العالم للطاقة المتجددة.

وأصبح أسلوب حياة الشعب الصيني صديقا للبيئة بشكل متزايد. ويمثل عدد سيارات الطاقة الجديدة في الصين أكثر من نصف الإجمالي العالمي، ويتزايد بمعدل يزيد عن مليون سيارة في السنة. والمواصلات الخضراء وتصنيف القمامة وحملة تقليل هدر الطعام وتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية.. اكتسبت أنماط الحياة الخضراء شعبية في جميع أنحاء البلاد.

وكانت البيئة الطبيعية في الصين أيضا تحت حماية أفضل على مدى السنوات الخمس الماضية، مما دفع التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. وخلال هذه الفترة، زادت مساحة الأراضي الرطبة في الصين بأكثر من 200 ألف هكتار، وانخفضت مساحة الأراضي المتصحرة، وازدادت مساحة الغابات وحجم المخزون الحرجي لمدة 30 عاما متتالية.

وفي الوقت الحاضر، وصلت مساحة الغابات في الصين إلى 220 مليون هكتار، بما في ذلك 80 مليون هكتار من الغابات الاصطناعية، لتحتل المرتبة الأولى في العالم.

وقال وانغ جين نان، عميد معهد التخطيط البيئي بوزارة البيئة الإيكولوجية الصينية: “في الوقت الحاضر، يعد تعزيز التقدم البيئي شرطا أساسيا لتنفيذ الفكر التنموي الجديد وتعزيز التنمية الاقتصادية عالية الجودة. ويعد توفير بيئة معيشية أفضل للمواطنين جزءا مهما من جهودنا”.

بين عامي 2010 و2020، فقدت مساحة الغابات في العالم 4.7 مليون هكتار سنويا، بينما زادت مساحة الغابات في آسيا بمقدار 1.17 مليون هكتار سنويا في نفس الفترة. وجاءت الزيادة في مساحة الغابات في آسيا بشكل رئيسي من الصين.

وقال تشانغ قوه بين، باحث بقسم الحفاظ على البيئة واستعادتها بالإدارة الوطنية للغابات والمراعي: “تبلغ الزيادة السنوية في الصين لتخزين الكربون أكثر من 200 مليون طن، أي ما يعادل حوالي 700 أو 800 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون الثابت. وأكملت الصين هدف نمو حجم المخزون الحرجي بحلول عام 2020 الذي وعدت به لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ”.

أعلنت الصين العام الماضي أنها ستسعى جاهدة لبلوغ انبعاثات الكربون إلى ذروتها قبل عام 2030 وتحقيح “حياد الكربون” قبل عام 2060.

وقال بان جيا هوا، من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “إن معالجة تغير المناخ أمر يتعين علينا القيام به، وليس بناء على طلب الآخرين. وتتلاءم ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحياد الكربون مع عملية التنمية في الصين، بما في ذلك التنمية عالية الجودة”.

بحلول عام 2025، ستحقق الصين مكاسب كبيرة في التحول الأخضر في نمط الإنتاج والحياة، حيث يصبح تخصيص الطاقات والموارد أكثر منطقية، وزيادة كفاءة استخدام الطاقات بشكل ملحوظ، وفقا لمبدأ توجيهي صدر في وقت مبكر من هذا العام لتسريع تطوير نظام أخضر ومنخفض الكربون للتنمية الاقتصادية.

وذكر المبدأ التوجيهي أن الصين ستشهد انخفاضا مستمرا في إجمالي انبعاثات الملوثات وكثافة انبعاثات الكربون، وتحسنا مستداما في البيئة الطبيعية.

وفي الربع الأول من هذا العام، ومع الحفاظ على زخم الانتعاش الاقتصادي والنمو المطرد، تمكنت الصين من خفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.1%. ويشير ذلك إلى أن الصين تعمل على تعزيز التحول الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية، وتقدم مساهمات أكبر في الاستجابة العالمية لتغير المناخ.

*المصدر: سي جي تي إن العربية.