شبكة طريق الحرير الاخبارية/
أذربيجان تحول قراباغ إلي أكثر المناطق تطوراً في العالم
بقلم: كونول نوراللهييفا
عضو في البرلمان الأذربيجاني، وعضو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وعضو المجلس التنفيذي للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، وممثلة أذربيجان في منظمة القيادات السياسية النسائية
شكلت حرب قراباغ الثانية 2020، واقعاً جديداً في منطقة القوقاز قاطبة، فقد بدأت المنطقة تنتهج مساراً جديداً نتيجة التغيرات والتحولات التي أوجدتها علي الأرض تلك الحرب التي استمرت 44 يوماً، وما صاحبها من تحولات جذرية في توجهات دول المنطقة، وبناء خطط طموحة للتنمية يمتد تأثيرها ليشمل القارتين الأوروبية والآسيوية، خاصة تلك المشروعات المتعلقة بممرات التنمية التي تسعي دول المنطقة من خلالها إلي ربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب عبر منطقة القوقاز التي كان الجميع يري أنها ترتكز علي تل من البارود القابل للانفجار بين لحظة وأخري.
لقد أوجد حرب قراباغ الثانية، واقعاً جديداً، وأرست أسس راسخة للسلام والتنمية، كان من نتائجها جذب الاستثمارات العالمية إلي المنطقة، وما تشهده قراباغ في الوقت الحالي ومنذ تحريرها قبل عام من عمليات متسارعة في إعادة إعمارها وتأهيلها، خير دليل علي الواقع الجديد الذي نشأ في المنطقة بعد حرب العام الماضي، حيث فتح الوضع الجديد في المنطقة أبوباً واسعة من الاستثمارات، والمشاريع العملاقة العابرة للقارات والتي تتدفق علي المنطقة حالياً خلال عمليات الإعمار.
خلال حرب قراباغ، التي شنتها أذربيجان من أجل وحدة أراضيها في 27 سبتمبر 2020، وما بعدها يمكن التأريخ للمنطقة بتلك الحرب، فما بعد الحرب يختلف تماماً عما قبلها، حيث تشهد المنطقة بداية مرحلة جديدة لمنطقة جنوب القوقاز، وأصبحت أذربيجان لاعباً رئيسياً في المنطقة بفضل تلك الانتصارات التي حققها جيشها الباسل علي مدار 44 يوماً، وبفضل ما تمتلكه أذربيجان من موارد، وما تنسجه من علاقات خارجية مع مختلف دول العالم وخاصة الدول الأوروبية التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع أذربيجان.
ستظل تلك الانتصارات العظيمة التي حققتها أذربيجان من خلال قبضتها الحديدية علي مدار 44 يوماً، وأعادت من خلالها العزة والكرامة، ليس لأذربيجان وحدها، بل للأمة الإسلامية كافة، التي حرمت لفترات طويلة من مثل تلك الانتصارات، وبعد فترة طويلة من الانكسار الوطني جراء احتلال أجزاء من أراضي بعض الدول الإسلامية، وعبث قوات الاحتلال بالمقدسات الإسلامية في الأراضي المحتلة، ومن ثم فقد مهدت تلك الانتصارات الطريق لردع الاحتلال، وصنع السلام وتحقيق الاستقرار والتنمية والإزدهار لكافة شعوب منطقة القوقاز التي حرمت منها لعقود طويلة.
أصبح ممر زانجزور، الذي سيكون شرياناً للمنطقة بأسرها، بمثابة جسر يربط بين آسيا وأوروبا، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من ممرات الشرق والغرب والشمال والجنوب. خلال اللقاء الذي تم في سوتشي والذي جمع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأ{مني نيكول باشينيان، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم الاتفاق بين الجانبين الأذربيجاني والأرمني علي ترسيم الحدود وتوقيع اتفاقية سلام بين أرمينيا وأذربيجان، من شأن ذلك دمج أرمينيا في المشروعات الإقليمية الكبرى في المنطقة، وخاصة المنصة السداسية التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي من المقرر أن تضم كلاً من تركيا، وأذربيجان، وجورجيا، وأرمينيا وإيران وروسيا. تلك المنصة التي تشكل أحد المشروعات الملهمة لشعوب المنطقة من شأنها ترسيخ قواعد السلام والاستقرار في المنطقة، وتشجيع رؤوس الأموال وكبري الشركات العالمية علي التدفق صوب المنطقة التي ظلت لعقود طويلة محرومة من استثمار مواردها الطبيعية والبشرية وموقعها الجغرافي، ومن ثم تفتح آفاقاً رحبة أمام شعوب المنطقة من أجل العيش في سلام ورفاهية وازدهار.