CGTN العربية/
في الأيام ما قبل الجائحة فيروس كورونا الجديد، كان لا يمكن للعديد من المواطنين الصينيين ممارسة الرياضة بشكل منتظم، على الرغم من وجود فكرة المحافظة على الصحة الجيدة بين الصينيين بفضل الاقتصاد المزدهر والوعي الذاتي الكبير. ولكن الآن، مع التطور السريع في التكنولوجيا والدعوة للعمل عن بُعد على نطاق واسع وتقليص النشاطات خارج المنزل في الهواء الطلق بسبب أزمة كوفيد-19، اختار كثير من الصينيين قبول أسلوب الحياة الجديد والتكيف مع الحياة في ظل الوباء من خلال ممارسة التمارين البدنية في المنزل.
ليانغ شان، هي واحدة من الموظفات المجتهدات الصينيات، وجدت أنه من الصعب فعلا ممارسة التمارين البدنية بشكل منتظم بسبب الأعمال اليومية المرهقة. فقالت ليانغ: “أنا دائما في حاجة ماسة إلى الاسترخاء والاستلقاء على السرير بعد العمل اليومي، أما التمارين البدنية، فأقوم بها في يوم أخر بعد أن أستريح”.
وبسبب جائحة كوفيد-19، لا تحتاج ليانغ إلى الذهاب يوميا إلى هيئة العمل. قالت ليانغ: “الأمر لا يتعلق فقط بالحفاظ على لياقتي أثناء التباعد الاجتماعي”، مضيفة أن “التمارين تجعلني أشعر بقلق أقل”.
وحتى بعد أن خففت الصين من إجراءات التباعد الاجتماعي هذا الصيف بفضل السيطرة الناجحة على الوباء، وبدأت بعض الصالات الرياضية فتح أبوابها مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد، فإن موضة ممارسة الرياضة في المنزل لا تظهر أي علامات على التراجع. كما تُظهر أحدث البيانات أن مبيعات معدات اللياقة البدنية على منصات التجارة الإلكترونية الصينية الرئيسية لا تزال عالية.
في محاولة لزيادة الوعي الاجتماعي بفوائد أنماط الحياة الصحية من خلال التمارين البدنية، تم دعم حملة الدعاية الوطنية حول اللياقة البدنية من قبل مجموعة واسعة من المشاهير ينشرون رسالة أن الأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات عليهم القيام بتمارين مختلفة لتحسين اللياقة البدنية والعافية العقلية وجودة حياتهم.
والجدير بالذكر أن الصين في السابق لم تكن من أولوياتها عمل الدعاية الوطنية ونشر الوعي حول أهمية اللياقة البدنية، ولكن قد عانى الصينيون من انخفاض مستوى النشاط البدني وأسلوب حياة خامل لمدة طويلة. وفي بداية القرن الـ21، أدرك المجتمع الصيني أهمية ممارسة التمارين البدنية من أجل صحة جيدة، في الواقع قد تجاوز معدل نمو الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في الصين بشكل سريع خلال السنوات الماضية.
بالإضافة إلى الدعاية الوطنية، وافق مجلس الدولة الصيني عام 2016 على برنامج خاص بهدف تعزيز أسلوب حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين البدنية والأنشطة الرياضية بصورة أكثر انتظاما.
وبحلول عام 2020، العام الأخير من هذا البرنامج الطموح، تم تحقيق جميع الأهداف الرئيسية قبل الموعد المحدد: تم تخصيص أكثر من 3.17 مليون ملعب رياضي للاستخدام الشخصي في الصين، وهو ما يمثل زيادة بنحو 87 في المائة مقارنة بنهاية عام 2013. زيادة إجمالي مساحة الملاعب الرياضية بأكثر من 30 في المائة، حيث ارتفع عدد الملاعب لكل 10000 شخص بنسبة تزيد عن 82 في المائة.
على الرغم من أن البرنامج حقق تحسنا ملحوظا في اللياقة البدنية في الصين، كما غيرت الجماهير أفكارها ومواقفها من التمارين البدنية بشكل كبير، إلا أن لا يزال بعض المواطنين الصينيين ليس لهم خطط لممارسة التمارين يوميا، بسبب الحياة اليومية المشغولة.
في عالم يواجه حالات كثيرة من عدم اليقين، لا يزال هناك مشكلات تحتاج لحل وطريق طويل لنقطعه. لكن تخطو الصين خطوات كبيرة في بناء بلاد أكثر صحة وتحسين اللياقة البدنية للمواطنين، وقد أدت أزمة كوفيد-19 الحالية إلى تسريع التحول الذي كان يحدث بالفعل.