شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
بقلم: رفائيل باغيروف
القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بالجزائر
نحيي ببالغ الاحترام والتقدير ذكرى جميع شهدائنا الذين لقوا حتفهم من أجل استقلال وسيادة ووحدة أراضي أذربيجان في 27 سبتمبر، الذي يحتفل به في بلدنا بيوم الذكرى بأمر من رئيس جمهورية أذربيجان.
وكما هو معروف كانت أرمينيا تحتل عشرين في المائة من أراضي أذربيجان خلال مدة بلغت ثلاثين عاما، علما بأن الاحتلال رافقته جرائم الحرب والجرائم ضد البشر.
وكانت القرارات الأربعة التي تبناها مجلس الأمن الدولي عام 1993 تطالب بسحب قوات أرمينيا من أراضي أذربيجان المحتلة سحبا فوريا وبالكامل ومن دون قيد وشرط مسبقة، ولكن أرمينيا كانت لا تبالي بهذه القرارات وسائر القرارات المماثلة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا والبرلمان الأوروبي وغيرها.
في 27 سبتمبر شنت أرمينيا هجوما واسعا على المواقع العسكرية والأشخاص المدنيين لأذربيجان، ردا على ذلك، شنت أذربيجان في أراضيها عمليات هجومية على أرمينيا، وذلك استفادة من حقها الطبيعي للدفاع عن النفس، المثبت في المادة الـ51 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة.
خلال فترة 44 يوما، قامت القوات المسلحة لأرمينيا بالقصف المكثف لمدننا الواقعة قرب خط الجبهة – أغدام واغجابدي وبيلقان وداشكسن وفضولي وجورانبوي وتارتار.
كذلك كانت أرمينيا تقصف مدن كنجه وبرذعه ومينكجوير وغابالا وخيزي وغيرها من المدن الواقعة بعيدا عن منطقة الجبهة. قامت قوات الدفاع الجوي الأذربيجانية بتحييد أحد الصواريخ المطلقة في سماء خيزي – الواقعة قرب مدينة باكو، وهذا يدل على أن العاصمة باكو هي الأخرى كانت مستهدفة من قبل الصواريخ الأرمينية.
قُتل أكثر من 100 ساكن مدني، بينهم 11 طفلا وجرح أكثر من 450 انسان نتيجة جرائم أرمينيا الحربية هذه، ودُمّرت 12 ألف منشأة من البنية التحتية المدنية بما فيها البيوت أو تضررت كثيرا في أذربيجان نتيجة هذه الهجمات.
لكن أذربيجان، هي التي تلتزم بالمبادئ الرئيسة للقانون الإنساني الدولي بشأن التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين، لم ترد بالمثل على أرمينيا التي ارتكبت جرائم حرب غاشمة مثل استهداف السكان المدنيين.
كانت أرمينيا تجند المرتزقة والمقاتلين الأجانب وتجلبهم الى حربها مع أذربيجان. حررت أذربيجان خلال حرب الـ44 يوما جزءا كبيرا من الأراضي، بما فيها مدن جبرائل وهادروت وفضولي وزنكيلان وقوبادلي وشوشا من قبضة الاحتلال، وبشكل عام، تم تحرير أكثر من 300 مدينة وقرية في ميدان القتال.
اضطرت أرمينيا إلى توقيع وثيقة الاستسلام في 10 نوفمبر عام 2020، بناء على ذلك، أجبرت أرمينيا على سحب جيوشها من الأراضي الأخرى لأذربيجان أي من اغدام ولاتشين وكالبجر. ضمنت أذربيجان تنفيذ القرارات المذكورة الصادرة عن مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة وهذا لعله أول حالة يشهدها العالم منذ تأسيس منظمة الأمم المتحدة.
حلت أذربيجان النزاع المستمر منذ 30 عاما بالطرق العسكرية السياسية، أعادت وحدة أراضيها والعدالة التاريخية، وأصبح نزاع قره باغ الجبلية من الماضي. ولا توجد في أذربيجان إدارة جغرافية تحت اسم قره باغ الجبلية. بمرسوم رئاسي صادر في 7 جويلية عام 2021، أنشأنا المنطقتين الاقتصاديتين قره باغ وزنكزور الشرقية.
رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف خلال خطابه في الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة قال “انتهازا مني للفرصة، أذربيجان أناشد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة وأمانة المنظمة عدم استعمال أسماء غير موجودة قانونيا وجائرة سياسيا عند الاستناد إلى أراضينا”.
ربما لم يشهد العالم مثل هذا الحجم من تدمير المدن منذ الحرب العالمية الثانية. أبيدت 9 مدن لأذربيجان ومئات القرى من قبل أرمينيا. سعت أرمينيا إلى طمس آثار الشعب الاذربيجاني الذي يقطن هذه الأراضي منذ قرون.
تعرضت مدينة اغدام إلى أعمال دمار لدرجة يسموها “هيروشيما القوقاز”. بعد تحرير مدينة فضولي من قبضة الاحتلال، لم يجد جيشنا فيها مبنى سليما لرفع علم الدولة عليه.
دمرت 65 مسجدا من أصل 67 مسجدا موجودا في الأراضي التي احتلتها أرمينيا، وتعرض الاثنان الآخران منها لخسائر فادحة وتعرضا لأعمال التدنيس والازدراء وحولهما إلى حظائر للخنازير والماشية وهذه إهانة للعالم الإسلامي كافة، حتى أنه تم تدنيس المقابر وتم تدميرها ونهبها.
الحمد لله أن الجيش الأذربيجاني حرر أراضينا من الاحتلال الأرمني، وفتحت الحرب الوطنية بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة لجمهورية أذربيجان، الرئيس إلهام علييف، والتي انتهت بانتصار الجيش الأذربيجاني الشجاع، حقبة جديدة في تاريخ جمهورية أذربيجان، أقامت العدالة الدولية وغيرت الحقائق في المنطقة.
فيما يتعلق بدور تركيا الشقيقة وباكستان الشقيقة في حرب أذربيجان العادلة، أود أن أشير إلى ذلك – إن انتصار أذربيجان في حرب كاراباخ واستعادة وحدة أراضيها حدث عظيم لكل مسلم وكل مؤيد للحقيقة والعقل البشري.
إحدى اللحظات التي لا تُنسى في حرب كاراباخ الثانية التي استمرت 44 يومًا هي رفع جنبا إلى جنب مع العلم الأذربيجاني- أعلام وتركيا وباكستان في كل مكان في البلاد – في الشوارع والمباني وفي مناسبات مختلفة.
العلاقات بين أذربيجان وتركيا وباكستان هي خير مثال للعالم اليوم منذ الأيام الأولى، كان دعم تركيا الشقيقة وباكستان الشقيقة في هذا النضال أذربيجان مهمًا جدًا ولا يمكن إنكاره.
وكمثال لدعم الشعب الجزائري الشقيق، نظم شباب الجزائر مسيرة دعم من جامعة الجزائر-1 إلى وزارة الخارجية، وموقف الدولة الجزائرية الثابت لأذربيجان أثناء المنظمات الدولية.
وختامًا نصلي من أجل أرواح كل شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحق، ونتذكرهم باحترام عميق.
رحم الله كل شهدائنا!
كاراباخ هي أذربيجان!
يوم الذكرى هو يوم الفخر الوطني!
الشهداء خالدون!
نحيي ذكرى شهدائنا بكل احترام!
يعيش الوطن!
يعيش الجيش الأذربيجاني الشجاع!
شكرا لك أيها الجندي الأذربيجاني!
نتذكر أبطالنا!
*المصدر: الشروق أونلاين.