كوكب الأرض حاليا هو الموطن الوحيد للبشرية في الكون الشاسع. لكن بالنسبة إلى “أمنا الأرض”، فعل البشر الكثير لإيذائها. منذ الثورة الصناعية الأولى في القرن الـ18، ازدادت الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي عاما بعد عام، كما زاد تأثير الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. تسبب الارتفاع في متوسط درجة الحرارة بسلسلة من القضايا مثل تغير الأشكال الأرضية من الأخضر إلى الأصفر، وانتشار حرائق الغابات وذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع منسوب سطح البحر، والمناخات القاسية المتكررة، وانخفاض إنتاج الغذاء مما يجعل حماية الأرض أمرا ملحا.
الصين تبذل جهودها القصوى لتحسين إيكولوجية الأرض. في 22 سبتمبر 2020، تعهدت الصين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحقيق وصول انبعاثات الكربون إلى الذروة قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060 من أجل التعامل مع كارثة المناخ التي قد تلحق بالبشرية بسبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. اتخذت الصين العديد من الإجراءات لتحقيق هذا الهدف.
واصلت الصين زرع الأشجار وإعادة تأهيل الأراضي الرطبة وتعزيز مكافحة التصحر. وفي السنوات الخمس الماضية، تم استكمال ما مجموعه 363 ألف كيلومتر مربع من التشجير على الصعيد الوطني. ووصلت تغطية الغابات الوطنية في البلاد إلى 23.04% الآن، واحتلت مساحة الغابات المزروعة المرتبة الأولى في العالم. ستتم إضافة أكثر من 2000 كيلومتر مربع من الأراضي الرطبة في غضون خمس سنوات لاحقة.و يواصل منع التصحر ومكافحته حفاظا على مكانته الرائدة في العالم. وقد تمسكت الصين بزمام المبادرة في تحقيق “نمو صفري” في تدهور الأراضي في جميع أنحاء العالم لأكثر من نصف قرن. وفقا للإحصاءات، أنجزت الصين 10.978 مليون هكتار من منع التصحر و السيطرة عليها في جميع أنحاء البلاد في السنوات الخمس الماضية.
تعمل الصين أيضا على تعزيز حماية الحياة البرية. اعتبارا من عام 2019، أنشأت الصين 2750 محمية طبيعية تغطي 15% من مساحة أراضي الصين. وفي الوقت نفسه، أنشأت الصين مجموعات تكاثر اصطناعي مستقرة لأكثر من 300 حيوان نادر ومعرض للانقراض. بالإضافة إلى ذلك، تحتل الصين المرتبة الأولى في العالم من حيث تطوير الطاقة الجديدة واستخدامها ، واعتبارا من نهاية عام 2019، تجاوزت استثمارات الصين في الطاقة المتجددة 100 مليار دولار أمريكي لمدة خمس سنوات متتالية. في عام 2020، ستصل قدرة توليد الطاقة المتجددة في الصين إلى 2.2 تريليون كيلوواط/ساعة، قدمت الصين مساهمة كبيرة للعالم في مجال مواد الخلايا الكهروضوئية وستمثل الصين 50% من إنتاج مواد الخلايا الكهروضوئية العالمية، وبفضل مساهمة الصين أيضا انخفضت تكلفة توليد الطاقة الكهروضوئية بنسبة 90% في السنوات العشر الماضية.
فيما يتعلق بحماية البيئة العالمية، لا تبذل الصين جهودها على المستوى المحلي فحسب، بل تعمل أيضًا على تطوير التعاون الدولي بنشاط وتساهم قوتها فيه. تتعاون الصين والدول العربية بشكل وثيق في معالجة مشكلة تغير المناخ. وفي مكالمة هاتفية أخيرة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد الرئيس شي جين بينغ دعم الصين لمبادرات وتدابير المملكة العربية السعودية لتعزيز إدارة المناخ والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي. يستعد الجانب الصيني للعمل مع المجتمع الدولي بما في ذلك المملكة العربية السعودية لتعزيز التنفيذ الكامل والفعَّال لاتفاقية باريس استجابة لتغير المناخ.
إن التعاون الصيني العربي له آفاق واسعة من حيث الطاقة المتجددة والزراعة الصحراوية والسيارات الكهربائية. تقع معظم الدول العربية في مناطق صحراوية ذات مساحة كبيرة وضوء شمس كاف والصين هي أكبر دولة في إنتاج المعدات الكهروضوئية، فتتمتع منتجاتها بآفاق كبيرة في السوق العربية؛ والصين كدولة زراعية كبيرة، فإن تكنولوجيا الزراعة الصحراوية على نطاق واسع هي ناضجة؛ كما في المعرض الدولي الأخير للسيارات بشانغهاي، استهدفت شركة جريت وول الصينية الزبائن من السعودية والعراق لإطلاق سيارات كهربائية من طراز جديد.
الصين مستعدة للعمل مع الدول الأخرى لبناء نظام عادل ومعقول لإدارة المناخ لحماية الكوكب الأزرق الذي نعيش فيه وحماية أنفسنا.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.