شبكة طريق الحرير الاخبارية/
ليو شا شا
مخرجة من قناة CGTN العربية
ستقام قريبا الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، والذي يعد واحدا من أهم مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، وأيضا من أهم المنصات وأكثرها موثوقية في العالم بما يتعلق بمجال تخفيض انبعاثات الكربون. عقدت الدورة الماضية (كوب 27) لعام 2022 في مصر، وستعقد الدورة الثامنة والعشرون (كوب 28) في الإمارات العربية المتحدة في هذا العام. هذا ما جعلنا نرى الاهتمام والجهود التي تبذلها البلدان العربية في التعامل مع تغير المناخ العالمي.
في هذا المؤتمر، سيعمل البلد المضيف مع بلدان العالم الأخرى جنبا إلى جنب، للتركيز على القضايا البيئية الهامة المتمثلة بحماية البيئة، والتنمية المستدامة، وتحقيق صفر انبعاثات الكربون وغيرها، وكما سيتم عرض أحدث الإنجازات واتجاهات التنمية في مجال التعامل مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره.
يركز هذا الاجتماع وبشكل خاص على كيفية تعزيز الانتقال السريع لنظام الطاقة، والخفض من الانبعاثات، والحد من الاحترار العالمي، وغيرها من القضايا الهامة. في الوقت الحاضر، فإن المهمة العالمية المتمثلة في التصدي لتغير المناخ صعبة وشاقة، لذا تتطلب من كافة دول العالم إلى تعزيز التنسيق وتوحيد الآراء، والتصرف بأقصى سرعة، لبناء مجتمع يتكيف مع المناخ ويقوم أساسه على الحفاظ على حياة الطبيعة، وتوفير سبل العيش للبشرية.
تولي الصين أهمية كبيرة لقضية تغير المناخ، كما تتخذ من الاستجابة الفعالة لمعالجة تغير المناخ استراتيجية رئيسية لها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن التنمية الخضراء المنخفضة الكربون عنصرا هاما في بناء حضارتها الايكولوجية. وبهذا الصدد قامت الصين بوضع أهداف لتحقيق التنمية الخضراء، المتمثلة بـ ” السعي للوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 ” . وقامت العديد من الدول العربية بدورها بوضع أهداف واستراتيجيات تسعى لتحقيق التنمية الخضراء، من بينها
” الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ قبل عام 2050 ” التي أطلقتها مصر، و” المبادرة الاستراتيجية لصفر من الانبعاثات في عام 2050 ” التي أعلنت عنها الإمارات العربية المتحدة، وأيضا هناك مبادرة ” السعودية الخضراء ” و” الشرق الأوسط الأخضر” التي طرحتها السعودية، وغيرها. كما تعمل الصين والإمارات العربية المتحدة ومصر وغيرها من البلدان، على مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمواصلات الصديقة للبيئة ومشاريع حماية البيئة الأخرى، وذلك في سبيل تحفيز التحول إلى الطاقة المتجددة، وزيادة استخدام الحلول المناخية القائمة على الطبيعة، ونشر الطاقة المتجددة بسرعة وحكمة، وزيادة الاستثمار ومساعدة المناطق المتأثرة بتغير المناخ.
CGTN، باعتبارها من وسائل الإعلام الصينية، تتحمل أيضا مسؤولية الإعلام في التعامل مع القضايا البيئية العالمية، وتنشر على منصاتها المتعددة التقارير المتعلقة بسياسات الصين ومبادئها التوجيهية بشأن تغير المناخ، فضلا عن خطط وبرنامج الصين الحكيمة في التنمية الوطنية الخضراء المنخفضة الكربون، كما تدعو وتعزز المشاركة العامة لبناء نمط حياة منخفض الكربون. أما قناة CGTN العربية باعتبارها نافذة الجمهور العربي لفهم الصين، فمن مسؤوليتها تقديم تجربة الصين في مجال الإدارة البيئية، وإظهار عزم الصين على مواجهة تحديات تغير المناخ، وتقديم صورتها باعتبارها قوة مسؤولة في التعامل مع هذه القضية، وذلك من خلال إنتاج وبث الأخبار والبرامج التلفزيونية المتعلقة بهذا الشأن.
على هذا الأساس، قمنا بتصوير وإنتاج الفيلم الوثائقي ((ديارنا – بين البحر والصحراء أجيال صامدة ومتماسكة))، الذي يسجل قصص وتجارب العاملين في مجال حماية البيئة الايكولوجية، مثل حماة غابات المانغروف، والفنيين في صناعة طاقة الرياح البحرية، والأشخاص الذين كرسوا حياتهم في الزراعة الصحراوية وبناء المزارع البحرية، والرعاة والصيادين الذين يبذلون جهودا من أجل تحسين بيئة ديارهم، فإنهم يستخدمون حكمتهم ومعرفتهم في التعامل مع تغير المناخ والبيئة بطرائقهم الخاصة.
نحن نتمنى أن تصبح أصواتهم مسموعة للعالم أجمع، لأنهم يعرفون أفضل كيفية التعايش والتناغم مع الطبيعة في مجال عملهم. ستواصل أجيال البشرية معرفة المزيد عن الطبيعة التي نعيش بها، واستكشاف كيفية الاستجابة لأزمات المناخ من خلال الاعتماد على البيئة، وبنفس الوقت الاعتماد على الوسائل العلمية والتكنولوجية المتطورة، لجعل نظامنا البيئي أكثر صحة، وجعل كوكبنا مكانا أفضل للجميع.