CGTN العربية/
منذ منتصف سبتمبر من هذا العام، ارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة الجديدة ووفيات بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة مرة أخرى في يوم واحد. يتوقع الخبراء أنه مع حلول الموسم الدراسي واقتراب موسم الأنفلونزا، فإن وضع الوقاية من الوباء ومكافحته في الولايات المتحدة سيصبح أكثر خطورة.
وفقا لإحصاءات وباء فيروس كورونا الجديد الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة في يوم الـ23 من سبتمبر، تجاوز العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 6.93 مليون شخص، وتجاوز العدد التراكمي للوفيات 200 ألف شخص.
شدة الوباء تفوق توقعات الكثير من الناس
بعد دخول الخريف، عادت المؤشرات الأمريكية المتعلقة بالوباء للارتفاع. في الأسبوع الماضي، أبلغت الولايات المتحدة عن 41812 حالة جديدة كمعدل يومي، بزيادة قدرها 7% عن المعدل اليومي لما قبل أسبوعين. في الوقت الحاضر، تحولت النقاط الساخنة للوباء إلى المناطق الوسطى مثل ولايات ويسكونسن ومونتانا ونورث داكوتا، وينتشر فيروس كورونا الجديد في المجتمعات الريفية والمدن الجامعية على نطاق واسع.
“شدة الوباء تفوق توقعات الكثير من الناس.” وعلقت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه عندما أشار أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية إلى خطورة الوباء في مارس من هذا العام، اعتقد الكثير من الناس، بمن فيهم مسؤولو البيت الأبيض أنه ينشر الذعر فقط. بعد ذلك، تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 50 ألف في أبريل، و100 ألف في مايو، و150 ألف في يوليو، و200 ألف في سبتمبر. منذ اندلاع الوباء، لقي ما معدله 858 شخصا مصرعه في الولايات المتحدة كل يوم بسبب فيروس كورونا الجديد. وقد تجاوز العدد الإجمالي للوفيات إجمالي عدد الوفيات في الحرب الكورية وحرب فيتنام وحرب الخليج وحرب أفغانستان وحرب العراق مجتمعة.
يشكل استئناف الدراسة تحديا كبيرا للمرحلة التالية من الوقاية من الأوبئة ومكافحتها
تعد الزيادة الحادة في معدل الإصابة بين الشباب إحدى السمات الجديدة للتطور الأخير للوباء في الولايات المتحدة، وقد تسبب تفشي الوباء في الحرم الجامعي في إثارة قلق واسع النطاق بين الناس. في هذا الخريف، استؤنفت الدروس بعض المدارس العامة في الولايات المتحدة. لكن لم تقدم الوكالات الحكومية الفيدرالية وعلى مستوى الولايات الأمريكية أي إحصاءات مفصلة عن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في الحرم الجامعي، ولكن وفقا لإحصاءات الوكالات المستقلة، حتى يوم الـ20 من سبتمبر، تجاوز عدد الحالات المؤكدة في المدارس الابتدائية والثانوية الأمريكية 21 ألف حالة.
لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، حرم جامعة جنوب كاليفورنيا في اليوم الأول من فصل الخريف.
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المدارس التي أعادت استئناف الفصول الدراسية وضعت لوائح مختلفة خاصة بها بشأن ما إذا كان يتعين على المعلمين والطلاب ارتداء الأقنعة وما إذا كان سيتم إلغاء الأنشطة الضخمة. وأشارت الصحيفة إلى أن الطلاب العائدين إلى المدرسة قد يزيدون من خطر انتشار الوباء في المجتمع.
لا يمكن أن نأمل في إنهاء الوباء بحدوث معجزة، يجب على الحكومة التعامل بجدية مع الوقاية من الوباء ومكافحته
“لماذا وصل الوباء الأمريكي إلى هذا الحد؟” قال فاوتشي في مقابلة مع وسائل الإعلام في يوم الـ21 من سبتمبر إن الاستجابة للوباء في الأصل كانت قضية صحية عامة بحتة، لكنها أصبحت موضوعا للنقاش السياسي والحزبي في الولايات المتحدة.
خلق تسييس مجال تطوير لقاح فيروس كورونا الجديد حيرة وقلقا في صفوف الجمهور. متى سيتم توفير اللقاح، ومتى سيتم توزيعه، ومتى سيتم تطعيم الأشخاص العاديين، كلها باتت تساؤلات تبحث عن جواب وتثير القلق لدى الجميع. قال مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد مؤخرا إنه من المتوقع أن يبدأ التطعيم في نوفمبر أو ديسمبر المقبلين، لكن عدد اللقاحات التي يمكن توفيرها في ذلك الوقت قد يكون محدودا، ولا يمكن إعطاؤها إلا للموظفين الطبيين أو كبار السن والناس الذين يحتاجون إلى التطعيم أكثر الحاحا. أضاف روبرت ريدفيلد أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 6 إلى 9 أشهر قبل أن يصبح من الممكن تلقيح جميع الأشخاص. مؤكدا أنه للوقاية من فيروس كورونا الجديد، فإن ارتداء الأقنعة أكثر فعالية من اللقاح.
“فيروس كورونا الجديد لا يزال لديه العديد من الألغاز التي لم تحلها البشرية. لا يمكن أن نأمل في إنهاء الوباء بحدوث معجزة، يجب على الحكومة التعامل بجدية مع الوقاية من الوباء ومكافحته.” قال جريج سارجنت في صحيفة “واشنطن بوست” إن الاستجابة للوباء تتطلب حكومة الولايات المتحدة إقامة تعاون وثيق مع القطاعين العام والخاص والمجتمع الدولي، بدلا من الاستمرار في تقويض التعاون الدولي في مكافحة الوباء والضحك على الأشخاص الذين يرتدون أقنعة.