تقرير إخباري:

اهتمت وسائل الإعلام العربية عن كثب بالخطوة الجديدة التي اتخذتها الحكومة الصينية بشأن تحسين سياسة مكافحة كوفيد-19 وانعكاساتها على الأسواق المحلية والعالمية المختلفة.

ورحبت معظم التقارير بالخطوة الصينية الجديدة لتحسين سياسة مكافحة كوفيد-19، مؤكدة أن هذه الخطوة كان لها انعكاساتها الإيجابية الفورية على الأسواق العالمية المختلفة، وآفاق النمو الاقتصادي بالصين، متوقعة لها أن تسهم في انتعاش الاقتصاد العالمي.

واتخذت الحكومة الصينية تدابير مؤخرا لتقليل تأثير سياسة مكافحة كوفيد-19 على سبل عيش الناس بما في ذلك إيقاف العمل بتطبيق تتبع حركة السفر، والسماح لبعض المصابين بالعزل المنزلي، وتخفيف شروط إجراء الاختبار، بين أمور أخرى.

— ترفع آفاق النمو في الصين

وعلى صعيد تأثير تلك الخطوة على الاقتصاد الصيني، قال موقع ((الشرق)) إن الخطوات المستمرة لتخفيف القيود في الصين من شأنها أن تعزز الاقتصاد، مستشهدا برفع بنك مورغان ستانلي توقعاته لنمو اقتصاد الصين في عام 2023 إلى 5.4 بالمائة من 5 بالمائة.

وقال الموقع في تقرير له إن” الحركة والنشاط الاقتصادي سوف ينتعشان إلى المستويات التي شوهدت في يونيو ويوليو من هذا العام، بحلول نهاية الربع الأول من العام المقبل”.

وجاءت ترقية مورغان ستانلي في الوقت الذي قامت فيه مؤسسات أخرى بمراجعة توقعاتها للنمو الصيني إلى الأعلى بما في ذلك مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة التي رفعت توقعاتها لنمو 2023 إلى 5.4 بالمائة في نوفمبر. وكذلك مؤسسة “نومورا” التي رفعت تقديراتها إلى 4.8 بالمائة في وقت سابق من هذا الشهر. وتوقعت الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن يتوسع الاقتصاد الصيني بنسبة 5.1 بالمائة في العام المقبل.

–تؤثر إيجابيا على الاقتصاد العالمي

ومن جانبه، قال موقع ((سكاي نيوز عربية)) إن إقدام الصين على تحسين سياستها الصارمة ضد كوفيد-19 “، من شأنه أن “ينعش الاقتصاد الصيني ويعود بالإيجاب على الاقتصاد العالمي وخاصة فيما يتعلق بأسواق الطاقة”.

ونقل الموقع عن نائب رئيس تحرير الطبعة العربية من مجلة ((الصين اليوم))، حسين إسماعيل، قوله إن “تخفيف تلك الإجراءات من شأنه أن يؤثر بالإيجاب على الأداء الاقتصادي داخل الصين”، متوقعا خلال الأشهر المقبلة تحسنا في أداء الإنتاج الصيني بجميع المجالات.

واستطرد أنه مع التخفيف من المنتظر أن تعود الإجراءات الصينية إلى مسارها الطبيعي، ونفس الشيء بالنسبة للواردات الصينية، بكل ما سيكون لذلك من انعكاسات إيجابية على سلاسل الإمداد وحركة التجارة الدولية وحتى أسعار الطاقة.

وأبرز موقع ((سكاي نيوز عربية)) ما ذكره مكتب التجارة في مدينة دونغقوان الصينية بشأن تقدم 92 ممثلا من 52 شركة في المدينة بطلبات للمشاركة في معرض تجاري في الإمارات العربية المتحدة هذا الشهر.

وأضاف المكتب في بيان أن الحكومة ترتب أيضا رحلات إلى معارض تجارية في أماكن منها هونغ كونغ واليابان والولايات المتحدة.

–الأسواق ترحب

واهتم موقع ((اندبندنت عربية)) بمتابعة استجابة الأسواق الدولية للخطوة الصينية الجديدة، قائلا إن الأسواق رحبت بخطوات الصين فيما يتعلق بمكافحة جائحة كورونا، إذ صعدت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة الماضي مع ارتفاع أسهم قطاعي الصناعة والمال بفعل التفاؤل المرتبط بتخفيف القيود.

واعتبر موقع ((أف أكس نيوز)) التغيرات التي تم الإعلان عنها فى بكين هي “الأكثر شمولا في نظام الحازم لمكافحة فيروس كورونا منذ بدء الوباء، الأمر الذي من المتوقع أن ينعكس سريعا على تحسن الأنشطة الاقتصادية فى البلاد، ويصب فى صالح ارتفاع مستويات الطلب على الوقود”.

وأشار إلى أن النفط تعافي من أدنى مستوى له بدعم آمال تحسن الطلب فى الصين ثاني أكبر مستهلك للوقود فى العالم.

واتفق موقع ((العربي الجديد)) مع هذا المردود الإيجابي على قطاع الطاقة العالمي، قائلا إن خطوة الصين بثت الحياة من جديد في سوق المعادن العالمية التي شهدت أسوأ فتراتها خلال الشهور الماضية.

وأضاف في تقريره أن المحللين يعتبرون هذا التطور “بمثابة عودة فصل الربيع بالنسبة لقطاع المعادن وبالنسبة لأسعارها بعد شتاء قاس من التباطؤ وانهيار الأسعار”.

وقال مستشهدا بتحليل نشره موقع ((أويل برايس)) إن رد فعل سوق المعادن على القرار الصيني كان فوريا، حيث ارتفعت عقود النحاس لمدة ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن (LME) بنسبة 3.4 في المائة، وهو أعلى مستوى لها منذ 22 يونيو 2022.

وفي الوقت نفسه، ارتفع عقد النحاس الأكثر تداولا في بورصة شانغهاي للعقود الآجلة بنسبة 1.5 في المائة إلى 9515.30 دولارا أميركيا للطن. ويمثل هذا أعلى مستوياته في حوالي خمسة أشهر.

كما ارتفع خام الحديد، يوم الجمعة الماضي، بنسبة 5.0 في المائة في الصين إلى 99.86 دولاراً للطن. كما أدت معايير أسعار منتجات الصلب ومدخلات صناعة الصلب الأخرى إلى زيادة المكاسب.

وفي الوقت ذاته ارتفعت العقود الآجلة لخام الحديد في سنغافورة بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 95.85 دولارا للطن. وباستثناء الألومنيوم، فإن جميع المعادن الصناعية تقريباً سجلت ارتفاعاً.

–تعطي دفعة قوية للرنمينبي

وتناولت صحيفة ((الرؤية)) القرارات الصينية الجديدة من زاوية أخرى. ونقلت عن كاثي ليان العضو المنتدب بفريق استراتيجية العملات الأجنبية لدى شركة ((بي كيه آسيت مانجمنت))، توقعها بأن تحصل العملة الصينية على دفعة قوية مع تحسين إجراءات سياسة “صفر كوفيد”.

وقالت كاثي في تقرير الصحيفة الذي جاء تحت عنوان “هل يمنح تخفيف قيود كوفيد دفعة قوية لليوان الصيني؟ إن اليوان عزز من أدائه الإيجابي بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية بعد أن أعلنت الحكومة عن تحسين سياسة مكافحة كورونا. “لقد بدأنا للتو في رؤية التعافي في العملة المحلية بعد أن تعززت لتصل لأكثر من 6.8 مقابل الدولار الأمريكي”.

وتراجعت العملة الصينية مؤخرا لتتجاوز 7.3 مقابل الدولار قبل أن تتعافى سريعا إلى ما دون 6.96 يوان مقابل الدولار. ورجحت أن تتحول البيانات الصينية السلبية إلى مفاجآت صعودية أكثر اتساقا، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى تجديد الطلب على اليوان الصيني ودفعه لأعلى وتجاوز مستوياته الحالية.