كشفت وسائل الإعلام الأمريكية أن شركة مودينا الأمريكية قدمت لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديدة فقط للبلدان والمناطق الغنية تقريبا حتى الآن. أما البلدان والمناطق منخفضة ومتوسطة الدخل فهي بحاجة إلى شرائها بعلاوة أو الانتظار في الطابور.

وفقًا للتقرير الصادر عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية يوم الـ9 من الشهر الجاري، استفادت أبحاث مودينا وتطويرها للقاح فيروس كورونا الجديد من الدعم المالي والتقني من الحكومة الأمريكية، ومع ذلك، وفقًا لحسابات شركة بيانات”Airfinity”، تعد مودينا الأعلى نسبة من حيث العملاء في البلدان والمناطق الغنية مقارنة بالشركات المصنعة الأخرى للقاحات المضادة لفيروس كورونا الجديدة.

أظهرت البيانات أن شركة مودينا قدمت حوالي مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا الجديد للبلدان منخفضة الدخل والمناطق التي حددها البنك الدولي. وبلغت الكميات المقابلة لشركتي اللقاح الأمريكيتين الآخريين فايزر وجونسون آند جونسون حوالي 8.4 مليون جرعة و25 مليون جرعة. حتى الآن، لم يتمكن إلا عدد قليل فقط من البلدان والمناطق ذات الدخل المتوسط من ابرام اتفاقية شراء مع شركة مودينا، معظمها لم تسلم بعد، وكان سعر الشراء لثلاثة عملاء على الأقل أعلى منه في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

وفقًا للمعلومات الصادرة عن المشتريات الحكومية التي تم الكشف عنها، فإن سعر الشراء في الولايات المتحدة هو من 15 دولارًا أمريكيًا إلى 16.5 دولارًا أمريكيًا للجرعة الواحدة وسعر الشراء في الاتحاد الأوروبي هو من 22.6 دولارًا أمريكيًا إلى 25.5 دولارًا أمريكيًا. تتراوح أسعار الشراء في تايلاند وكولومبيا وبوتسوانا التي يصنفها البنك الدولي على أنها “دخل متوسط أعلى” من 27 دولارًا أمريكيًا إلى 30 دولارًا أمريكيًا.

قال توم فريدن المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: “يبدو من سلوك مودينا أنها تسعى فقط إلى رفع عائد الاستثمار وليس لديها مسؤوليات أخرى”.

ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أنه على عكس شركات فايزر وجونسون آند جونسون وأسترا زينيكا التي تطور منتجات دوائية أخرى بالإضافة إلى اللقاحات، فإن شركة مودينا لديها حاليًا لقاح فيروس كورونا الجديد فقط. لذلك، ترتبط آفاق تطوير الشركة ارتباطًا وثيقًا بمبيعات لقاح فيروس كورونا الجديد.

مع الاستخدام الواسع للقاح فيروس كورونا الجديد، زاد الدخل التشغيلي لمودينا بشكل كبير. أظهرت أحدث البيانات المالية لمودينا أن إيرادات الشركة في الربع الثاني من هذا العام بلغت 4.4 مليار دولار أمريكي، متجاوزة بكثير 67 مليون دولار أمريكي في نفس الفترة من العام الماضي؛ وحققت أرباحًا قدرها 4 مليارات دولار أمريكي في الأشهر الستة الأولى من هذا العام وخسارة 240 مليون دولار أمريكي في النصف الأول من العام الماضي.

وفقًا لتقديرات مودينا السابقة، فإن لقاح فيروس كورونا الجديد سيحقق لهذه الشركة إيرادات لا تقل عن 20 مليار دولار أمريكي هذا العام، مما يجعلها واحدة من أكثر المنتجات الطبية ربحية في الولايات المتحدة حتى الآن.

في الوقت نفسه، لا يزال هناك نقص حاد في اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الجديدة في العديد من البلدان الفقيرة في العالم. ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أنه حتى يوم الـ30 من سبتمبر، بلغ معدل التطعيم في عشرات البلدان المتخلفة في إفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى أقل من %10.

بيد ان شركة مودينا ليست شركة اللقاحات الوحيدة التي أثارت الجدل بسبب استراتيجية التوريد “الدول الغنية أولا”. في أغسطس من هذا العام، ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن شركة جونسون آند جونسون الأمريكية قامت بتصدير لقاحات مصنعها في جنوب إفريقيا إلى دول ومناطق أكثر ثراءً، وتعرضت جونسون آند جونسون لانتقادات من قبل المسؤولين في منظمة الصحة العالمية والمتخصصين في الصحة العامة.