صحيفة الأخبار المصرية
طـاهـر قــابـيـل
منذ عدة سنوات عند مشاركتى فى منتدى «الحزام والطريق» الإعلامي
بالعاصمة الصينية «بكين» سألتني احدى الصحفيات هل انتهى زمن إعلام الصحف الورقية
والتليفزيون والإذاعة؟ لم أتأخر كثيرا في الإجابة وكان ردى بان الإعلام باق حتى
نهاية الزمان وان الوسائل الجديدة لا تقتل القديمة وتعلن وفاتها ولكنها تحتل
مكانها رويدا رويدا على مر السنين.. وإن ما يحدث الآن هو «تطور طبيعى» فقديما كنا
ننتقل من مكان لآخر بالكارو والجمال ونحارب بالحصان والسيف والآن نتحرك بالسيارة
المتطورة والقطار فائق السرعة ونحارب بالدبابة والصاروخ والطائرة.. فالإعلام باق
والحرب باقية ولكن تتغير الوسائل وتتطور.
صحيفة «الشعب»
اليومية الصينية «جريدة» رسمية تتبع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تأسست
عام 1948 وتوزع 3 ملايين و480 ألف نسخة ورقية واختارتها منظمة «اليونسكو» فى
تسعينيات القرن الماضي ضمن أفضل عشر صحف بالعالم.. لم تتوقف صحيفة «الشعب» الورقية
أمام غول التكنولوجيا والتطور المتسارع في وسائل الإعلام بدعوى أنها الأكبر حجما والأكثر
تأثيرا بل طورت نفسها إلى مجموعة من الوسائل المتعددة الحديثة ووزعت إنتاجها الخبري
على المنصات المختلفة الورقية والرقمية والشاشات الالكترونية التليفزيونية والإذاعية
ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات على التليفونات المحمولة وأصبحت مؤسسة ضخمة
تدير 72 صحيفة ومجلة وموقعا الكترونيا و270 حسابا على موقعي التواصل الصينيين
«ويبو» و«ويتشات» وعلى 27 تطبيقا للهواتف و39 حسابا على «الفيس بوك وتويتر»..
وافتتحت 70 فرعا ومكتبا بالصين وخارجها ومنها «مصر».. ووصل عدد قرائها إلى مليار
متابع.
مؤسسة «الشعب» الإعلامية
تعمل حاليا على تكوين قاعدة بيانات مزودة بأفضل التقنيات الحديثة وإنشاء القنوات
التليفزيونية على الانترنت.. وتقوم بتعزيز الاندماج بين الوسائل الإعلامية
التقليدية والجديدة وإعادة تصميم وتطوير خط إنتاج «الأخبار» تحت مفهوم «المطبخ المركزي»
وبناء منصة شاملة.. وبذل نشاط مكثف لتعزيز التبادل والتواصل مع وسائل الإعلام
العالمية من خلال استضافة المؤتمرات الدولية وتكوين الروابط وكان آخرها تشكيل
رابطة «الحزام والطريق» للتعاون الإخباري والإعلامي «BRNN» بمشاركة مؤسسة «أخبار
اليوم» وجريدتي «الأخبار» التي تملك أحدث صالة تحرير مدمجة.
صحيفة الشعب الصينية
لم تجلس صامتة تتفاخر بمجدها وتأثيرها القوى بل واكبت واجتهدت لتقديم رسالتها الإعلامية
للقارئ والمشاهد والمستمع بمختلف الوسائل.. فيجب أن تكون العلاقة بين الوسائل الإعلامية
القديمة والحديثة تكاملية وعلى كل وسيلة أن تختار أسلوبا مختلفا وتبرع فيه حتى
تنتشر وتسود وتصبح فى يد جميع الفئات.. فوسيلة واحدة فقط لا تكفى.
*الكاتب الصحفي طاهر قابيل _مدير تحرير صحيفة الأخبار المصرية