خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا نيدوغينا*
*يلينا_نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية – أردنية؛ ورئيسة تحرير “الملحق #الروسي” في جريدة “ذا ستار”/ “الدستور” اليومية سابقاً؛ وعضو مؤسس وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.
عدد من وسائل الإعلام العربية والغربية لا تخجل من الحديث عن هونغ كونغ وكأنها قطعة من أرض لبريطانيا أو فرنسا وأمريكا.
يقول المثل: “مَن لا يخجل يَفقد نفسه”. مواقف هذه الوسائل الإعلامية ستبقى وصمة عار عريضة على جبينها. سيأتي يوم تتوقف فيه إليها تدفقات من نوع معين. حينها سوف تُدرك هذه وغيرها، أنها وقعت في أوحال مواقفها المُباعة للشيطان مقابل ثلاثين من الفضة الزائلة سريعاً، ففي هذا العالم البقاء للأصلح والشريف.
التوترات التي شهدتها بعض الأماكن في منطقة هونغ كونغ الصينية، لم تخرج عن طابع العشوائية، والفرداوية، والوقتية، وشعارات مدفوعة سلفاً بعملات خارجية، طالما تلقاها أولئك من أسيادهم وراء الماء، فتحولوا سريعاً الى ألعوبة بيد غيرهم من أصحاب الأجندات الكونية التي تنقلب أولاً على صاحبها، لتتخلص منه قبل انفضاح أمره وأمرها في عمليات استبهال البشر الذين ينتمون إلى فئة تُباع وتُشترى في أسواق النخاسة والعملات.
تتحدث تلك الصحافات بسخافة وللسخفاء فقط عما تصفه “بتوترات ومظاهرات واحتجاجات تتسم بالعنف والقوة في مواجهة التمددات الصينية”، وكأن هونغ كونغ قطعة من الغرب الضيق أو من القطب المتجمد الجنوبي التائه بين الدول. لكن الفضيحة التي تقع فيها تلك الصحافات هي أن أهدافها المدفوعة سلفاً مكشوفة للقراء ومفضوحة، فهي لا تتحدث في إطار القانون الدولي، ولا إتساقاً مع الاتفاقات الدولية التي وقّعتها القوة الاستعمارية السابقة لهونغ كونغ مع الصين، وهي اتفاقات تضمن وتعترف لجمهورية الصين الشعبية اعتبار منطقة هونغ كونغ صينية الأرض والفضاء والشعب والمستقبل وخارج نطاق الاستعمار البريطاني.
المؤسف هو أن تلك الصحافات تدافع عن استقلال بلدانها، لكنها وفي الوقت نفسه تتعدى لفظياً وتستعدي الآخرين على الصين دون خجل وبعيداً عن الواقعية الإعلامية والسياسية التي يجب أن تلتزم بها شرعاً، وإلا تحولت إلى مجرد ظاهرة صوتية “للرايح والجاي”، تسترزق على أبواب اللئام من غير الأنام.
سيأتي يوم تُعرب فيه هذه الصحافات عن ندمها وعن رغبتها في علاقات جديدة ومسؤولة مع الصين، لكن سيكون “الوقت قد فات”، فلا يمكن أبداً الثقة بهكذا صحافات تُباع وتُشترى، وتَبيع وتَشتري أعز ما يٌملكه أي إنسان وأعز ما تملكه أي الدولة: الكرامة والصدق والاستقامة والكلمة الشريفة.
**تدقيق وتحرير: أ. مروان سوداح.
**المتابعة والنشر: عبد القادر خليل.
صدقت و صدق الحرف.