CGTN العربية/

في الـ20 من الشهر الجاري، أدى الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة جو بايدن اليمين الدستورية في واشنطن. قاد الرئيس الأمريكي السابق الديمقراطي باراك أوباما الذي تولى السلطة في عام 2009 الولايات المتحدة للخروج من الأزمة بخطة “O” الخاصة به (Obama Plan). إذن، هل يمكن لبايدن الذي تولى السلطة في الأزمة استخدام (Biden Plan) الخطة “B” لإخراج الولايات المتحدة من المأزق؟

أشارت هيئة الإذاعة البريطانية العامة “بي بي سي” إلى أنه في خطاب تنصيبه، لم يركز بايدن على الأجندة السياسية، لكنه أكد على الأزمة التي تواجه الولايات المتحدة وأهمية الوحدة مرارا وتكرارا.

تعتقد مجلة تايم أن استراتيجية بايدن تتمثل في اتباع نموذج روزفلت، والتأكيد على الأزمة الحالية في الولايات المتحدة، وتعبئة المجتمع الوطني للضغط على الكونغرس للتعامل مع سلسلة من المشكلات التي تواجه الولايات المتحدة، بما في ذلك الوباء والاقتصاد والتمييز العنصري المنهجي وتغير المناخ وقضايا أخرى.

استخدمت مجلة “تايم” الأمريكية عنوانا مبالغًا فيه لوصف اليوم الأول لبايدن في البيت الأبيض: لقد كان فوضويًا ومشغولًا.

بعد حفل التنصيب، وقع بايدن 17 مرسومًا متتاليًا للإطاحة بسياسات إدارة ترامب السابقة بشأن الوقاية من الأوبئة والهجرة وتغير المناخ.

من منظور العالم الخارجي، بعد أن تولى بايدن منصبه، سيواجه أزمات متعددة بما في ذلك السياسة والاقتصاد والوباء والتحديات التي قد يواجهها ليست أقل من ما واجهه أوباما خلال الأزمة المالية.

في الـ 19 من يناير، تجاوز العدد التراكمي للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 400 ألف نسمة. وحتى الـ22 من يناير، تجاوز عدد الحالات المؤكدة في 5 ولايات حاجز مليون حالة. قالت وكالة “أسوشيتد برس” إن الولايات المتحدة تمر بأسوأ أزمة صحية عامة لها منذ أكثر من قرن. ومع ذلك، فإن خطة بايدن لتطعيم الأمريكيين بـ 100 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد في أول 100 يوم من تولي منصبه قد تواجه صعوبات. وفقًا للبيانات الصادرة عن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فحتى العشرين من الشهر الجاري، فقد وزعت الحكومة الفيدرالية ما يقرب من 36 مليون جرعة من اللقاحات للولايات، بينما أتمت حكومات الولايات إعطاء 16.5 مليون جرعة فقط من اللقاحا.

مع استمرار تدهور الوضع في الولايات المتحدة، يتقدم طابور مكون من الآلاف من أمريكا الوسطى شمالًا بقوة كبيرة. في الـ 16 من يناير، صرح المسؤولون الغواتيماليون أن آلاف المهاجرين غير الشرعيين من هندوراس عبروا الحدود إلى غواتيمالا، حتى أن بعضهم اشتبك مع الجيش والشرطة، وكان هدفهم هو الدخول إلى الولايات المتحدة. ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن هذا كان لأن بايدن وعد في نوفمبر من العام الماضي أنه في أول يوم له في السلطة، سينهي وقف “بروتوكولات حماية المهاجرين” لعام 2019 الذي قام به ترامب، ما “يحمي المهاجرين غير الشرعيين”. وفقًا لمشروع قانون إصلاح الهجرة الذي أعلنه فريق بايدن، فإنه سيوفر لحوالي 11 مليون مهاجر بأوضاع غير مقننة وسيلة للحصول على الجنسية الأمريكية في غضون ثماني سنوات.

على الصعيد الاقتصادي، أعلن فريق بايدن في الـ 14 من يناير عن خطة تحفيز جديدة للإغاثة من وباء فيروس كورونا الجديد بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي “خطة الإنقاذ الأمريكية” للتعامل مع تأثير الوباء على الأسر والشركات. وبالمقارنة مع خطة التحفيز التي تبلغ قيمتها قرابة الـ800 مليار دولار أمريكي والتي أطلقتها إدارة أوباما استجابة للأزمة المالية العالمية في عام 2009، فإن “خطة الإنقاذ الأمريكية” لبايدن تبلغ تكلفتها ضعف قيمة الخطة السابقة. صرحت شبكة فوكس نيوز بأن بايدن يخطط “للمقامرة” بـ 1.9 تريليون دولار أمريكي. وهذا يعني أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل تسريع”طباعة النقود”، مما سيضعف سعر صرف الدولار الأمريكي ويقلص قيمة الأصول بالدولار الأمريكي.

على أي حال، يواجه بايدن موقفًا معقدًا، بغض النظر عن الخطة التي يتم تنفيذها، فإن سنوات حكمه ستكون مليئة بالتحديات.