CGTN العربية/
مع تطور المدن السريع، يهاجر المزيد من الناس من القرى إلى المدن، تاركين منازلهم القديمة. ومع مرور الوقت تتلاشى القرى التي تحمل ذكريات الطفولة.
قد تكون قرية “تشن جيا” واحدة من أبرز “القرى المفقودة”. تتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل، وكانت ملاذا لحياة بسيطة. مع مرور السنوات، تسبب الانكماش الاقتصادي في هجرة السكان، تاركين القرية.
الأمر الأكثر صعوبة هو أن القرية تقع في منطقة نائية، ومعظم الفتيات في الخارج لا يرغبن في الزواج من أبناء القرية. على مر السنين، أصبح هناك المزيد من العزاب في قرية “تشن جيا”، وتضاءل عدد المواليد.
تقول تشنغ جينغ ينغ: “في غضون سنوات قليلة، سيختفي هذا النوع من القرى ببطء إذا هذا الوضع يستمر.”
جاءت تشنغ إلى قرية “تشن جيا” في عام 2006، رأت مشهدا من الخراب والدمار. ولأنها إحدى كوادر التخفيف من حدة الفقر، كانت مصممة على إحداث تغيير وإنقاذ القرية.
قالت تشنغ: “نزور العائلات الفقيرة للتأكد من أن سياسات التخفيف يتم تنفيذها بشكل عادل.”
لإنقاذ القرية، كان أهم شيء هو زيادة دخل السكان المحليين. هناك الكثير من موسو الخيزران في الجبال. يستخدم العديد من القرويين موسو الخيزران لصنع أضلاع المظلات. بالإضافة إلى تنفيذ السياسة الوطنية للتخفيف من حدة الفقر، عملت لجنة التخلص من الفقر على إيجاد طرقا لزيادة مبيعات أضلاع المظلات، كانت تلك أولى خطوات لتحسين مستوى معيشة القرويين.
لسوء الحظ، أثر تفشي فيروس كورونا الجديد على المبيعات هذا العام بشكل كبير، ما تسبب في زيادة عدد الأسر الفقيرة من 20 إلى 40 أسرة. اتصلت تشنغ وزملاؤها بمصنع مظلات لإقناعه بشراء أكبر عدد ممكن من أضلاع المظلات من القرية.
عندما عرفت تشنغ أن هناك حاجة إلى نوع جديد من أضلاع المظلات، أخذت عينات إلى المنزل بنفسها وعلمت القرويين حرفة كيفية صنع هذا النوع الجديد من أضلاع المظلات.
يوجد العديد من المسنين في القرية. غالبا ما تأتي تشنغ وزملاؤها إلى منازلهم ويساعدوهم في نقل أضلاع المظلات.
وقالت تشنغ: “تقدمهم في العمر، لا يسمح لهم بنقل المظلات بأنفسهم. وكأعضاء في لجنة التخفيف حدة الفقر، نحن هنا لمساعدتهم في بيع منتجاتهم”.
تشنغ جينغ ينغ تعتز بهذا العمل كثيرا. على الرغم من أن العمل على التخفيف من حدة الفقر لا يزال يحتاج إلى خطط طويلة المدى، إلا أنها سعيدة لأن المزيد من الشباب سيتولون عملها في المستقبل. جيلا بعد جيل، تثمر الجهود المتواصلة عن إحياء المزيد من “القرى المفقودة” مثل قرية “تشن جيا”.