CGTN العربية/
تم العثور على فيروس كورونا الجديد على الألواح المستخدمة في تقطيع سمك السلمون المستورد في سوق شينفادي ببكين في وقت سابق من الشهر الجاري. سأل مستخدمو الإنترنت الصينيون على وسائل التواصل الاجتماعي سؤال بخصوص سمك السلمون المحير: “كيف يمكن أن أصيب بفيروس كورونا الجديد إذا لم يكن لديه رئة؟”
وبغض النظر عن النكات، تسببت هذه الأسئلة في قلق البعض، قد يكون الفيروس مصدره الأغذية المجمدة المستوردة، حيث أظهر تسلسل الجينات أصول أوروبية للفيروس المكتشف. ومع ذلك، أكد الخبراء منذ ذلك الحين أن سمك السلمون هو ناقل غير متوقع للفيروس.
حذرت لي فنغ تشين مديرة مختبر علم الأحياء الدقيقة في المركز الوطني الصيني لتقييم مخاطر سلامة الأغذية من أن الفيروس قد يكون أختلط بسطح الطعام أو العبوات، على الرغم من أنه لا يمكن إعادة إنتاج الفيروس على سطح الأطعمة.
وقد أثارت هذه القضية مخاوف الناس حول أمن وجستيات سلسلة التبريد، وهي سلسلة توريد يتم التحكم في درجة حرارتها تستخدم للحفاظ على مدة صلاحية المنتجات بما في ذلك المأكولات البحرية.
ولكن بدلا من إلقاء اللوم على لوجستيات سلسلة التبريد، قال تشين يوي مينغ الأمين العام للجنة اللوجستيات وسلسلة التبريد من الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات إن الظروف الباردة والرطبة هي السبب الرئيسي.
وقال تشين إن لوجستيات سلسلة التبريد تشمل جميع أنواع المعدات الخاصة، وخاصة النقل الدولي. من الصعب أن تتطلب جميع المعدات والموارد والبيئة والعمليات التي تدخل في العملية برمتها معايير موحدة وكذلك فرض إشراف موحد طوال مراحل تلك العملية.
استخدام الأدوات الرقمية لضمان سلامة الغذاء
قال تشين يوي مينغ إن صناعة سلسلة التبريد يجب أن تعمل على توظيف التكنولوجيا في زيادة التتبع والتصور طوال عملية النقل.
يمكن تتبع أنظمة تتبع الطعام التقليدية إلى خطوط الإنتاج فقط، وإنشاء نظام تتبع يكون أمرا صعبا عندما تصل الأطعمة إلى أسواق الجملة، حيث لا تزال معظم مراحل العملية تعتمد على التوثيق اليدوي.
ويمكن أن تساعد رقمنة الخدمات اللوجستية على تتبع الخطوات بعد الإنتاج، مثل التعبئة والتغليف والتحميل والنقل والتخزين والتوصيل إلى العملاء، مما يضمن سلامة المنتجات طوال مراحل تلك العملية.
قال تشين إن تكنولوجيات المعلومات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وغيرها من المعلومات التكنولوجية لعبت دورا غير مسبوق في اللوجستيات وإمدادات الطوارئ خلال الوباء. وأضاف أنه يمكن تطبيق تقنيات أحدث لرصد جميع المراحل في الوقت الحقيقي لعملية النقل بأكملها، مما يمكن أن يساعد في توفير الإنذار المبكر ويضمن سلامة المنتجات.
إمكانات النمو لا تزال في مرحلة عدم اليقين
في الأيام الأخيرة، وبسبب تفشي فيروس كورونا الجديد في مصانع اللحوم في الخارج، أعلنت الجمارك الصينية تعليق استيراد لحوم الدواجن من شركة تايسون للأطعمة الأمريكية بدءا من الـ21 من يونيو الجاري، وكذلك الواردات من شركة “تونِّيس” الألمانية لتصنيع اللحوم. لكن في الواقع، الوباء لم يخلق حواجز تجارية بين الصين وألمانيا، لأن قاعدة التجارة لم تتغير، لكن تقرر وقف الاستيراد من شركة “تونِّيس” فقط بسبب التخوف من سلامة المنتجات.
هناك العديد من الشكوك بشأن استيراد الأغذية الخام على المدى القصير حيث لم يتوقف انتشار الوباء بعد، ولكن هناك إمكانات هائلة للنمو على المدى الطويل.
نمت شهية الصين للمأكولات البحرية المجمدة من الخارج بشكل متسارع في السنوات الأخيرة. أظهرت بيانات جمركية أن استيراد الأسماك المجمدة بلغ 461 مليون دولار أمريكي في أبريل الماضي. ومن المتوقع أن يتجاوز حجم التجارة الإلكترونية للأغذية الطازجة في الصين 800 مليار يوان في عام 2022، في حين أن الطلب على نقل سلسلة التبريد سيتوسع من 80 مليار يوان في عام 2019 إلى حوالي 200 مليار يوان في عام 2022.