شبكة طريق الحرير الاخبارية/
4 سبتمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
طرحت شركة هواوي في الأسبوع الماضي، سلسلة هواتفها الجديدة “مايت 60 ” للبيع مباشرة ودون أي دعاية مسبقة، الأمر فاجأ الجميع. وبحسب المعلومات التي وردت على الموقع الرسمي، فإن سعر نسخة 12 + 512 جيغابايت من هواتف “مايت 60 برو” قد بلغ 6999 يوان. وهو هاتف يدعم خاصية المكالمات عبر الأقمار الصناعية، ومجهز بنظام التشغيل هونغ منغ 4.0.
ولم يدرج مسؤولو هواوي معلومات المعالج الخاص بهاتف “مايت 60 برو” على صفحة المنتج، كما لم يوضحوا ما إذا كان يدعم شبكات الجيل الخامس. رغم ذلك، وبمجرّد ظهور الهاتف الجديد على الإنترنت، قوبل بموجة شراء واسعة من المستهلكين، ونفد من رفوف عدّة متاجر في غضون دقيقة واحدة.
في هذا الصدد، قال مطّلعون على الصناعة أن شركة هواوي صمدت أمام أصعب وأخطر فترة منذ تأسيسها. وأن العديد من مستخدمي الإنترنت الذين يتابعون تطور هواتف هواوي متحمسون جدًا ويعتقدون أن الشريحة المجهزة بهذا الهاتف المحمول تمنح الأشخاص مساحة غير محدودة للخيال. وأضاف الخبراء، أنه بعد أكثر من أربع سنوات من العقوبات الثقيلة من قبل الولايات المتحدة، لم تتمكن شركة هواوي من الصمود فحسب، بل تمكنت من مواصلة تطوّرها. ونجحت في توطين صناعة أكثر من 10 آلاف قطعة محلّيا، وهو مايظهر بأن الابتكار التكنولوجي المستقل في الصين يتمتع بإمكانات كبيرة.
وفي الخارج، حظيت هواتف هواوي الجديدة أيضًا باهتمام كبير. حيث ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 2 سبتمبر الجاري، أن إطلاق الهواتف الجديدة، قد أثار مخاوف اشنطن من أن عقوباتها قد فشلت في منع الصين من تحقيق التقدّم التكنولوجي. وهو ما توافق مع تحذيرات الشركات الأمريكية المصنعة للرقائق. وأثّبت بأن العقوبات لن تنجح في إيقاف الصين، بل ستحفزها على مضاعفة جهودها لبناء بدائل للتكنولوجيا الأمريكية.
وبحسب وكالة رويترز، فقد أثار هاتف هواوي الجديد عدّة تخمينات دولية، حيث سارعت شركات التفكيك في جميع أنحاء العالم لشرائه لمعرفة مكوّناته. وقال التعليق إنه إذا تمكنت الشركات الصينية من إنتاج شرائح الجيل الخامس الخاصة بها، فإن ذلك سيمثل تقدمًا كبيرًا في قدراتها ويوجه ضربة للجهود الأمريكية الرامية للحدّ منها. وكانت تعليقات العديد من مستخدمي الإنترنت الأمريكيين أكثر صراحة، حيث رأوا بأن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على شركة هواوي والصين، من الممكن أن تعود بأضرار على الشركات الأمريكية.
وذكرت بلومبرج في الأول من الشهر الجاري أن اختبار وسائل الإعلام لهاتف هواوي الجديد أظهر أنه سريع مثل أحدث هواتف أبل. وقال دان هاتشيسون، المحلل في شركة “أنداستري تكنولوجيز”ومقرها الولايات المتحدة، إن الهاتف مزود بمعالج “كيرين 9000 أس” الجديد من هواوي، والذي يبدو أنه يستخدم تقنية متقدمة من “سميك”.
ورفض مسؤولون حكوميون أمريكيون التعليق على هاتف هواوي الجديد في وقت سابق. فيما قالت صحيفة واشنطن بوست إن الأطراف المعنية الأمريكية لم تعلق بشكل علني بعد، وتريد التأكد من المزيد من التفاصيل. وتقول تقارير بأن هناك آراءا متباينة حول كيفية رد الحكومة الأمريكية. فمن ناحية، هناك دعوات أقوى لتشديد المراقبة على الصادرات الموجهة إلى شركة هواوي. ومن ناحية أخرى، تأمل شركات أشباه الموصلات الأمريكية الاستمرار في بيع منتجاتها للشركات الصينية مثل هواوي من أجل الحفاظ على حصتها في السوق.
وأثار تعليق من أحد مستخدمي الإنترنت مناقشات ساخنة، حيث قال: ” نحن نعتقد أن الصين لا تستطيع أن تفعل شيئًا بدون التكنولوجيا الأمريكية، لكن هذا ليس صحيحا. الحقيقة هي أن الصين غير مضطرّة لشراء منتجات منا، وإنما تشتريها لأنها أرخص وأسهل للشراء. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تنفق الكثير من أموال البحث لتطوير هذه التكنولوجيا عندما يمكنك شراؤها؟ هذا يشبه المستهلك الذي يشتري الوجبات الجاهزة أو يذهب إلى المطعم. فهو يفعل ذلك ليس لأنه لايستطيع تعلّم الطبخ، بل لأن هذه الطريقة أسهل وأرخص. لكن إذا فرض عليك شخص ما عقوبات وقال غير مسموح لك بطلب الوجبات الجاهزة أو الذهاب إلى المطاعم، فإن معظم الناس سيتعلّمون كيفية الطهي. وقد كنا نعتقد بأن هواوي لا تستطيع تطوير تكنولوجيتها الخاصة، لكنها فعلت. لقد استثمروا مليارات الدولارات في البحث والتطوير وصنعوا هذا الهاتف. المشكلة الآن هي أنه لم يعد بإمكاننا بيع هذه الأجزاء إلى هواوي. هذا السوق سوف نخسره إلى الأبد.”