CGTN العربية/

تقع قرية كاتيميليك بمحافظة يويتيان في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين، على الحافة الجنوبية لصحراء تاكليماكان، وتشتهر بزراعة العنب، حيث تتحول القرية بأكملها إلى كرمة كبيرة كلما حل موسم صيف.

في عام 2016، جاء شاب إلى هذه القرية وبنى مصنعا للصناعات التحويلية وقام بشراء أوراق العنب، مما جعل القرويين يتساءلون: ما قيمة أوراق العنب ما عدى إطعامها للماشية؟

حاول أحد القرويين إرسال أكثر من 100 كيلوغرام من أوراق العنب إلى مصنع التجهيز، وتم بيعها بالفعل بأكثر من 600 يوان، فوجئ الجميع وأرسلوا أوراق العنب الخاصة بهم إلى المصنع.

لكن كيف تحولت أوراق العنب عديمة الفائدة “كنوزا قيمة” ؟ ترجع القصة إلى الشاب مطالب أنور الذي بنى مصنع التجهيز.

واكتشف قبل سنوات بالصدفة أن أوراق العنب هي مادة طهي شائعة جدا في دول البحر الأبيض المتوسط وتستخدم في العديد من الأطباق، فقامت على الفور في فكره أن هناك الكثير من العنب المزروع في مسقط رأسه توربان وهوتان.

بعد فترة وجيزة، قام مطالب بزيارة تفقدية لمناطق زراعة العنب في توربان وهوتان وأماكن أخرى، حيث وجد أن العنب في محافظة يويتيان يفي بمتطلبات السوق، فقام ببناء مصنع للتجهيز فيها بعد التخطيط وجمع الأموال.

تقع محافظة يويتيان على حافة الصحراء، حيث تتمتع بأشعة الشمس الوفيرة ، كما تتميز بفرق كبير في درجة الحرارة بين النهار والليل، مما جعل نوعية العنب ممتازة، كما ساهمت أوراق العنب في تلبية طلب السوق تماما. في الوقت الحاضر، تم تصدير منتجات مصنوعة من ورق العنب إلى العديد من البلدان.

أيكسيان ووبولي من الأسر الفقيرة في قرية كاتيميليك، ولديها طفلان يدرسان في المدرسة وهو ما يحملها الكثير من تكاليف الحياة والضغوط المعيشية أما في الوقت الحاضر، فتمكنت من زيادة دخلها بما يقرب من 10000 يوان سنويا عن طريق بيع أوراق العنب، كما يمكنها أن تكسب حوالي 160 يوانا في اليوم عن طريق مساعدة القرويين الآخرين في اختيار أوراق العنب في وقت الفراغ.

كما وفرت تجارة أوراق العنب فرصة للقروي أميريهان مايتيروزي البالغ من العمر 45 عاما وجعلته مالكا لموقع شراء أوراق العنب، حيث تمتلك عائلته حوالي 1.5 فدان من الأراضي. وخلال العامين الماضيين، حقق بيع أوراق العنب لكل 0.16 فدان زيادة في الدخل بمقدار 3300 يوان.

يوجد في مصنع التجهيز الخاص بطالب 42 عاملا، يبلغ متوسط الراتب الشهري حوالي 5000 يوان للفرد، وأكثر من 240 عاملا مؤقتا موسميا. في أغسطس 2019، بنى مصنعا جديدا لتجهيز ورق العنب في محافظة مجاورة، وبدأ في شراء أوراق العنب في مايو من هذا العام حيث اشترى بالفعل ما يقرب من 500 طن، مما أسهم في التنمية الاقتصادية الإقليمية، كما أخرج القرويين المحليين من الفقر وأصبحوا أغنياء.