و قالت نجلاء المنقوش في مداخلتها خلال اجتماع دول جوار ليبيا، الذي تحتضنه الجزائر على مدار يومين، بالمركز الدولي للمؤتمرات، إن بلادها تتطلع الى بناء شراكة استراتيجية مع دول الجوار، قائمة على اساس من التكامل والتبادل الإيجابي لتحقيق السلام والأمن مع دول الجوار والطوق.
ولأن استقرار ليبيا هو استقرار المنطقة و دول الطوق, عددت السيدة المنقوش, اسس بناء عهد جديد من التعاون بين شعوب المنطقة, و التي تقوم على توحيد رؤى دول النطاق و الطوق في المواقف السياسية , بما يخدم قضايا المنطقة السياسية والاقتصادية, تفعيل نطاق الامن القومي لدول المنطقة بما فيها التنسيق الامني بين دول الطوق لمراقبة حدود المنطقة و تأمينها, وضع برنامج امن غذائي متكامل الجوانب عبر اطر اقتصادية و اليات موحدة والعمل بشكل جاد على تامين الموارد المائية لدول المنطقة, معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية, اعتماد مناهج تعليم متطورة و تبادل الخبرات, ودعم مبادرة الحكومة الليبية في استقرار ليبيا و تأثيرها على استقرار دول الطوق.
وعبرت السيدة المنقوش عن الشكر العميق، للجزائر حكومة و دولة و شعبا على استضافتها لأعمال هذا المؤتمر، قائلة “اود في هذا المحفل ان أنقل لكم خالص الامتنان و التقدير من رئيس حكومة الوحدة الوطنية ورئيس المجلس الرئاسي، مثمنين الدور الإيجابي و الفعال لدولة الجزائر الشقيقة”.
وابرزت الوزيرة الليبية، ان الشعب الليبي توصل برعاية دولية إلى اول استحقاق وطني عبر حكومة وطنية موحدة بعد اختلاف في الرأي و تشتت في الأمر ومخاض عسير”، مشيرة الى أن هذه الحكومة أعادت لليبيا مكانتها الخارجية و ساهمت في دعم أسباب الاستقرار والتعايش العالمي عن طريق التواصل مع دول العالم و دول الجوار.
اقرأ أيضا: ليبيا: يان كوبيس يدعو إلى الاسراع في وضع اطار قانوني تحسبا لانتخابات ديسمبر المقبل
وأضافت المنقوش, ان حكومة بلادها تجاوزت مرحلة توحيد كافة المؤسسات المدنية, و هي الآن، تضيف، في عمل دؤوب من أجل استكمال مراحل توحيد المؤسسة العسكرية”.
و تابعت تقول, “ان ما عاشته ليبيا على مدار عقد من الزمن, قد تسبب في خلافات نجم عنها نزاعات مسلحة عانى منها الليبيون، والتي فقدوا فيها كثيرا، لاسيما الثروة البشرية.
كما ابرزت المنقوش ، ان اكبر ما تعانيه بعض الدول هو التدخلات الهدامة و التي تناقض الأعراف الدولية و تعمل على خلق الخلافات و تأجيج الصراعات.
و شددت رئيسة الدبلوماسية الليبية ان بلادها، تتطلع إلى دور سياسي ديمقراطي من خلال انتخابات حرة ونزيهة غير أن هذا لا يكون و لا يتأتى، حسبها، إلا ببلوغ أسباب الاستقرار، و على رأسها استتباب الأمن و الاستقرار لخلق مناخ ملائم لحوار ديمقراطي سلمي و مصالحة ووطنية شاملة وبناء دولة موحدة.
و استعرضت نجلاء المنقوش مجددا مبادرة حكومة بلادها، بخصوص استقرار ليبيا بقيادة و توجيه ليبي و دعم الامم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة بما فيها دور دول الجوار والطوق في مساندة الليبيين في اختيار مستقبلهم انطلاقا من مخرجات مؤتمر برلين.
وأوضحت في هذا الاطار، ان رؤية ليبيا لدعم الاستقرار تتكون من مسار سياسي وامني واخر اقتصادي, غير أن المسار الامني والعسكري, حسبها, يعد التحدي الأكبر في ليبيا التي تحضر للانتخابات الوطنية العامة.
ما يتطلب, وفقها, دعما من شركاء ليبيا وحلفائها للعمل على توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة لإعلاء السيادة الليبية, و دمج المجموعات المسلحة, واخراج المرتزقة و القوات الأجنبية التي تشكل تهديدا لدول المنطقة بأسرها, و هذا إضافة إلى تأمين الحدود الليبية لمنع التواطؤ الهدام بين تجار البشر و الجريمة المنظمة، مشيرة إلى أن مبادرة استقرار ليبيا تضع أسس الاستقرار في البلاد.
كما تسعى المبادرة، تضيف, إلى تنفيذ القرارات الأممية خاصة القرارات الأخيرة بالإضافة إلى مخرجات مؤتمر برلين 1و 2 , التي تعمل على تكريس السيادة الليبية.
و في سبيل ان تأخذ ليبيا زمام المبادرة، دعت وزيرة الخارجية الليبية أعضاء المؤتمر إلى الوقوف مع ليبيا, لتنظيم مؤتمر تشاركي على مستوى وزاري بدعوة من وزارة الخارجية الليبية, و بمشاركة الأمم المتحدة و كل دول جوار ليبيا و الدول الصديقة لمناقشة الملف الليبي.
و أكدت المنقوش في الاخير على أن استقرار ليبيا من استقرار دول المنطقة, و أن بلادها تتطلع إلى عهد جديد من التعاون بين شعوب المنطقة خدمة لمصالح شعوبها.