شبكة طريق الحرير الإخبارية/ شينخوا/
لم يكن المهندس ورجل الأعمال السوري عبد الرحمن داري الذي تخرج في جامعة دمشق عام 1994 باختصاص هندسة ميكانيك يتصور أنه سيذهب إلى الصين ليكمل دراساته العليا هناك، ليقوده حظه السعيد بعد فترة وجيزة إلى نجاح غير متوقع.
في بداية دراسته العليا بالصين عام 1997، لم تكن الأعمال التجارية ضمن قائمة مهامه كونه طالبا يسعى لرفع سويته العلمية أولا، ولكن شغفه بالحياة وإعجابه بالتجربة الصينية دفعاه إلى تأسيس شركة لتكون انطلاقته نحو عالم التجارة والمال.
وأثناء وجوده هناك، تعرف عبد الرحمن داري على أنماط الحياة والشركات الصينية، وبدأ في زيارة المصانع والشركات بينما كان لا يزال يدرس في الجامعة، وبعد الانتهاء من الدراسة ولشدة إعجابه بالتطور الاقتصادي والتجاري في الصين، قرر بالفعل الشروع في مزاولة العمل التجاري فيها.
وفي حديثه لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق، روى المهندس السوري عبد الرحمن داري، بعد سنوات طويلة من العمل في الصين، قصة عمله في الصين والنجاح الذي حققه من خلال شركته الخاصة التي أسسها هناك، كما تطرق إلى مرونة القوانين الصينية المتعلقة بتأسيس الأجانب لشركات خاصة.
وقال داري إن “تأسيس الشركة في الصين لم يكن أمرا صعبا…(فقد) تم تأسيس الشركة واختيار مقر لها مع الطاقم الذي سيعمل معي وكان أغلبهم من الصينيين الذين يملكون مهارة التواصل والبحث عن المصادر…كانت هذه الخطوة موفقة”.
وعلاوة على التسهيلات المقدمة لرجال الأعمال من أجل تحقيق بداية سريعة لأعمالهم في الصين، حرص داري، وهو متزوج وله أربعة أطفال، على الإشارة إلى أن هناك بيئة عمل إيجابية، الأمر الذي يساعد على نجاح الأعمال في الصين.
وتحدث بالتفصيل عن هذه البيئة، قائلا “توجد تسهيلات قانونية، بالإضافة إلى سهولة الحصول على المعلومات والحصول على الإمدادات مع التعرف على المصانع الصينية”، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المعارض الدولية في الصين تعد أيضا ميزة إضافية في التشجيع على تنمية الأعمال التجارية.
وبصفته رجل أعمال ومهندسا مفتونا بالتطور السريع في الصين، ذكر داري أنه تابع عن كثب الانطلاق السريع لعجلة التطورات الاقتصادية والاجتماعية في الصين. وأوضح أن “التطور الاقتصادي الموجود في الصين كان على مستوى الصين كلها، وعلى مستوى المدن في الصين وفي الشمال والجنوب والوسط، كلها كانت في تطور مستمر…هذا كله كان عبارة عن خطوط متوازية، يعني أن التطور الاقتصادي والتطور الاجتماعي مترافقين وتأمين البنى التحتية يساعد على زيادة عجلة التطور الاقتصادي”.
وأشاد المهندس السوري بما لمسه من ارتقاء في سبل معيشة الصينيين، قائلا إن “مستوى المعيشة في الصين أصبح مرتفعا بشكل ملحوظ عاما بعد آخر، وبالتالي فإننا نسلط الضوء على مسألة التنمية في الظروف المعيشية وتراجع الفقر، الأمر الذي أدى إلى تطور سريع ومتتال”.
ومن الناحية التكنولوجية، وصف داري القطار السريع في الصين بأنه مثال على السرعة التي تمضي بها البلاد إلى الأمام. وشبّه التطور في الصين بقطار سريع، قائلا إن التنمية الاقتصادية للصين تسير بسرعة القطار السريع. وبالتالي أعرب عن رغبته في السعي باستمرار إلى تطوير عمله التجاري هناك.